طموح كامالا هاريس في الرئاسة يصطدم بأدائها "المخيب للآمال"

time reading iconدقائق القراءة - 11
كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي خلال حضورها حفلاً للجنة الوطنية الديمقراطية في واشنطن - 10 نوفمبر 2022 - AFP
كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي خلال حضورها حفلاً للجنة الوطنية الديمقراطية في واشنطن - 10 نوفمبر 2022 - AFP
دبي- الشرق

بعد أكثر من عامين في منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة، لا تزال كامالا هاريس غير مقنعة بالنسبة لعدد من الديمقراطيين، الذين باتوا يشككون في قدرتها على إطلاق حملة انتخابية يمكنها ضمان الفوز بالانتخابات الرئاسية، بحسب "واشنطن بوست".

فحين تم تنصيب هاريس نائبةً للرئيس جو بايدن في يناير 2021، اعتقد كثير من الديمقراطيين أنها باتت في وضع قوي يتيح لها السعي للترشح للرئاسة بعد 4 سنوات، لتصبح أول امرأة وأول أميركية ملونة، وأول أميركية من أصل آسيوي، تشغل أعلى المناصب في الولايات المتحدة.

غير أن ولاية هاريس كانت "مخيبة للآمال" حتى الآن، إذ بدا أنها تعاني من مشاكل في التواصل، وتبقى في أحيان كثيرة شبه غائبة تماماً عن الأنظار، ما دفع العديد من الديمقراطيين لعدم الاقتناع بأنها تتمتع بالقوة والكاريزما والمهارة اللازمة لقيادة حملة ناجحة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، وفق ما نقلت "واشنطن بوست" عن أعضاء في الحزب.

وقالت جاكلين بيتادابور، التي استقالت مؤخراً من منصب رئيس الحزب الديمقراطي في مقاطعة كوب في جورجيا، إن العديد من الديمقراطيين "لا يعرفون كفاية عما تفعله" هاريس.  وأضافت: "هي ليست بارعة في التواصل. وهذا عامل لا يساعدها".

"غير جاهزة"

وتأتي الأصوات المشككة في قدرة هاريس على قيادة الحزب الديمقراطي، في وقت يمر فيه الحزب بمرحلة حاسمة، إذ لم يعلن بايدن بعد الترشح رسمياً للانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.

وفي حال ترشح بايدن، يرتقب أن تلعب هاريس دوراً أساسياً في الحملة الانتخابية، ما قد يمنحها وقتاً أطول للتمرس لتقود الحزب في الانتخابات الرئاسية في 2028.

أما في حال قرر بايدن العدول عن الترشح، فإن هاريس ستصبح على الفور المرشح المحتمل الأول للحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة.

غير أن عدداً من الديمقراطيين أعربوا عن قلقهم من أن هاريس "غير جاهزة" لقيادة الحزب في الفترة الحالية التي تمر بها الولايات المتحدة، ما دفع مزيداً من الأصوات إلى تأييد ترشح بايدن لولاية ثانية بالرغم من كبر سنه، نظراً لغياب مرشح بديل للحزب يمكنه هزيمة المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترمب.

ونقلت "واشنطن بوست" عن خبيرة استراتيجية في الحزب الديمقراطي بولاية ساوث كارولاينا قولها إنها تعتقد أن هاريس "شخص جيد بقلب طيب، ويمكنها قيادة البلاد. لكن لا أعتقد أن الناخبين يشعرون بالشيء ذاته حيالها في الوقت الراهن".

وأضافت الخبيرة التي رفضت الكشف عن هويتها لعدم الإضرار بعلاقاتها المهنية، أن "هاريس لا تملك ما يلزم لتجاوز التحديات الراهنة في البيئة السياسية".

وتأكيداً على هذه المخاوف، تفادت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارن مؤخراً، تأييد ترشح هاريس كنائبة لبايدن في انتخابات الرئاسية لعام 2024.

ولدى سؤالها خلال مقابلة مع إذاعة "WGBH" المحلية في بوسطن الجمعة عما إذا كان ينبغي على بايدن أن يسعى ولاية ثانية، أجابت وارن بسرعة، قائلةً: "نعم ، يجب أن يترشح مرة أخرى".

ولكن عند سؤالها عما إذا كان يجب أن يخوض الحملة الانتخابية إلى جانب هاريس، قالت: "أريد حقاً أن أراعي خيارات بايدن بشأن فريقه".

والاثنين الماضي، أصدرت وارن بياناً لتوضيح تعليقاتها، قائلة: "أنا أؤيد تماماً إعادة انتخاب الرئيس ونائبته معاً، ولم أكن أنوي أبداً الإيحاء بخلاف ذلك".

تشكيك

وبالإضافة إلى المشككين في قدرة هاريس الشخصية على قيادة الحزب في السباق الرئاسي، تحدثت "واشنطن بوست"، عن فئة ثانية وسط الحزب الديمقراطي تخشى من أن الأميركيين ببساطة ليسوا على استعداد لانتخاب امرأة ملونة كرئيسة للبلاد، لا سيما بالنظر إلى تنامي مظاهر العنصرية والتمييز على أساس الجنس في السنوات الأخيرة.

قال برادي كويرك غارفان، الرئيس السابق للحزب الديمقراطي في مقاطعة تشارلستون، إن مشاعر العديد من الديمقراطيين "تغيرت مقارنة بعام 2008 أو حتى 2012، عندما كان الترشيح يتم بداعي بعث الأمل"، في إشارة إلى ترشيح باراك أوباما، ليصبح أول أميركي من أصل إفريقي يُنتخب رئيساً للولايات المتحدة.

وأضاف غارفان، في حديث لـ"واشنطن بوست"، أنه في الوقت الحالي "لا أسمع الكثير من الثرثرة وسط الديمقراطيين بشأن بعث الأمل. بل أسمع الكل يتحدث عن المرشح الذي سيضمن الفوز".

ولفتت الصحيفة إلى انقسام بشأن ذلك وسط الديمقراطيين، لافتةً إلى أن العديد من النشطاء الديمقراطيين الذين تواصلت معهم، أكدوا أنهم "يحبون هاريس وسوف يدعمونها إذا أصبحت المرشحة".

جدل "المرشح الآمن"

وقالت الصحيفة إن الانقسام بين مؤيدي المرشح الذي يبعث عن الأمل والمرشح الآمن ليس جديداً بالنسبة للديمقراطيين، الذين قدموا تاريخياً مجموعة مرشحين متنوعة من الناحية العرقية.

وأشارت إلى أنهم اختاروا بايدن في نهاية المطاف، وهو "رجل أبيض يمثل التيار الرئيسي للحزب، لأن الكثيرين اعتقدوا أنه الخيار "الأكثر أماناً" للتغلب على ترمب.

من جهة أخرى، يبرر الرافضون لمبدأ "المرشح الآمن"، وفق الصحيفة، مواقفهم بالقول إن عدم ترشيح امرأة ملونة في الانتخابات الرئاسية بسبب مخاوف تتعلق بقدرتها على الفوز، سيكون بمثابة "تنازل عن مبادئ الحزب التاريخية".

وذكّر المدافعون عن ترشح هاريس، بانتخابات التجديد النصفي في نوفمبر الماضي، التي ترشح خلالها عدد قياسي من الملونين، وفاز العديد منهم. غير أن المجموعة الثانية من الديمقراطيين تتخوف من تكرار سيناريو 2016، حين تعرضت أول امرأة يرشحها الحزب للانتخابات الرئاسية، هيلاري كلينتون، للهزيمة أمام ترمب.

ورفض مكتب هاريس التعليق على الأمر، بحسب "واشنطن بوست"،  لكن مؤيديها يشيرون إلى أنها لا تزال واحدة من أكثر الديمقراطيين طلباً للمشاركة في الأحداث والتجمعات في جميع أنحاء البلاد، وقد بدأت في السفر أكثر خارج واشنطن للدفاع عن حقوق الإجهاض، وهو ما يمكن أن يسمح ببروزها بشكل أكبر.

شعبية متأرجحة

ورغم أنّ هاريس التي تبلغ من العمر 58 عاماً شهدت تراجع معدلات شعبيتها في بعض الأحيان بصفتها نائبة للرئيس، إلا أنها لا تزال أبرز المرشحين المحتملين لخلافة بايدن، وفقاً لـ"ذا هيل".

وهاريس أول أميركية من أصول إفريقية، تنتخب لمنصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، وأول متحدّرة من جنوب آسيا تنتخب عضواً في مجلس الشيوخ، كما ترشحت للسباق الرئاسي لتواجه بايدن.

وخلال هذه المواجهة، وجهت هاريس انتقادات حادة لبايدن في أول مناظرة للمرشحين الديمقراطيين خلال الانتخابات التمهيدية، وذلك على خلفية مواقفه من سياسات التمييز العنصري في السبعينيات، ولا سيما الاختلاط في الحافلات المدرسية.

وتصدرت هاريس في تلك الفترة استطلاعات الرأي، خاصة بعد المناظرة، لكن سرعان ما تراجعت ثم انسحبت من السباق في ديسمبر 2019، لتعلن بعد ذلك تأييدها لبايدن في مارس 2020.

وفي حين كانت بداية هاريس صعبة خلال العام الأول لإدارة بايدن، وتصدرت عناوين الصحف بسبب أخطاء وسلسلة من رحيل الموظفين، إلا أنها استقرت في هذا المنصب.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنها جعلت من حقوق المرأة واحدة من قضاياها المطروحة في حملتها، وهي مسألة "يمكنها أن تساعد مستقبلها السياسي مع القاعدة الديمقراطية"، في وقت لا يزال قرار المحكمة العليا بإبطال الحكم التاريخي الصادر في قضية "رو ضد وايد" بشأن حقوق الإجهاض، يحظى بتأثير.

ويعتقد خبراء أنّه سيكون من الصعب إقناع النساء من الأصول الإفريقية ممن ساعدن في إيصال بايدن إلى البيت الأبيض، بالتصويت لأي شخص آخر بصفته "حامل راية الحزب".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات