دراسة: التطعيم لا يغني عن الكمامات.. والاستغناء عنها يسرع الطفرات

time reading iconدقائق القراءة - 4
أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأميركية ينزع كمامة واقية عن وجهه - Getty Images
أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأميركية ينزع كمامة واقية عن وجهه - Getty Images
القاهرة- الشرق

قالت دراسة حديثة نُشرت نتائجها في دورية "ساينتفك ريبورتس" العلمية، إن التراخي في الإجراءات غير الدوائية؛ مثل خلع الأقنعة وعدم الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي، قد يُسّرع من ظهور طفرات جديدة وسلالات مقاومة من فيروس كورونا المستجد تحد من قيمة اللقاحات.

وعلى الرغم من أن أهمية حملات التطعيم في تقليل احتمالية ظهور سلالات مقاومة للقاح؛ إلا أن محاكاة جديدة نفذها باحثون من معهد العلوم والتكنولوجيا بالنمسا، تؤكد على وجود احتمالات عالية الخطورة لظهور سلالات جديدة مقاومة للقاحات الحالية إذا ما خلع البشر أقنعتهم أو أهملوا تدابير التباعد الاجتماعي.

مقاومة اللقاح

وتقول الدراسة إن 10 ملايين شخص حول العالم سيصابون بسلالات فيروسية مقاومة للقاح بعد السنة الأولى من بدء التطعيمات في حالة التراخي في الإجراءات غير الدوائية. ويقول الباحثون إن النمذجة أظهرت أن تلك السلالة ستظهر في الوقت الذي تم فيه تطعيم حوالي 60% من سكان العالم.

وأخذ المؤلفون في الاعتبار أن معدلات التطعيم ومعدلات الطفرات والتغيرات في معدلات الانتقال (موجات انتقال عالية ومنخفضة) مماثلة لتلك التي تتبع التدخلات مثل الإغلاق.

وأشارت نمذجة المؤلفين إلى أن معدل التطعيم السريع يقلل من احتمال ظهور سلالة مقاومة. ومع ذلك، أظهر النموذج أيضاً أنه إذا حدث استرخاء للتدخلات غير الدوائية في وقت تم فيه تطعيم معظم الأفراد بالفعل، فإن احتمال ظهور سلالة مقاومة يزداد بشكل كبير. 

أهمية التدابير

ويقترح المؤلفون أن هذا قد يرجع إلى ميزة نمو السلالة المقاومة على السلالة الأصلية في وجود اللقاحات. 

ويوصي المؤلفون بتدابير غير صيدلانية مستهدفة، مثل ارتداء الأقنعة أو الاختبارات المكثفة أو التباعد الاجتماعي، لتقليل معدلات انتقال الفيروس في نهاية حملات التطعيم والسماح للسلالات المقاومة الناشئة بالموت بشكل طبيعي. 

ويقترح المؤلفون أن أي تدابير تقلل من انتقال العدوى، مثل الاختبارات المتزايدة والواسعة النطاق، وتتبع الاتصال الصارم، والمعدلات العالية للتسلسل وقيود السفر، يمكن أن تزيد من احتمال موت السلالات الناشئة. 

ويقول الباحثون إنه يجب على كل دولة أن تقوم بدورها لتجنب خلق أرضية خصبة للتطور الفيروسي عبر اتخاذ جميع الأساليب الممكنة - الدوائية وغير الدوائية - للتحكم في انتقال العدوى.

قضية عالمية

ويُعد التعامل مع ظهور سلالة الهروب من اللقاح قضية عالمية وليست قضية وطنية؛ فبمجرد ظهور طفرات الهروب من اللقاح في مكان ما، فسيصبح ذلك الأمر مشكلة الجميع. 

لذلك يعتقد الباحثون أن أهم القرارات التي يجب أن يتخذها صانعو السياسات لتقليل مخاطر ظهور السلالات المقاومة للقاح، هي تعزيز المراقبة الجينية العالمية، ووجود خطة فعالة لمراقبة الحدود، والاستمرار في المساهمة في العمل العلمي لرصد خصائص المتغيرات الجديدة، والمساعدة في بناء القدرة العالمية لتصنيع ونشر اللقاحات الحالية والمحدثة بسرعة وبشكل منصف.