استحوذ بنك "HSBC" الاثنين، على الوحدة البريطانية لبنك "سيليكون فالي SVB" الأميركي الذي أعلن فشله في تغطية ودائعه في الولايات المتحدة، في صفقة تمت عبر "بنك إنجلترا" الذي قال إنه لا بنوك أخرى في بريطانيا متأثرة بتلك الأزمة.
وتؤمن الصفقة ودائع نحو 3 آلاف عميل للبنك في بريطانيا والتي تبلغ نحو 7 مليارات جنيه إسترليني، وفق ما أعلنت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، وسط قلق ينتاب الأوساط المالية منذ انهيار البنك في 10 مارس، في أكبر انهيار مصرفي منذ أزمة 2008 المالية العالمية.
وقال "HSBC" إن قيمة الصفقة جنيه استرليني واحد، وأشار إلى أن جميع الأصول والديون الخاصة بالشركة الأم للبنك غير مشمولة بالصفقة، وأنها تمت بأثر فوري. وأضاف البنك أنه سيتم تمويل الصفقة من أصوله.
وأشار إلى أنه اعتباراً من 10 مارس 2023 فإن البنك كان لديه قروض بقيمة 5.5 مليار جنيه استرليني، وودائع بقيمة 6.7 مليار جنيه تقريباً.
وأشار إلى أن حساب المكاسب النهائية لعملية الاستحواذ سيتم الإعلان عنها في وقتها المناسب.
وكان البنك المتخصص في صناعة التكنولوجيا "سيليكون فالي"، قد سجل ثاني أكبر فشل لمؤسسة مالية في الولايات المتحدة، بعد انهيار مؤسسة "واشنطن ميوتشوال" خلال الأزمة المالية العالمية في 2008، ما دفع السلطات إلى وضع المصرف تحت سيطرة شركة تأمين الودائع الفيدرالية الأميركية، والتي يتلخص دورها في استلام البنك وتصفية أصوله لسداد المديونية المستحقة لصالح العملاء.
وبدأت الأزمة، الأربعاء الماضي، عند إعلان "سيليكون فالي"، بيع عدد من الأوراق المالية بسعر يؤدي للخسارة، فضلاً عن بيع أسهم جديدة تقدر بنحو 2.25 مليار دولار لدعم ميزانيته، ما أدى إلى إثارة حالة من الفزع بين شركات إدارة رؤوس الأموال، التي نصحت الشركات بسحب أموالها من البنك.
لا تمويل من الضرائب
وقال وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت إن الحكومة البريطانية وبنك إنجلترا، (البنك المركزي) سهلا صباح الاثنين، عملية البيع الخاصة للوحدة البريطانية لبنك (إس في بي)، إلى بنك "HSBC".
وشدد على أن الودائع ستكون محمية، دون أي دعم من أموال دافعي الضرائب. وأشار إلى أن عملية البيع تمت عبر بنك إنجلترا.
وجدد التأكيد على أن الودائع ستدفع لأصحابها دون خطة إنقاذ تشمل أموال دافعي الضرائب.
وقالت وزارة الخزانة إن عملاء الوحدة البريطانية للبنك سيتمكنون من الحصول على ودائعهم بشكل طبيعي بدءاً من الاثنين.
وتابع بالقول "HSBC هو أكبر بنك في أوروبا، ومن المفترض أن يشعر عملاء بنك سيليكون فالي في المملكة المتحدة بالاطمئنان إزاء القوة والأمان" الذي يعنيها هذا الاستحواذ.
ويأتي هذا بعد أن تحركت السلطات الأميركية لدعم الودائع ووقف أي تداعيات أوسع نطاقاً للانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي، الذي تتبعه الوحدة البريطانية.
الوادئع آمنة ومضمونة
بدوره، قال بنك إنجلترا إنه يمكنه التأكيد أن كل الودائع النقدية في بنك سيليكون فالي "آمنة ومضمونة، بناءً على تلك الصفقة".
وقال إن الإعلان عن تلك الصفقة، يلغي قراراً سابقًا كان يرمي إلى وضع البنك تحت إجراءات الإفلاس القضائية.
وقال بنك إنجلترا إنه لا توجد أي بنوك أخرى متأثرة بتلك الأزمة.
حل في أميركا
تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد، بمحاسبة الأشخاص المسؤولين عن إفلاس بنك سيليكون فالي ومؤسسة "سيجنتشر بنك"، فيما أعلنت إدارته عن خطة إنقاذ لحماية الودائع لتجنب اتساع نطاق تداعيات الأزمة، لكنها شددت على أنها لن تقوم بخطة إنقاذ تشمل "ضخ أموال عامة".
وأعلن الرئيس الأميركي التوصل إلى حل في أزمة بنكي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر"، في أعقاب اجتماع وزيرة الخزانة جانيت يلين ورئيس الاحتياطي الفيدرالي، مع مجلس إدارة البنكين. وقال إن الحل "يحمي العمال، والشركات الصغيرة ودافعي الضرائب، ونظامنا المالي".
وأضاف الرئيس في تصريحات نشرها أيضاً عبر سلسلة تغريدات على تويتر: "يمكن للشعب الأميركي والشركات الأميركية أن يثقوا في أن ودائعهم المصرفية ستكون موجودة عندما يحتاجون إليها".
وقال بايدن: "أنا ملتزم بشدة محاسبة المسؤولين عن هذه الفوضى ومواصلة جهودنا لتعزيز الرقابة والتنظيم للبنوك الكبرى حتى لا نجد أنفسنا في هذا الموقف مرة أخرى".
وذكر بايدن أنه يعتزم التحدث عن النظام المصرفي الأميركي، الاثنين، لطمأنة الأميركيين بعد إفلاس بنك سيليكون فالي وبنك "سيجنتشر".