السودان.. انتشار أمني مكثف وجسور مغلقة ومظاهرات مرتقبة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مظاهرات مؤيدة للحكومة المدنية في العاصمة السودانية الخرطوم - 30 أكتوبر 2021 - AFP
مظاهرات مؤيدة للحكومة المدنية في العاصمة السودانية الخرطوم - 30 أكتوبر 2021 - AFP
دبي-الشرق

أفاد مراسل "الشرق" في الخرطوم، السبت، بانتشار أمني مكثف في العاصمة السودانية، استعداداً لمظاهرة "مليونية"، دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين، احتجاجاً على القرارات التي أعلنها القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر.

وقال التجمع في بيان صحافي: "ندعو كل قطاعات شعبنا في كل مدن وقرى السودان للخروج والمشاركة الفاعلة في المواكب المليونية، السبت، ولنجعل منها زلزالاً شعبياً وموجةً ثوريةً تصب في مسار ديسمبر العظيم".

وأعلن التلفزيون السوداني الجمعة، أن مرور العاصمة السودانية الخرطوم، سيغلق جميع جسور الولاية عدا 3 اعتباراً من منتصف ليل السبت، وذلك قبل بدء "المظاهرات".

وأعربت السفارة الأميركية بالخرطوم، عن بالغ قلقها إزاء "عمليات اعتقال القادة السياسيين والمواطنين، فضلاً عن عدد المدنيين الذين أصيبوا أو قُتلوا".

وقالت السفارة على تويتر، إنها تتابع عن كثب "المظاهرات المعلنة غداً ضد الاستيلاء العسكري على السلطة في 25 أكتوبر"، مشددة على أنها "تدعم حق الشعب السوداني في التعبير السلمي عن مطالبه".

من جانبه، جدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتس، الجمعة، دعوته لقوات الأمن السودانية، لممارسة "أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير"، قبيل الاحتجاجات المرتقبة في السودان السبت.

كما دعا بيرتس على تويتر، المتظاهرين للحفاظ على مبدأ سلمية الاحتجاج.

وقال: "في ضوء مظاهرات الغد بالسودان، أدعو مرة أخرى قوات الأمن لممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير".

"تصحيح المسار"

وفي 26 أكتوبر، قال عبد الفتاح البرهان، في مؤتمر صحافي إن "مجلس السيادة سيكون قائماً بتمثيل حقيقي لكل السودان"، مشيراً إلى أن القوات المسلحة لن تتدخل إطلاقاً في الشأن السياسي، وستنجز مرحلة الانتقال الديمقراطي بمشاركة مدنية كاملة".

وأضاف أن الجيش "أكد رفضه سيطرة أي جهة أو حزب على السودان"، مضيفاً: "عدم الثقة بين الأطراف الانتقالية تم بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا". 

واعتبر القائد العام للجيش السوداني، أن القوات المسلحة كانت مستهدفة بغرض الإضرار بالأمن الوطني، وأشار إلى تقديم "تنازلات" من أجل تحقيق مساعي الشعب السوداني.

وتابع: "سنعمل معاً لبناء مستقبل السودان"، ورأى أن الانتقال "مشاركة وطنية وشعبية وجهد كبير قدمه الشعب، وكان من واجبنا الوقوف معه".

ولفت البرهان إلى أهمية "مشاركة الشعب السوداني لإكمال المرحلة الانتقالية"، قائلاً: "سنحرص على أن يكون المجلس التشريعي السوداني من شباب الثورة".

وواصل البرهان حديثه: "نحن نملك قرارنا بالكامل، ولا أحد يملك شيئاً علينا، كل من يهدد أمننا وسلامتنا سنتخذ ضده الإجراءات التي تحفظ لنا أمننا، وكرامتنا، وتحفظ للسودان وحدته". وتابع: "لم نقم بانقلاب عسكري ولكننا نصحح مسار الانتقال".

مجلس سيادة جديد

والخميس، أعلن التلفزيون الرسمي السوداني، أن البرهان، عين مجلس سيادة جديداً برئاسته، كما عين قائد قوة الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" نائباً للرئيس.

ويضم المجلس الجديد، أعضاء من المجلس القديم، وهم الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، والفريق الركن ياسر العطا، ورجاء نيقولا عبد المسيح، بالإضافة إلى الطاهر أبو بكر حجر، ومالك عقار والهادي إدريس يحيى (من الحركة الشعبية لتحرير السودان).

ويمثل إقليم الشمال في مجلس السيادة أبو القاسم برطم، وإقليم الخرطوم محمد عبد القادر، وممثل كردفان القاضي يوسف، وممثل إقليم الوسط سلمى عبد الجبار، فيما تم تأجيل تسمية ممثل إقليم الشرق في مجلس السيادة الجديد.

وذكر مجلس السيادة الانتقالي في بيان، أن البرهان أدى اليمين الدستورية، مساء الخميس، رئيساً للمجلس أمام رئيس القضاء عبد العزيز فتح الرحمن عابدين.

"انتهاك دستوري"

وفي وقت سابق الجمعة، أفاد تلفزيون السودان بأن نائب رئيس مجلس السيادة، أدّى اليمين الدستورية، أمام رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، فيما اعتبرته دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج)، والاتحاد الأوروبي، وسويسرا "انتهاكاً" للوثيقة الدستورية.

وقال البيان الذي نشرته السفارة البريطانية لدى السودان، إن إعلان تشكيل مجلس السيادة الجديد يشكل "انتهاكاً" للوثيقة الدستورية لعام 2019.

اقرأ أيضاً: