بايدن: شراكتنا مع أفغانستان مستمرة ومساعداتنا لن تتوقف

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله الرئيس الفغاني أشرف غني في واشنطن. - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله الرئيس الفغاني أشرف غني في واشنطن. - REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه نظيره الأفغاني أشرف غني الجمعة، إن الشراكة بين بلاده وأفغانستان "لن تنتهي ومستمرة"، وذلك في أعقاب استكمال الانسحاب الأميركي بحلول 11 سبتمبر المقبل.

وأضاف بايدن في بيان أورده البيت الأبيض: "ربما تغادر قواتنا، لكن الدعم الاقتصادي والسياسي لأفغانستان لن ينتهي"، مشيراً إلى ضرورة أن "يقرر القادة الأفغان مستقبلهم".

وتابع: "يجب أن يتوقف العنف، سنبقى، وسنبذل قصارى جهدنا للتأكد من حصولك على الأدوات التي تحتاجها".

من جانبه، أشاد الرئيس الأفغاني بالجنود الأميركيين الذين خدموا في بلاده، قائلاً: "أشكر الجنود الأميركيين الذين يقدر عددهم بحوالى ألفين و448 جندياً قدموا التضحيات القصوى، بالإضافة إلى أكثر من مليون من قدامى المحاربين الأميركيين الذين خدموا بشرف وكرامة من أجل أمنكم وحريتنا".

وأضاف: "نحن ندخل في فصل جديد من علاقتنا، إذ لن تكون الشراكة مع الولايات المتحدة عسكرية، بل شاملة، وفيما يتعلق بمصلحتنا المشتركة نحن متشجعون للغاية وراضون عنها".

ولفت إلى أن الأفغان "مصممون على الوحدة والتماسك والشعور الوطني بالتضحية"، مشيراً في هذا الصدد إلى استعادة قوات الدفاع والأمن الأفغانية 6 مقاطعات، في كل من الجنوب والشمال.

"مكاسب الـ 20 عاماً"

واستعرض البيت الأبيض في بيان منفصل، المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لإفغانستان، مؤكداً مواصلة الدعم الاقتصادي والأمني والصحي، لتعزيز مستقبل سلمي ومستقر للشعب الأفغاني، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى للحفاظ على مكاسب حققتها خلال حربها التي دامت 20 عاماً.

وأوضح أن واشنطن "ستواصل حض جميع الأطراف الأفغانية على المشاركة في محادثات السلام التي بدأت رسمياً منذ 2001، والرامية إلى تحقيق تسوية عادلة لحماية حقوق جميع الأفغان، بمن فيهم النساء والأقليات". 

وأشاد البيان في هذا الصدد بالدبلوماسي الفرنسي جان أرنو الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة والمعني بالقضايا الأفغانية والإقليمية، لدوره في حض كافة الأطراف الأفغانية وأصحاب المصلحة الإقليميين على إنهاء حرب أفغانستان المستمرة منذ أكثر من 40 عاماً.

وأضاف أن استمرار تقديم الدعم الأميركي يهدف إلى "منع استخدام أفغانستان مرة أخرى ملاذاً آمناً للإرهاب، والحفاظ على استقرارها وتعزيز نموها الاقتصادي".

وأشار إلى أن واشنطن تهدف لـ"الحفاظ على المكاسب الاجتماعية في التعليم والصحة وتمكين المرأة وسيادة القانون، وحماية حقوق النساء والفتيات والأقليات، ودعم المجتمع المدني الأفغاني، والاستجابة للاحتياجات الإنسانية". 

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله، المسؤول عن المفاوضات المتوقفة مع حركة طالبان بشأن اتفاق لتقاسم السلطة، وصلا مساء الخميس، إلى العاصمة واشنطن.

ويأمل غني في الحصول على التزام كبير بمساعدة الولايات المتحدة، في وقت تتسارع فيه وتيرة انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وعلى وقع تقدم عسكري كبير لحركة "طالبان" على الأرض، وسط حالة من عدم اليقين بشأن قدرة القوات الأفغانية على الصمود. 

"مساعدات أمنية وإنمائية"

ولفت بيان البيت الأبيض إلى أن الكونغرس خصص أكثر من 3 مليارات دولار لصندوق قوات الأمن الأفغانية خلال 2021.

وذكر أن الرئيس جو بايدن طلب أكثر من 3.3 مليار دولار لعام 2022، مشيراً إلى أن صندوق قوات الأمن الأفغانية التابع لوزارة الدفاع، سيقدم دعماً مالياً للجيش والشرطة والقوات الجوية الأفغانية وجناح المهمات الخاصة. 

وأشار البيان إلى أنه ومنذ عام 2002، قدمت الولايات المتحدة لأفغانستان مساعدات أمنية بلغت قيمتها ما يقرب من 88 مليار دولار.

كما قدمت مساعدات مدنية بقيمة 36 مليار دولار، تشمل 787 مليون دولار مخصصة على وجه التحديد لدعم النساء والفتيات الأفغانيات، ومساعدات إنسانية بقيمة 3.9 مليار دولار تقريباً.

وأوضح أن الولايات المتحدة "ستشجع الشركاء على مواصلة تقديم مساعدتهم الأمنية والإنمائية، من خلال صندوق الناتو الاستئماني للجيش الوطني الأفغاني، والصندوق الاستئماني للقانون والنظام في أفغانستان، والصندوق الاستئماني لإعادة إعمار أفغانستان".

وتابع البيان أنه "في إطار التزامنا بالاستثمار في الشعب الأفغاني ودعمه، أعلنت الولايات المتحدة مؤخراً تقديم 300 مليون دولار إضافية كمساعدة مدنية لأفغانستان خلال 2021، من خلال كل من وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، كما طلب الرئيس تقديم 364 مليون دولار إضافية مساعدة إنمائية في عام 2022".

"مساعدات طبية وغذائية"

وبشأن جائحة كورونا قالت الولايات المتحدة إنها "ستتبرع بثلاثة ملايين جرعة من لقاح جونسون آند جونسون لأفغانستان من خلال برنامج كوفاكس".

 كما كشفت عن طلبها أكثر من 300 أسطوانة أكسجين ولوازم طبية خاصة بأجهزة التنفس الاصطناعي كافية لعدة أشهر من "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية". 

كما تخطط الوكالة لتركيب أجهزة أكسجين في 4 مستشفيات تخدم المرافق الصغيرة في المناطق المحيطة.

وكانت الوكالة أعلنت في وقت سابق عن استثمارها 3.7 مليار دولار لتدريب الأطباء على إدارة الحالات الحرجة في المدن الحضرية الـ 5 الأكثر تضرراً وتقديم الخبرة الهامة لنشر اللقاحات.

وأوضح البيت الأبيض أن وزارة الخارجية الأميركية قدمت 40 مليون دولار لمساعدة أفغانستان بشكل مباشر على مواجهة تفشي الجائحة، وأرسلت مساعدات إنمائية بقيمة 90 مليون دولار من خلال البنك الدولي، وأعادت توجيه المساعدات الإنمائية الأميركية الأخرى لدعم الجهود الأفغانية للتعامل مع تبعات الوباء. 

وفي غضون ذلك، خصصت "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" مؤخراً، تمويلاً طارئاً بقيمة 38 مليون لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 1.2 مليون شخص من الفئات الضعيفة المتأثرة بالفيروس في أفغانستان. 

ولفتت إلى أن برنامج الأغذية العالمي سيقدم مساعدات غذائية عينية إلى أكثر من مليون شخص من الفئات الأكثر تضرراً من الآثار الاقتصادية للجائحة لتلبية احتياجاتهم الغذائية لمدة 4 أشهر، بالإضافة إلى تقديم العلاج الضروري لمن يعانون من سوء التغذية الحاد والمعتدل إلى أكثر من 164 ألف طفل وما يقرب من 28 ألف امرأة حامل ومرضعة.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة أعلنت مؤخراً تقديم أكثر من 266 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة لتلبية الاحتياجات الملحة لما يقدر بنحو 18 مليون شخص في أفغانستان، بينهم أكثر من 4.8 مليون أفغاني نازح داخلياً. 

وأشار إلى أن الدعم الأميركي يهدف إلى "الحفاظ على المكاسب المُحققة خلال السنوات الـ 20 الماضية من خلال تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين الأفغان، وتعزيز النمو الاقتصادي، ومكافحة الفساد وتجارة المخدرات، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، ودعم تمكين المرأة، وتعزيز آليات حل النزاعات، ودعم عملية السلام التي يقودها الأفغان".