مصر والسودان: الملء الثاني لسد النهضة تهديد مباشر لأمننا المائي

time reading iconدقائق القراءة - 3
وزير الخارجية المصري سامح شكري يستقبل وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي، القاهرة، 2 مارس 2021 - الشرق
وزير الخارجية المصري سامح شكري يستقبل وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي، القاهرة، 2 مارس 2021 - الشرق
القاهرة-الشرق

أعربت مصر والسودان، الثلاثاء، عن قلقهما إزاء تعثر مفاوضات سد النهضة، واعتبر وزيرا خارجية البلدين أن الملء الثاني للسد "تهديد مباشر للأمن المائي في كلا البلدين، خصوصاً في ما يتصل بتشغيل السدود السودانية، وتهديد حياة 20 مليون مواطن سوداني".

وأكد بيان مشترك لوزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي، "أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، بما يُحقق مصالح الدول الثلاث، ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان، ويحد من أضرار هذا المشروع على دولتي المصب".

دعوة للتفاوض

ودعت القاهرة والخرطوم أديس أبابا إلى "إبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعّالة، من أجل التوصل لاتفاق بشأن السد"، وشددتا على "تمسكهما بمقترح السودان، بشأن تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية"، التي تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي.

وأكد البلدان أن الملء الثاني للسد سيُعد "خرقاً مادياً لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث في الخرطوم بتاريخ 23 مارس 2015"، وشددا على "تمسك البلدين بالمقترح الذي تقدم به السودان ودعمته مصر، حول تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الإفريقي من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسيرها جمهورية الكونغو الديمقراطية، بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وتشمل كلاً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات".

ودعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبني المقترح والإعلان عن قبولها له، وإطلاق هذه المفاوضات "في أقرب فرصة ممكنة".

وشهدت المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة تعثراً كبيراً، خلال الشهور الماضية، بسبب ما تصفه مصر بـ"تعنت" الجانب الإثيوبي في ما يتعلق بقواعد ملء وتشغيل السد.

مفاوضات متعثرة

وكانت إثيوبيا بدأت ملء خزان سد النهضة عقب أمطار الصيف الماضي، برغم مطالب مصرية سودانية بضرورة التوصل أولاً إلى اتفاق ملزم، بشأن تشغيل السد.

وترى مصر السد تهديداً كبيراً لإمداداتها من المياه العذبة التي يأتي أكثر من 90% منها من النيل، في المقابل تقول إثيوبيا إن السد حيوي لتنميتها الاقتصادية. ورفضت إثيوبيا، في فبراير الماضي، التوقيع على الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة، بشأن قواعد تشغيل وملء السد، الذي تعول عليه أديس أبابا في خطط التنمية الاقتصادية.

وانسحبت إثيوبيا من المفاوضات متهمة الولايات المتحدة بأنها تحابي أطرافاً معينة، في محاولتها حل الخلاف بشأن سد النهضة.

ومنذ نحو عقد، تتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا حول إدارة وملء خزان سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، لكن من دون التوصل إلى اتفاق.

اقرأ أيضاً: