طالبان تشترط عزل غني وتشكيل حكومة جديدة لتحقيق السلام

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأفغاني أشرف غني يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة كابول خلال الانتخابات الرئاسية - 28 سبتمبر 2019  - REUTERS
الرئيس الأفغاني أشرف غني يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع بالعاصمة كابول خلال الانتخابات الرئاسية - 28 سبتمبر 2019 - REUTERS
دبي - الشرق

دعت حركة طالبان إلى عزل الرئيس الأفغاني أشرف غني وتشكيل حكومة جديدة تضمن "مزيداً من الحقوق" للمرأة، مشددة على أن السلام لن يتحقق في البلاد قبل تحقيق هذا الشرط.

ونقلت مجلة "نيوز ويك" الأميركية عن المتحدث باسم الحركة، سهيل شاهين، قوله إن طالبان لا تسعى لاحتكار السلطة في البلاد، لكنه أصر في الوقت ذاته على أنه لن يتم التوصل إلى اتفاق سلام حتى يتم التفاوض على حكومة جديدة.

وقال شاهين وهو عضو في الوفد المفاوض لطالبان، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن الحركة تتعهد بأن تسمح الحكومة الجديدة للنساء بالعمل والذهاب إلى المدرسة والمشاركة في السياسة، وهي حقوق حُرمت منها النساء عندما كانت طالبان تحكم البلاد في السابق.

وذكر شاهين أنه سيظل مطلوباً من النساء ارتداء الحجاب، "لكن لن يحتجن إلى مرافقة رجل من الأقارب من أجل مغادرة المنزل".

وأكد المتحدث أن طالبان ستحكم بشكل مختلف هذه المرة، قائلاً: "أريد أن أوضح أننا لا نؤمن باحتكار السلطة لأن كل الحكومات التي سعت لاحتكار السلطة في الماضي لم تنجح". 

ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية، لكن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة على حساب قوات الحكومة الأفغانية.

تقدم في الميدان

تأتي هذه التصريحات في وقت أصبحت طالبان تسيطر على معظم المناطق في أفغانستان، بينما أصبح الجيش الأفغاني الذي مُني بخسائر فادحة في أرض المعركة، يغير استراتيجية الحرب ليركز قواته حول المناطق الأكثر حساسية مثل العاصمة كابول ومدن أخرى والمعابر الحدودية والبنية التحتية الحيوية.

وأكد شاهين أن طالبان ليست لديها خطط في الوقت الحالي للتقدم عسكرياً تجاه العاصمة كابول، مشيراً إلى أن معظم نجاحات الحركة في الميدان جاءت من المفاوضات وليس من المعارك.

وتابع المتحدث: "المناطق التي أصبحت تحت سيطرتنا وقوات الجيش (الحكومية) التي انضمت إلينا كانت من خلال وساطة السكان ومن خلال المحادثات".

وتابع شاهين: "هذه المناطق (لم تسقط) من خلال القتال؛ لأنه من الصعب علينا السيطرة على 194 منطقة في 8 أسابيع فقط". وأضاف: "كما تعلمون، لا أحد يريد حرباً أهلية بما في ذلك أنا".

وتسيطر طالبان على حوالي نصف مراكز المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 419، لكنها لم تستطع بعد السيطرة على أيٍّ من عواصم المقاطعات البالغ عددها 34.

وقال شاهين إن طالبان "امتنعت" عن فعل ذلك عن عمداً، لكنه حذر من أن الحركة أصبحت قادرة على القيام بذلك بفضل المعدات العسكرية التي استحوذت عليها.

واشنطن تدعم حكومة غني

المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أعلنت، الجمعة، أن واشنطن تدعم الحكومة الأفغانية بقيادة الرئيس أشرف غني، مشيرة إلى أن الرئيس جو بايدن سيهاتف نظيره الأفغاني في وقت لاحق مساء الجمعة.

وفي سياق متصل قالت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، الجمعة، إن الولايات المتحدة تدين استهداف حركة طالبان للمتعاونين الأفغان والمترجمين السابقين، وتدمير البنية التحتية لأفغانستان.

وأضافت بورتر في الإفادة اليومية لوزارة الخارجية: "ما زلنا ندعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف الجارية، التي تحركها حركة طالبان إلى حد كبير. وندعو طالبان إلى الانخراط في مفاوضات جادة لتحديد عمل خريطة طريق سياسية في المستقبل".

ضربات جوية

وأفاد مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بأن الجيش الأميركي نفذ خلال الأيام الماضية غارات جوية على حركة طالبان الأفغانية، استهدفت معدات تم الاستيلاء عليها، وذلك دعماً لقوات الحكومة الأفغانية في ولاية قندهار جنوبي البلاد.

وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون، جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي، مساء الخميس، إن واشنطن قدمت الدعم "لقوات الدفاع الوطني الأفغانية من خلال تنفيذ ضربات جوية، لكنني لن أخوض في التفاصيل الفنية لتلك الضربات".

وأضاف أن "ثلاثاً من الضربات الأربع الأخيرة استهدفت معدات تم الاستيلاء عليها، تشمل المعدات الأميركية التي تم نقلها إلى قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، والتي استولت عليها طالبان أثناء تقدمها في جميع أنحاء البلاد".

من جانبه، أشار مسؤول دفاعي لم يذكر اسمه، إلى تنفيذ الجيش الأميركي ما يقرب من "6 أو 7 ضربات جوية في الأيام الـ 30 الماضية، معظمها باستخدام طائرات مُسيّرة"، في حين قال مسؤول آخر إن "الولايات المتحدة شنّت في السابق ضربات لدعم القوات الأفغانية على أساس أكثر تواتراً".

ووفقاً لـ"سي إن إن"، فإن التطور الأخير يعد مؤشراً على النجاح الذي حققته طالبان في اجتياحها جميع أنحاء البلاد، ودفع الجيش الأفغاني إلى الوراء والاستيلاء على مساحات كبيرة من الأراضي مع قرب اكتمال الانسحاب الأميركي الشهر المقبل.

انسحاب بنسبة 95%

وأفادت القيادة المركزية الأميركية، في بيانها الأسبوعي عن سير عملية الانسحاب، بأنها سلّمت 7 منشآت عسكرية إلى وزارة الدفاع الأفغانية في إطار عملية الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وأنها أكملت أكثر من 95% من مجمل عملية الإخلاء.

وأضافت أن "الولايات المتحدة أخرجت ما يعادل 984 شحنة (حمولة) من المواد من حجم حمولة طائرة سي-17 من أفغانستان، وسلمت ما يقارب 17074 قطعة من المعدات إلى وكالة الدفاع اللوجستية لتدميرها"، موضحة أن معظم تلك المعدات "تتألف من فائض الممتلكات الفيدرالية، ولا تتكون من العتاد الدفاعي أو من المعدات الرئيسية".

وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن "عملية المغادرة مستمرة"، وأنها "تقدّر أنها أكملت أكثر من 95% من مجمل عملية الإخلاء".