محادثات "صينية - فرنسية - ألمانية" لـ"تخفيف التوتر"

time reading iconدقائق القراءة - 7
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيسان، الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ، في قصر الإليزيه بباريس - 26 مارس 2019 - Bloomberg
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيسان، الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ، في قصر الإليزيه بباريس - 26 مارس 2019 - Bloomberg
دبي - الشرق

أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، محادثات، الاثنين، في محاولة لمنع الخلافات المتعلّقة بحقوق الإنسان، من إفشال جهود التعاون بين الدول الثلاث.

وحسبما نقل التلفزيون الرسمي الصيني، فإن المحادثات تمت عبر الفيديو، دون توضيح تفاصيلها.

وذكّرت وكالة "بلومبرغ" بأن ماكرون وميركل أجريا مناقشات مشابهة مع شي جين بينغ سابقاً، بما في ذلك مكالمة في الـ30 من ديسمبر الماضي، مع مسؤولين بارزين في الاتحاد الأوروبي، أسفرت عن اتفاق استثمار بين التكتل وبكين، مجمّد الآن.

وتوترت العلاقات بين الصين والاتحاد هذا العام، في ظلّ تصاعد آراء سلبية إزاء بكين في أوروبا، وجهود الرئيس الأميركي جو بايدن للضغط على الحلفاء التقليديين لبلاده، من أجل القيام بدفاع موحّد بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وشكّلت حملة تشنّها الصين على مسلمي أقلية الأويغور في إقليم شينغيانغ، نقطة توتر جوهرية، إذ تبادل الجانبان فرض عقوبات، طالت مسؤولين ونواباً في البرلمان الأوروبي، في مايو الماضي، في خطوة أوقفت المصادقة على "الاتفاق الشامل للاستثمار" بين الطرفين.

كذلك استاءت بكين من بيانات أصدرتها مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أعربت عن قلق من تحدي الصين للنظام العالمي القائم، علماً أن ميركل وماكرون دافعا عن حلّ وسط مع بكين، التي يُعدّ تعاونها أمراً حيوياً للجهود العالمية لمكافحة الاحتباس الحراري وفيروس كورونا المستجد، وفق "بلومبرغ".

تبادل تجاري ضخم

واستضاف ماكرون اتصالاً افتراضياً، مع ميركل وشي جين بينغ، في أبريل الماضي، ركّز على المناخ، قبل أيام من قمة في هذا الصدد استضافها بايدن. في ذلك الوقت، رحّب الزعيمان الأوروبيان بتجديد الرئيس الصيني التزام بلاده بتحقيق الحياد الكربوني، بحلول عام 2060. كذلك ناقش الثلاثي ملف كورونا وتوافر اللقاحات في العالم.

وبلغ التبادل التجاري للصين مع الاتحاد الأوروبي، نحو 700 مليار دولار العام الماضي، وتفيد معلومات بأن ماكرون حريص على إعطاء دفعة جديدة لمصالح شركة "إيرباص" للطيران. كذلك يريد الأوروبيون أن تخفّف الصين قيود السفر إلى أراضيها، لمواطني الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً رجال الأعمال، كما أفادت "بلومبرغ".

في الشهر الماضي، انضمت مجموعة السبع، التي تضمّ فرنسا وألمانيا، إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الضغط كي تجري "منظمة الصحة العالمية" تحقيقاً جديداً بشأن نشأة كورونا. وانتقد دبلوماسيون صينيون هذه الدعوات، معتبرين أنها محاولة بقيادة الولايات المتحدة لصرف الانتباه عن معاناتها لاحتواء الفيروس العام الماضي.

ومع ذلك، كان ملف الأويغور الأكثر إثارة للجدل، إذ نفت الصين مزاعم بأنها وضعت أعداداً ضخمة منهم في معسكرات اعتقال، وأخضعتهم لبرامج عمل، كما حدّت من نسلهم.

"وعظ مقدس"

والتزم شي جين بينغ، موقف تحدٍّ إزاء ما تعتبره بكين تدخلاً أجنبياً في شؤونها، بقوله في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي، إن الصين لن تستمع بعد الآن إلى "وعظ مقدس".

في الوقت ذاته، اتخذ وزير الخارجية الصيني وانغ يي موقفاً مشابهاً، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بالتمسّك بـ "عقلية الحرب الباردة". وأضاف، خلال منتدى في بكين السبت: "لم تعُد الصين اليوم كما كانت قبل 100 سنة. يجب ألا يقلّل أيّ فرد، أو قوة، من تصميم الشعب الصيني وقدرته، على دعم سيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية".

خلال حلقة نقاش في المنتدى، حضّ دبلوماسيون أوروبيون بارزون بكين على الاستماع إلى المخاوف الدولية، إذ قالت كارولاين ويلسون، سفيرة المملكة المتحدة لدى الصين، إن قضايا حقوق الإنسان هي "مسائل أساسية" وليست أدوات في لعبة جيوسياسية.

أما سفير الاتحاد الأوروبي، نيكولا شابوي، فأعرب عن "استيائه" من "نهج أكثر عدائية" تعتمده بكين، قائلاً: "إن التعددية الفعالة تعني ضمناً أن تجلس كل الدول، كبيرها وصغيرها، على طاولة واحدة مع الحقوق ذاتها، والأهم في ذلك، قبول مراجعة الأقران بطريقة متسامحة وبنّاءة".

السفير الإيطالي لدى الصين، لوكا فيراري، اعتبر أن العقوبات شكّلت "الظلّ الأساسي" في العلاقات بين بكين والاتحاد الأوروبي. ودعا الصين إلى إعادة النظر في العقوبات، من أجل "الخروج من هذا اللغز"، وفق "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً: