
قال النائب السابق في البرلمان الأردني محمود الخرابشة إن "الأردن يواجه أخطاراً على حدوده الشمالية مع سوريا، تتمثل في محاولة بعض الميليشيات التابعة لإيران اختراق الحدود لتهريب أسلحة ومخدرات".
جاء ذلك، غداة كشف ملك الأردن عبدالله الثاني في حوار مع صحيفة "الرأي" الأردنية، الأحد، إنَّ "تدخلات إيران تطال دولاً عربية"، مشيراً إلى أن بلاده "تواجه هجمات على الحدود بصورة منتظمة" ممن وصفها بـ"ميليشيات" مرتبطة بها، معبراً عن أمله في "تغير سلوك طهران".
وذكّر الخرابشة في مداخلة مع قناة "الشرق" بأنَّ "الملك أشار في أكثر من مرة إلى حجم الخطر والتهديدات الذي تواجهه حدود الأردن الشمالية مع سوريا"، لافتاً إلى أن "هذه الأخطار تتمثل في محاولة العصابات الإرهابية وبعض الميليشيات التابعة أيضاً لإيران أو التي تدور في فلكها، اختراق الحدود الأردنية ومحاولة تهريب الأسلحة والمخدرات بكل أنواعها".
"حرب مخدرات"
وأشار الخرابشة إلى أن الأردن "يواجه على حدوده الشمالية حرب مخدرات"، مذكراً بأنه "قبل فترة استشهد ضابطين، مما حدا بالقوات الأردنية إلى إعادة النظر وتغيير قواعد الاشتباك للتعامل مع هذه التنظيمات الإرهابية خاصة أن الحدود الأردنية الشمالية تمتد لما يزيد على 378 كيلو متراً، وهذه المساحة الطويلة ليست منضبطة بالكامل، بمعنى أنها ليست مستوية، فهناك جبال وأودية وكثبان".
ورأى أن "هذا (الوضع الحدودي) يستدعي أن تكون قواتنا الأردنية على أهبة الاستعداد للتعامل مع كل الظروف الطارئة، ومع هذه الميليشيات".
ولفت إلى أنَّ "الوضع أصبح أكثر تعقيداً بعد انسحاب القوات الروسية التي كان لها تواجد على الحدود الشمالية (للأردن) داخل الأراضي السورية، والآن انسحبت بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ما يعني أن هذه القوات والفراغ الذي تركته سيتم سده من قبل بعض هذه التنظيمات الشيعية ومن قبل بعض التنظيمات التي تدور في فلك حزب الله".
وقال الخرابشة إن "هذه التنظيمات تمارس عمليات التهريب للأسلحة والمخدرات بكل أشكالها عبر الأراضي الأردنية، وأصبحت الآن تستهدف كل المنطقة، وهناك بعض العمليات التي وصلت إلى أوروبا".
"الوسطية والاعتدال"
النائب السابق في البرلمان الأردني اعتبر أن "التواجد الإيراني في المنطقة لا يخفى على أحد". وقال: "لذلك، فإن سياسة الأردن تقوم على الوسطية والاعتدال وعلى الحوار"، مشدداً على أن "الملك (عبدالله الثاني) يؤمن بأنَّ الحوار هو خير الوسائل التي يمكن أن توصل إلى حل الخلافات والإشكاليات كافة".
وأضاف: "يؤكد الملك أيضاً بأن دول المنطقة معنية بأن يكون هناك تعاون وتنسيق في ما بينها، في سبيل الوقوف في وجه هذه التنظيمات الإرهابية، خصوصاً أن تنظيم داعش استعاد نشاطه أو جزءاً من نشاطه وأصبح يمارس بعض النشاطات الإرهابية، سواءً على الأراضي السورية أو على الأراضي العراقية ويحاول أيضاً أن يكون له تواجد خارج هاتين الدولتين".
وتابع: "بالتالي، يحاول الأردن جاهداً أن يكون هناك حوار، وأن يكون الحوار هو العنوان الذي يتم التوصل من خلاله إلى حل القضايا كافة، وحل كل ما من شأنه أن يؤثر على أمن المنطقة واستقرارها".
وأكد الخرابشة أن "الحوار يفترض أن يكون عاماً وشاملاً، تشارك فيه جميع الدول المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار، وتشارك فيه أيضاً بعض الدول التي تدعم التنظيمات الإرهابية وتمدها بالمال وتدعمها معنوياً وتمدها بكل ما يلزمها".
وكان العاهل الأردني أكد في حوار مع صحيفة "الرأي" الأردنية أن بلاده "لا تريد توتراً في المنطقة". وشدد على أن "الأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها"، مؤكداً أنَّ "الحوار هو السبيل لحل الخلافات". وإذ أعرب عن أمله في رؤية "تغير في سلوك إيران"، أوضح أنه "لا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع لأن فيه مصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران وشعبها".
اقرأ أيضاً: