الضغوط تزداد بشأن "مجزرة بوتشا".. وروسيا تدعو لاجتماع مجلس الأمن

time reading iconدقائق القراءة - 8
أحد شوارع مدينة بوتشا بعد استعادة الجيش الأوكراني السيطرة عليها - REUTERS
أحد شوارع مدينة بوتشا بعد استعادة الجيش الأوكراني السيطرة عليها - REUTERS
بوتشا/نيويورك/كييف:أ ف ب

دعت موسكو إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، للبحث في المزاعم بشأن ارتكاب القوات الروسية فظائع ضد مدنيين أوكرانيين في مدينة بوتشا الواقعة خارج كييف، قبل أن ترفض بريطانيا التي تتولى رئاسة المجلس، لتجدد روسيا مطلبها مرة أخرى.

وقالت بعثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن سيجري، الثلاثاء، مناقشة بشأن أوكرانيا كان مقرر لها سلفاً، ولن يجتمع الاثنين، مثلما طلبت روسيا.

وردّت مسؤولة بوزارة الخارجية الروسية إن بلادها، ستجدد الاثنين، طلبها عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاجتماع بشأن ما وصفتها "باستفزازات إجرامية من جانب جنود ومتطرفين أوكرانيين" في بلدة بوتشا.

وكتب نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي، في وقت سابق الاثنين، على تويتر: "في ضوء الاستفزازات البغيضة من جانب المتطرفين الأوكرانيين في بوتشا، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين 4 أبريل".

ونددت مسؤولة في الإدارة الأميركية بطلب روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن. وقالت مسؤولة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، وهي سفيرة سابقة لبلادها لدى الأمم المتحدة، إن "روسيا تلجأ إلى السيناريو نفسه كما في القرم وحلب". 

وأضافت أنّ روسيا "المُجبَرة على الدفاع عمّا لا يُمكن الدفاع عنه (فظائع بوتشا)، تُطالب باجتماع لمجلس الأمن الدوليّ حتى تتمكّن من التظاهر بالغضب وتدعو إلى المحاسبة"، معتبرة أنّ "لا أحد يُصدّق ذلك".

ولم تعلن الأمم المتحدة بعد ما إذا كان الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن سيُعقد الاثنين.

تحقيق روسي في "استفزازات"

وأمر كبير المحققين الروس، الاثنين، بإجراء تحقيق رسمي فيما أسماه "استفزازات" أوكرانيا، بعد أن اتهمت كييف الجيش الروسي بقتل مدنيين في بوتشا.

وقالت لجنة التحقيقات الروسية في بيان إن ألكسندر باستريكين رئيس اللجنة أمر بفتح تحقيق بعد أن نشرت أوكرانيا "معلومات كاذبة عمداً" عن القوات المسلحة الروسية في بوتشا، وفق ما أوردته وكالة "رويترز.

 اتهامات غربية لروسيا

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الروس بارتكاب عمليات "تعذيب" و"قتل"، بعد اكتشاف مقابر جماعية في بوتشا في ضواحي العاصمة كييف، والعثور على مئات الجثث العائدة لمدنيين.

ونفت موسكو قتل مدنيين. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن صور الجثث في شوارع المدينة هي "إنتاج جديد لنظام كييف من أجل وسائل الإعلام الغربية".

وعبّرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الأحد، عن صدمة إزاء ظهور أدلّة جديدة على قتل مدنيّين في أوكرانيا.

وقال وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن لقناة "سي إن إن"، "لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة"، مضيفاً: "هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم ما دامت وحشيّة روسيا ضدّ أوكرانيا مستمرّة".

وقال المستشار الألماني شولتز في تصريح: "علينا تسليط الضوء بالكامل على هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي"، مشدّدًا على "وجوب محاسبة مرتبكي هذه الجرائم ومَن خطّط لها"، ومطالباً  بإفساح المجال أمام منظّمات دوليّة لدخول المنطقة و"توثيق هذه الفظائع".

واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  الصور "التي لا تُحتمَل" من بوتشا الأوكرانيّة، مطالباً بمحاسبة  "السلطات الروسية".

واعتبرت الأمم المتحدة الأحد أنّ العثور على مقابر جماعيّة في بوتشا يثير تساؤلات جدّية عن "جرائم حرب محتملة"، مؤكّدة أهمّية الاحتفاظ بكلّ الأدلّة.

وأعرب الأمين العام للمنظّمة الدوليّة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته العميقة لصور المدنيّين القتلى في بوتشا"، قائلاً "لا بُدّ من تحقيق مستقلّ يتيح محاسبة" المسؤولين عن الجريمة.

بدوره، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ما اعتبرها "هجمات دنيئة روسيا على مدنيّين في بوتشا"، بأنّها "جرائم حرب"، متوعداً بتشديد العقوبات على موسكو.

في سياق المواقف، دان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو  عمليّات القتل "الفظيعة والمروّعة" لمدنيّين في مدينة بوتشا، قائلاً إنّه يجب محاسبة روسيا.

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الأحد على تويتر عن "صدمته حيال الصور المخيفة للفظاعات"، متهماً الجيش الروسي بـ"ارتكابها في منطقة كييف المحرّرة".

"مكبلو اليدين"

قال أناتولي فيدوروك رئيس بلدية بوتشا التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، لوكالة "فرانس برس"، إن "كل هؤلاء الأشخاص أعدِموا، قتِلوا برصاصة في خلف الرأس"، مشيراً إلى دفن نحو 300 شخص "في مقابر جماعية".

وأضاف "في بعض الشوارع نرى 15 إلى 20 جثة على الأرض"، لكن "لا يسعني أن أقول كم من الجثث لا تزال في أفنية المنازل وخلف الأسوار"، موضحاً أنه عُثر على عدد من المقتولين مكبّلين بواسطة شريط قماش أبيض يستخدم للإشارة إلى أنهم غير مسلحين.

"حملة إعلامية مخططة"

ونفت وزارة الخارجية الروسية، تهم الغرب للجيش الروسي بـ"ارتكاب جرائم حرب" في صفوف المدنيين بمدينة بوتشا الأوكرانية.

وقالت الخارجية الروسية، إن الحديث عن ارتكاب قواتنا فظائع في صفوف المدنيين ببوتشا "حملة إعلامية مخططة ومزيفة".

وذكرت الوزارة في حسابها على "تليجرام": "ظهرت قصص عن بوتشا في العديد من وسائل الإعلام الأجنبية في وقت واحد، وهي تبدو وكأنها حملة إعلامية مخططة".

وأضافت أنه "مع الأخذ في الاعتبار أن القوات غادرت المدينة في 30 مارس الماضي، أين كانت هذه المقاطع المصورة في الأربعة أيام الماضية؟ اختفاؤها لهذه المدة يؤكد فقط أنها مزيفة".

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية الأحد، إن قواتها لم تستهدف مدنيين في بوتشا، مشيرةً في بيان إلى أنه "في الوقت التي كانت فيه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف".

وأضافت أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت "فبركة جديدة قام بها نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات