بعد تهديدات بكين.. أوستن: ملتزمون بتعزيز قدرات تايوان الدفاعية

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال إلقاء كلمته بمؤتمر "حوار شانجريلا"، سنغافورة، 10 يونيو 2022 - REUTERS
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال إلقاء كلمته بمؤتمر "حوار شانجريلا"، سنغافورة، 10 يونيو 2022 - REUTERS
سنغافورة-وليد مداور

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن السبت، في افتتاح مؤتمر "حوار شانجريلا" الدفاعي في سنغافورة، إن بلاده ملتزمة بتعزيز قدرات تايوان الدفاعية، فيما أبرز التحديات التي تواجهها واشنطن وحلفاؤها في المنطقة بسبب الصين، فضلاً عن تلك الموجودة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وتطرق أوستن للقضية الأبرز مؤخراً بين البلدين، وهي تايوان، حيث تبادل وزيرا الدفاع الأميركي والصيني رسائل قوية بشأن هذه الجزيرة.

وأضاف: "موقفنا من تايوان لم يتغير. تحترم الولايات المتحدة سياسة الصين الواحدة"، لكنه شدد على ضرورة "الالتزام بالأمر الواقع حالياً".

في حين وجّه رسالة إلى الصين لثنيها عن ضم الجزيرة بالقوة، بعدما قال وزير دفاعها وي فنجي، الجمعة، إن بكين "ستسحق أي محاولة من تايوان للاستقلال، وإنها لن تتردد في إعلان الحرب".

الصين تسرع خطواتها 

وتابع أوستن: "نحن نعارض بشكل قاطع أي تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن من أي من الجانبين. لا نؤيد استقلال تايوان، ونؤيد بشدة حل الخلافات بين الطرفين بالطرق السلمية".

وأكد على وفاء الولايات بالتزاماتها بموجب قانون العلاقات مع تايوان، بما في ذلك مساعدة تايوان في الحفاظ على قدرة كافية للدفاع عن النفس، مضيفاً: "هذا يعني الحفاظ على قدرتنا على مقاومة أي استخدام للقوة أو أي شكل آخر من أشكال الإكراه من شأنه أن يعرض الأمن أو النظام الاجتماعي أو الاقتصادي لشعب تايوان للخطر".

وقال أوستن: "نشهد خطوات متسارعة من قبل الصين لإخضاع تايوان بالقوة، لقد شهدنا ارتفاعاً كبيراً في النشاطات العسكرية المعادية للصين تجاه تايوان، وزيادة مطردة في النشاط العسكري الاستفزازي والمزعزع للاستقرار بالقرب من تايوان، لكن ما زلنا نركز على الحفاظ على السلام والاستقرار والوضع الراهن عبر مضيق تايوان".

واستدرك قائلاً: "لكن تحركات الصين تهدد بتقويض الأمن والاستقرار والازدهار في المحيطين الهندي والهادئ. يجب على القوى الكبرى أن تتحمل مسؤوليتها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "ستتحمل مسؤوليتها لإدارة هذه التوترات ومنعها، والسعي لتحقيق السلام والازدهار".

منطقة الهندي والهادئ

وأكد أوستن التزام الولايات المتحدة بأن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ "منطقة مفتوحة"، مشيراً إلى أن الشراكات التي بنتها الدول في المنطقة مع الولايات المتحدة "تشكل جوهر السلام والازدهار للجميع".

ولفت إلى أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ تعد "أولوية" لوزارة الدفاع الأميركية، حيث يعمل أكثر من 300 ألف جندي أميركي في المنطقة مع الحلفاء والشركاء لـ"ضمان الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد".

وتعزز الولايات المتحدة تحالفاتها في المنطقة مع كل من اليابان وأستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والفلبين، إضافة إلى أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" ومجموعة الحوار الأمني الرباعي "كواد"، التي تضم أميركا والهند واليابان وأستراليا.

وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن معظم البلدان في المحيطين الهندي والهادئ "تشارك الولايات المتحدة رؤيتها في المنطقة، ما يعني الالتزام بحرية التنقل البحري والجوي، والإصرار على حل النزاعات سلمياً".

وتقع منطقة المحيطين الهندي والهادئ في قلب صراعات مترابطة بين الولايات المتحدة وحلفائها، إضافة إلى روسيا والصين، وهناك مخاوف من تفجر مواجهات قد تقود المنطقة إلى مواجهات مسلحة، مثلما حذر رئيس الوزراء الياباني في كلمته مساء الجمعة.

تحديات بعد الغزو الروسي

وتطرق أوستن إلى الغزو الروسي لأوكرانيا والذي وصفه بـ"غير المبرر"، مشيراً إلى أن "الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ذكّرتنا جميعاً بمخاطر تقويض نظام دولي يحترم القواعد الدولية".

وأضاف: "تداعيات الحرب في أوكرانيا تصل إلى المحيطين الهندي والهادئ، إذ تطرح الأزمة الأوكرانية بعض الأسئلة الملّحة علينا جميعاً: هل القواعد مهمة؟ هل سيادة الدول مهمة؟ هل النظام الذي بنيناه معاً مهم؟"، لافتاً إلى أن "النظام الدولي القائم على القواعد مهم تماماً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ كما هو الحال في أوروبا".

وتابع أوستن: "الغزو الروسي لأوكرانيا هو ما يحدث عندما يطغى الظالمون على القواعد التي تحمينا جميعاً، هذا ما يحدث عندما تقرر القوى الكبرى أن أطماعها الإمبراطورية تهم أكثر من حقوق جيرانها المسالمين".

زيلينسكي: أوكرانيا ستنتصر       

وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت، إن بلاده "ستنتصر بالتأكيد في الحرب التي بدأتها روسيا" وذلك في كلمة وجهها من مكان غير معلوم في كييف إلى مؤتمر "حوار شانجريلا" بسنغافورة.

وأضاف زيلينسكي أن بلاده غير قادرة على تصدير ما يكفي من الغذاء بسبب الحصار الروسي وأن العالم سيواجه "أزمة غذاء ومجاعة حادة وخطيرة".

 أكبر ميزانية دفاعية

وتبرز الرهانات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تشمل أكثر من 50 % من مساحة الكرة الأرضية، وهي المنطقة الأكثر كثافة في العالم، إذ يتطلب الدفاع عنها استثمارات مالية ضخمة، ما يشكل تحديات كبيرة للولايات المتحدة وحلفائها.

وفي هذا الصدد، أشار أوستن إلى أن البنتاجون طلب ميزانية دفاعية لعام 2023 تعد الكبرى في تاريخ الولايات المتحدة للحفاظ على أمن هذه المنطقة.

وتشمل هذه الميزانية 6.1 مليار دولار مخصصة لمنطقة المحيط الهادئ، لتعزيز تبادل المعلومات ودعم التدريبات مع الشركاء، كما ستخصص هذه الميزانية لتشجيع الابتكار في جميع المجالات، بما في ذلك مجال الفضاء والدفاع الإلكتروني.

واتهم أوستن الصين بـ"ممارسة ضغوطات" في منطقتي بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، إضافة إلى حدودها الغربية مع الهند، قائلاً: "يجب ألّا تواجه دول المحيطين الهندي والهادئ ترهيباً سياسياً أو إكراهاً اقتصادياً أو مضايقات من قبل الميليشيات البحرية"، في إشارة إلى الصين.

وأكد أن الولايات المتحدة "ستحافظ على وجودها النشط عبر المحيطين الهندي والهادئ، وسنفعل ذلك بشكل صحيح إلى جانب شركائنا. نحن مصممون على الحفاظ على الوضع الراهن الذي خدم هذه المنطقة بشكل جيد لفترة طويلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات