
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن قمة زعماء دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الخميس في بروكسل، جددت تأكيد "دعمنا القوي للشعب الأوكراني وعزمنا على محاسبة روسيا على حربها الوحشية والتزامنا بتقوية الحلف".
كما أعلنت الخارجية الأميركية سلسلة عقوبات إضافية على مجلس الدوما الروسي والقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية.
وشدد بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض، عقب قمة زعماء الناتو الاستثنائية، على أن دول الحلف ستواصل دعمها للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي تحدث للقادة عبر الفيديو، وكذلك حكومته بزيادة كبيرة في المساعدات الأمنية المقدمة من دول الحلف لأوكرانيا لـ"مواجهة العدوان الروسي، والتمسك بحقها في الدفاع عن النفس".
وذكر أن الولايات المتحدة أعلنت خلال الأسابيع الماضية عن مساعدات أمنية لأوكرانيا بقيمة مليار دولار في هيئة أنظمة مضادة للطائرات والمدرعات ومسيرات وكذلك ملايين الذخائر.
مفهوم دفاعي جديد للناتو
ورحب الرئيس الأميركي بالخطوات التي اتخذها الحلفاء لتقديم مساعدات دفاعية لأوكرانيا. وقال: "سوياً نحن ملتزمون بتحديد المعدات الإضافية التي تحتاجها أوكرانيا لمساعدتها بما فيها أنظمة الدفاع الجوي".
وقال إن اجتماع زعماء الحلف ناقش تعزيز الدفاع الجماعي لحلف الناتو وخاصة على الجبهة الشرقية. وشدد على أن البيان المشترك لزعماء الحلف أوضح بجلاء أن "الناتو قوي ومتحد بأكثر من أي وقت مضى".
وأشار إلى أن الحلف فعل خططه الدفاعية وقوة الرد الخاصة به فور غزو روسيا لأوكرانيا، كما رفعت الولايات المتحدة قوام قواتها في أوروبا بنشر آلاف الجنود وعززت من قدراتها العسكرية هناك، ورحبت بنشر الحلفاء لقواتهم.
واعتبر بايدن أن قرار تأسيس 4 مجموعات قتالية في سلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا والمجر "إشارة قوية إلى أننا سندافع ونحمي بشكل جماعي كل شبر من أراضي الناتو".
وأوضح أن الحلف سيطور في الفترة ما بين القمة الحالية وقمة الناتو المقبلة في يونيو خططاً لنشر قوات إضافية وقدرات تعزز من دفاعات الحلف.
ولفت الرئيس الأميركي إلى أن الحلف سيتبنى مفهوماً استراتيجياً محدثاً لضمان استعدادية الناتو لمواجهة أي تحديات في البيئة الأمنية الجديدة والأكثر خطراً.
عقوبات جديدة
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، عن عقوبات على أعضاء جدد بمجلس الدوما الروسي، ونخب روسية وكذلك أعضاء مجلس إدارة سبيربنك وهيئات وشركات دفاعية في روسيا.
وذكر بلينكن في بيان صادر عن الخارجية الأميركية، أن حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تواصل ترهيب الشعب الأوكراني وإلحاق المعاناة به، وفي نفس الوقت يواصل مجلس الدوما الروسي استخدام سلطاته التشريعية في استهداف المعارضين والخصوم السياسيين، ووقف تدفق المعلومات وتقييد حقوق الإنسان والحريات الأساسية للمواطنين الروس".
وأعلن عن إدراج الولايات المتحدة 328 عضواً من مجلس الدوما الروسي إلى قائمة العقوبات إضافة إلى الـ12 عضواً الذين فرضت الولايات المتحدة عقوبات في 11 مارس.
وأفاد بلينكن بأن هؤلاء الأعضاء دعموا انتهاكات الكرملين للسيادة الأوكرانية ووحدة أراضيها، وكذلك المعاهدات التي تعترف باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك المعلنتين من طرف واحد بشرق أوكرانيا والمسيطر عليهما من قبل "وكلاء لروسيا".
عقوبات على مجلس الدوما وهيئات مالية
وأعلن بلينكن أن الولايات المتحدة أدرجت مجلس الدوما بكامله وكذلك رئيس سبيربنك الروسي، هيرمان جريف وهو حليف مقرب لبوتين ضمن قائمة العقوبات.
كما أعلن استهداف عدة منتمين للنخب الروسية وتجميد أصولهم وأصول أفراد عائلاتهم، وتضمنت قائمة العقوبات تلك 17 عضواً بمجلس إدارة مصرف "سوفكوم بنك".
وقال بلينكن إن هؤلاء المسؤولين التنفيذيين ينضمون إلى قائمة متزايدة من الأفراد المرتبطين بمؤسسات مالية روسية محظورة، وسيجدون أنفسهم ضمن قائمة العقوبات الأميركية.
وإضافة إلى ذلك أعلن إعادة إدراج صندوق استثمار "فولجا جروب" ومقره الرئيسي لوكسمبورج، على قائمة العقوبات بسبب عمله في قطاع الخدمات المالية الروسية.
وأردف: "كنتيجة لذلك فرضت الخارجية الأميركية، عقوبات على جينادي نيكولايتش تيمشينكو، مالك فولجا جروب مجدداً، وكذلك شركته الأخرى ترانس أويل".
وستضم قائمة العقوبات زوجته إيلينا بيتروفنا، وابنته ناتاليا براونينج، وكذلك عضو مجلس إدارة ترانس أويل كسينيا جينادوفينا وزوجها جليب سيرجيفيتش فرانك.
استهداف القاعدة الدفاعية لروسيا
وأعلنت الخارجية الأميركية عن فرضها "تكاليف موجعة" على المؤسسة الدفاعية الروسية، وسيشمل ذلك إدراج مؤسسات دفاعية على لائحة العقوبات والأفراد المرتبطين بها.
وكذلك شركات دفاعية روسية تعمل كجزء من القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية والتي تنتج أسلحة تستخدم في الحرب على أوكرانيا.
وقال بلينكن إنه "بفصل عشرات الشركات الدفاعية الروسية عن النظام المالي الأميركي، فإن قرارات اليوم سيكون لها تأثير طويل الأمد على القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية".
وأعلن أن الولايات المتحدة ستواصل استهداف موردين الأسلحة لروسيا، وسلاسل إمداداتها.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفائها يهدفون إلى ضرب "قلب قدرات روسيا على شن الحرب والقيام بالعدوان على دول أخرى بما فيها أوكرانيا".
وقال إن الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على "حتى ينهى بوتين حربه غير المبررة على أوكرانيا".
ودعا بلينكن المقربون من بوتين "للتوقف وإدانة هذه الحرب الدموية والتي تسببت في الموت المأساوي لمئات المدنيين من بينهم أطفال، وأكبر كارثة إنسانية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
وقال إن الولايات المتحدة ستستمر في الوقت نفسه في دعم أوكرانيا وأعلن عن مساعدات عسكرية أميركية إضافية بقيمة 800 مليون دولار لتجلب إجمالي المساعدات العسكرية المقدمة خلال أسبوعين إلى مليار دولار.
اقرأ أيضاً: