محادثات استخباراتية أميركية روسية في تركيا.. والبيت الأبيض: لا نتفاوض

time reading iconدقائق القراءة - 5
علما روسيا والولايات المتحدة في جنيف - Bloomberg
علما روسيا والولايات المتحدة في جنيف - Bloomberg
موسكو/ واشنطن/ دبي -رويترزالشرق

أكدت روسيا والولايات المتحدة، مساء الاثنين، إجراء محادثات في العاصمة التركية أنقرة بين مديري الاستخبارات في البلدين، في خطوة تلقي الضوء على جدية المساعي الرامية إلى الجلوس على مائدة المفاوضات لتسوية الأزمة الأوكرانية، على الرغم من تأكيد مسؤول بالبيت الأبيض أن الجانبين "لا يتفاوضان".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، مساء الاثنين، إن محادثات مديري الاستخبارات الروسية الأميركية التي جرت في أنقرة جاءت بطلب من الجانب الأميركي.

وأكد المتحدث باسم الكرملين أن "المحادثات جرت بالفعل"، لكنه لم يكشف عن تفاصيل المحادثات، بحسب وكالة "تاس" الروسية، في المقابل، ذكر البيت الأبيض أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA أجرى محادثات مع نظيره الروسي في أنقرة "لتحذيره من عواقب استخدام أسلحة نووية"، والتي لوحت موسكو بنشرها في أوكرانيا.

وأوضح البيت الأبيض أن وليام بيرنز سيبلغ رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرجي ناريشكين رسالة بشأن "عواقب استخدام روسيا أسلحة نووية، وخطر التصعيد على الاستقرار الاستراتيجي"، وفقاً لمجلس الأمن القومي للبيت الأبيض.

وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مسؤول في البيت الأبيض، اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله إن بيرنز "لا يجري مفاوضات من أي نوع، إنه لا يبحث تسوية للحرب في أوكرانيا"، مضيفاً أنه سيثير أيضاً قضايا الأميركيين المحتجزين في روسيا.

وقال مسؤول البيت الأبيض: "كنا منفتحين للغاية بشأن حقيقة أن لدينا قنوات للتواصل مع روسيا بخصوص إدارة المخاطر، لا سيما المخاطر النووية والمخاطر على الاستقرار الاستراتيجي"، مضيفاً أنه تم إطلاع أوكرانيا على الرحلة مسبقاً.

وكانت تقارير تحدثت، الشهر الجاري، عن انخراط مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في محادثات سرية مع مسؤولين روس كبار بهدف تقليل مخاطر اندلاع حرب أوسع في أوكرانيا.

وذكرت الخارجية الأميركية أيضاً أن من المتوقع أن يجتمع الجانبان قريباً ويناقشان استئناف عمليات التفتيش بموجب معاهدة "نيو ستارت" لخفض الأسلحة النووية التي توقفت منذ ما قبل الغزو الروسي.

وتراجعت العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أسوأ حالاتها في عقود منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير. وأثارت تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية في حرب أوكرانيا مخاوف بشأن التصعيد.

واشنطن تدفع للتفاوض

وكشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأحد، أن كبار المسؤولين الأميركيين بدأوا في دفع فريق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتفكير بـ"مطالب واقعية" للمفاوضات مع روسيا، بما يشمل إعادة النظر في استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم، والتي ضمتها روسيا عام 2014.

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن كبار المسؤولين الأميركيين، يدفعون أوكرانيا إلى التفكير في عقد محادثات سلام مع روسيا، تحسباً لتعثُّر التقدُّم ميدانياً بسبب دخول فصل الشتاء.

وأدّى اقتراب فصل الشتاء وزيادة المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، فضلاً عن مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي تم ضخها في أوكرانيا، وعشرات الآلاف من الضحايا من الجانبين، إلى إثارة الحديث في واشنطن عن تحولات محتملة في الحرب التي دخلت شهرها التاسع، وفقاً للصحيفة الأميركية.

ورغم تعهد الولايات المتحدة وحلفائها بمواصلة دعم أوكرانيا، إلّا أنَّ كبار المسؤولين في واشنطن بدأوا يتساءلون بشكل علني عن حجم الأراضي التي يمكن لأي من الجانبين كسبها، وبأي تكلفة، حسب الصحيفة.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنَّ التوقعات بأن أوكرانيا لن تحقق مكاسب كبيرة في ساحة المعركة خلال الأسابيع المقبلة، دفعت واشنطن وبعض المسؤولين الأوروبيين إلى التساؤل عن موعد ظهور الضغوط العلنية للمطالبة بالتوصل إلى تسوية.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الأركان الأميركي الجنرال ميلي، قوله في حديث للنادي الاقتصادي بنيويورك، الأربعاء الماضي، إنه "يجب أن يكون هناك إقرار متبادل بأن النصر قد يتعذر تحقيقه من خلال الوسائل العسكرية، لذلك نحتاج إلى اللجوء إلى وسائل أخرى".

وأضاف ميلي، "هناك أيضاً فرصة للتفاوض"، بحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال".

وفي إشارة إلى إمكانية إجراء محادثات، نقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي، قوله: "نقول للأوكرانيين إنَّ الأمر متروك لهم ليقرروا متى سيفعلون ذلك، ولكن قد يكون من الجيد أن يفعلوا ذلك في أقرب وقت".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات