بفعل كورونا.. تراجع أعداد المواليد في الولايات المتحدة بأسرع معدل منذ 48 عاماً

time reading iconدقائق القراءة - 4
أطفال مدارس يأكلون وجبات إفطار مدرسية في مدينة فايت بولاية ميسيسبي - apnews.com
أطفال مدارس يأكلون وجبات إفطار مدرسية في مدينة فايت بولاية ميسيسبي - apnews.com
دبي-الشرق

انخفض عدد النساء الأميركيات اللواتي أنجبن العام الماضي بشكل حاد أكثر من عام 2019، إذ أظهرت بيانات حكومية مبدئية أن معدل تراجع المواليد على الصعيد الوطني يزداد سوءاً خلال جائحة فيروس كورونا.

وأظهر تقرير جديد صادر عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية، التابع للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، أن المواليد في الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 4% بين عامي 2019 و2020، وهو أكبر انخفاض سنوي منذ عام 1973، حسب موقع "ذا هيل" الأميركي.

وأشار التقرير إلى وجود أدلة على أنه حتى قبل تفشي الجائحة، كانت معدلات المواليد تسير بوتيرة سريعة نحو الانخفاض الحاد، مع تراجع معدلات المواليد شهرياً خلال عام 2020، مقارنة بعام 2019، بما في ذلك شهر يناير، قبل تفشي الجائحة، وفي الأشهر الأولى من عام الجائحة، وتحسنت بعد اختيار الآباء للحمل.

مع ذلك، جاءت معظم أكبر الانخفاضات في معدلات المواليد في ديسمبر ونوفمبر وأكتوبر، بعد نحو تسعة أشهر من بدء الوباء، وهو مؤشر على أن الأزمة ربما أخرت بعض قرارات الآباء بشأن إنجاب الأطفال.

وسجلت السلطات ما يزيد قليلاً عن 3.6 مليون ولادة في عام 2020، وفقاً للبيانات الأولية، التي تغطي جميع الولادات، باستثناء جزء صغير من الولادات المسجلة في عدد قليل من الولايات. 

وهذا يقل بنحو 150 ألف ولادة، عن عام 2019، ونحو 700 ألف ولادة عن عام 2007، وهو العام الذي سجلت فيه المواليد ارتفاعاً قياسياً.

ووفقاً للتقرير، يمثل العدد الأولي أكبر انخفاض في المواليد خلال عام واحد منذ العام الأول الذي ولد فيه أفراد من الجيل العاشر، وتاسع أسرع انخفاض منذ بدء التسجيلات. 

مستوى "الكوارث"

وهذه المعدلات تضع جائحة فيروس كورونا في مستوى مماثل للكوارث المجتمعية مثل "الكساد الكبير"، والحرب العالمية الثانية، وأقل بقليل من الضرر الذي أحدثته الإنفلونزا الإسبانية قبل قرن من الزمان.

بدأ التراجع المستمر للأطفال الذي وصفه علماء ديموغرافيا في العقود الأخيرة، مع ارتفاع متوسط عمر الأمهات لأول مرة، وأصبح أكثر وضوحاً خلال فترة الركود الاقتصادي الكبير قبل أكثر من عقد من الزمان. 

وقدّر علماء الديموغرافيا أن العديد من النساء قد أجلن إنجاب الأطفال، لأسباب مالية أو تعليمية أو مهنية أو شخصية، وأن هناك ما يصل إلى ثلاثة ملايين امرأة ليس لديهن أطفال، كان من المتوقع أن ينجبن أطفالاً في هذه المرحلة من حياتهن في عقود سابقة.

وأظهرت البيانات انخفاض المواليد بين النساء البيض، والنساء من أصل إفريقي بنسبة 6% في النصف الأخير من عام 2020 مقارنة بعام 2019؛ وبين الأميركيات من أصل آسيوي، انخفضت المواليد بنسبة 12%؛ وانخفض عدد المواليد بنسبة 5% بين النساء المنحدرات من أصل إسباني.

وانخفض عدد المواليد في النصف الأخير من العام الماضي في جميع الولايات الخمسين ومقاطعة كولومبيا، وفقاً لأرقام المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. 

وسُجلت انخفاضات حادة في الولايات سريعة النمو مثل تكساس وفلوريدا وجورجيا، بينما شهدت ولايات مثل إلينوي وفيرجينيا الغربية ونيويورك انخفاضاً في عدد السكان في السنوات الأخيرة.