دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأربعاء، إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية مع روسيا من موانئ البحر الأسود والذي ينتهي في 18 مارس الجاري، في حين قال مصدر دبلوماسي تركي والذي ترعى بلاده الاتفاق، إن مطالب موسكو "لم تتحقق بعد".
وقال زيلينسكي بعد محادثات مع جوتيريش في العاصمة كييف، إن "مبادرة حبوب البحر الأسود ضرورية للعالم"، مشدداً على أهمية الاتفاق بالنسبة للأمن الغذائي وأسعار الأغذية عالمياً، مشيراً إلى أن تمديد الاتفاق "ضروري جداً للعالم".
من جانبه، قال جوتيريش: "أريد أن أؤكد الأهمية الكبيرة لتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود في 18 مارس والعمل على تهيئة الظروف لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من البنية التحتية للتصدير عبر البحر الأسود، بما يتماشى مع أهداف المبادرة".
كما ندد بما وصفه بـ "المشاهد الصادمة" الواردة في مقطع مصور انتشر على الانترنت ويظهر إعدام جندي أوكراني أسير، بالرصاص بعدما هتف "المجد لأوكرانيا".
وقال جوتيريش إن "المشاهد الأخيرة الصادمة لجندي أوكراني أعدم على ما يبدو في إجراءات موجزة، تذكير مأسوي آخر بضرورة التقيد الصارم بقوانين الحرب".
ويسمح اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو الماضي، بتصدير الحبوب من 3 موانئ أوكرانية، إذ تم تمديده في نوفمبر حتى 18 مارس الجاري، وسينتهي سريانه ما لم يتم الاتفاق على تمديده مجدداً، إذ سيتم تمديد الاتفاق 120 يوماً، إن لم يبد أي طرف معارضته.
أنقرة: مطالب روسيا لم تتحقق
في المقابل، قال مصدر دبلوماسي تركي، الأربعاء، إن مطالب روسيا المتعلقة بتمديد اتفاق تصدير الحبوب لأوكرانية عبر البحر الأسود "لم تتحقق بعد"، مضيفاً أن أنقرة "تعمل بكل جهدها لضمان استمرار الاتفاق".
وأضاف المصدر: "تعمل تركيا بكل جهدها لتمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، ولا تزال المفاوضات جارية. مخاوف روسيا، أو بالأحرى الصعوبات التي تواجهها، لم يتم تذليلها بعد، لكن تركيا تؤدي دورها من أجل تحقيق توافق بين جميع الأطراف".
وكانت وزارة الخارجية الروسية، قالت الأسبوع الماضي إن موسكو "لن توافق على تمديد اتفاق البحر الأسود، إلا إذا وُضعت مصالح منتجيها الزراعيين في الحسبان".
وأشارت روسيا، التي رفعت الحصار عن 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود بموجب الاتفاق، إلى ضرورة إزالة عقبات أمام صادراتها الزراعية قبل أن تسمح باستمرار الاتفاق.
وللمساعدة في إقناع روسيا بالسماح لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب في البحر الأسود، تم إبرام اتفاق لثلاث سنوات العام الماضي وافقت بموجبه الأمم المتحدة على المساعدة في تسهيل صادرات الأغذية والأسمدة الروسية.
وبحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على هامش قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي الأسبوع الماضي، ومع الأمين العام للأمم المتحدة في الدوحة مطلع الأسبوع، القضية ذاتها.
"طريق مسدود"
وكان مصدر روسي مطلع، قال لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الجمعة الماضي، إن مفاوضات تمديد مبادرة الحبوب وصل لـ"طريق مسدود".
ولكن المصدر ذكر أن عملية التفاوض من جانب تركيا والأمم المتحدة "لم تتوقف"، مشيراً إلى أنه "يتم اقتراح مبادرات وخيارات مختلفة، إلا أننا وصلنا إلى طريق مسدود".
وأضاف: "عندما لا يكون من الواضح ما إذا كانت المبادرة ستستمر، وما إذا كان سيتم الحصول على ضمانات لوصول المنتجات الزراعية الروسية والأمونيا إلى الأسواق العالمية"، مشدداً على وجوب "حل هذه القضايا بسرعة".
وبموجب الاتفاق، يجري تفتيش السفن المتجهة إلى أوكرانيا والقادمة منها في المياه التركية. وتعمل الأطراف الأربعة معاً للموافقة على السفن التي تبحر بموجب الاتفاقية وتفتيشها.
وأتاح الاتفاق تصدير نحو 20 مليون طن من الحبوب بعد أن منع الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 خروج السفن الموانئ الأوكرانية إذ أبدت موسكو قلقها حيال الأنشطة البحرية الأوكرانية.