مخاوف تركية وأوروبية بشأن موجة هجرة محتملة من أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يلتقي نظيره الفنلندي بيكا هافيستو في العاصمة هلسنكي، 8 يوليو 2021 - AFP
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يلتقي نظيره الفنلندي بيكا هافيستو في العاصمة هلسنكي، 8 يوليو 2021 - AFP
إسطنبول-الشرق

دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الخميس، لتعاون دولي لمعالجة المخاوف بشأن موجة محتملة لتدفق المهاجرين من أفغانستان، مشدداً على "الحاجة لتعاون أفضل لمعالجة التحدي المشترك لا سيما مع الاتحاد الأوروبي".

وأوضح أوغلو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي بيكا هافيستو، في العاصمة هلسنكي، أن هناك تقارير عن "تدفق محتمل للمهاجرين من أفغانستان، نتيجة للتطورات المحتملة في بلادهم"، مبيناً أنه عقد اجتماعاً ثلاثياً مع نظيريه الأفغاني حنيف أتمار، والإيراني محمد جواد ظريف حول الوضع في أفغانستان.

وأكد أوغلوا أن "تركيا والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول تشكو من تدفق المهاجرين، وأن الجميع يعاني من الأزمة، سواء كانت دول عبور أو دول مقصد"، على حد تعبيره.

وشدد الوزير التركي على الحاجة لتعاون أفضل لمعالجة "التحدي المشترك" لا سيما مع الاتحاد الأوروبي، مطالباً بأن يكون الجميع "قادرين على حل هذه المشكلة في بلد المنشأ. يهاجر العديد من الأفغان لأسباب اقتصادية في بلادهم. فيمكننا على الأقل دعم تنميتها الاقتصادية".

آمال فنلندية

بدوره، حذر وزير الخارجية الفنلندي من "موجة تدفق جديد للاجئين جراء التغييرات المتسارعة في أفغانستان"، موضحاً أن بلاده "تتشاطر مع تركيا المخاوف نفسها فيما يتعلق بالأوضاع هناك".

وأردف أن "هذا مصدر قلق مشترك للمجتمع الدولي"، معرباً عن أمله "في الوصول إلى نتيجة يتم بموجبها حماية جميع الحقوق وضمانها في نهاية المفاوضات".

على صعيد آخر، لفت هافيستو إلى أنه بحث مع نظيره التركي "العلاقات الثنائية والعلاقات الأوروبية التركية، علاوة عن ملفات أفغانستان وإفريقيا وشرقي البحر المتوسط وعدد من المسائل الدولية".

وذكر أن فنلندا وتركيا لديهما "مشكلة مشتركة على صعيد الهجرة"، مؤكداً "ضرورة تعاون البلدين حيال موجة لجوء محتملة للاجئين السوريين والقادمين من أفغانستان".

الصراع الأفغاني

وتشن حركة طالبان حملة على الأقاليم الأفغانية، إذ باتت تسيطر على 200 منطقة في 34 إقليماً، أي ما يزيد على نصف مساحة البلاد، فيما لا تزال المدن الرئيسية وعواصم الأقاليم تحت سيطرة الحكومة.

بدوره، أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني، الخميس، أن بلاده تواجه مرحلة انتقالية صعبة في وقت تستكمل القوات الأميركية والأجنبية انسحابها بعد تدخل دام 20 عاماً، لكنه شدد على أن القوات الحكومية قادرة على مواجهة طالبان.

وفي وقت سابق، الخميس، اتفق وفد من الحكومة الأفغانية وآخر من حركة طالبان، عقب محادثات بينهما في العاصمة الإيرانية طهران، على ضرورة "بذل جميع الجهود للتوصل إلى حل سياسي".

بيان مشترك

ونقلت وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء، عن بيان مشترك للوفدين الذين التقيا في طهران يومي الخميس والجمعة، تأكيدها على أن "الحرب ليست حلاً للأزمة، ويجب بذل كل الجهود للتوصل إلى حل سياسي"​​.

وأكد الجانبان "استمرار المناقشات بشأن الأمور التي تحتاج إلى مزيد من التشاور، مثل إنشاء آلية للانتقال من الحرب إلى السلام الدائم، والنظام الإسلامي المتفق عليه، وكيفية تحقيق ذلك خلال الاجتماع المقبل الذي سيعقد في أقرب وقت، للوصول إلى نتيجة ترضي جميع الأطراف".

واعتبر الطرفان أن محادثات طهران "فرصة جديدة لتعزيز الحل السياسي"، فيما أدانا "بشدة الهجمات التي تستهدف منازل المواطنين والمدارس والمساجد والمرافق العامة والمستشفيات، وتوقع ضحايا وإصابات بين المدنيين، مطالبين بمعاقبة مرتكبيها".

وعلى مدى أشهر كانت طالبان تنتشر في محيط عواصم عدة ولايات في مختلف أنحاء البلاد، فيما كان مراقبون يتوقعون أن تنتظر استكمال انسحاب القوات الأجنبية قبل أن تأمر بمهاجمة المدن.