"أسف" و"خضوع" بين مستخدمي إنستجرام في روسيا بعد حجبه

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة تعبيرية لشعار إنستجرام وكابل إنترنت مقطوع - REUTERS
صورة تعبيرية لشعار إنستجرام وكابل إنترنت مقطوع - REUTERS
سان بطرسبورج, روسيا-أ ف ب

وجد المستخدمون الروس لإنستجرام أنفسهم، الأحد، بين الأسف والخضوع لقرار حجب شبكة التواصل الاجتماعي في بلادهم، في وقت تسعى السلطات الروسية إلى تشديد الخناق على الأخبار والمعلومات المتعلّقة بالنزاع في أوكرانيا.

وتقول ايكاترينا ماكاروفا (28 عاماً)، وهي موظفة تقطن في سان بطرسبورج "أين سأقضي وقتي؟ ماذا سأفعل؟ الجميع على إنستجرام".

وتضيف: "سأستخدم ربما في كونتاكت أو تليجرام، قد لا يكونان محظورين"، فالأوّل هو التطبيق الروسي المعادل لتطبيق فيسبوك، فيما الثاني تطبيق مراسلة مشفّرة مستخدم حول العالم وفي شكل واسع في روسيا.

وأعلنت السلطات الروسية، الجمعة، أنها ستقيد استخدام تطبيق إنستجرام في روسيا اعتباراً من منتصف ليل الاثنين، متهمةً التطبيق بالترويج لخطاب الكراهية ضد الروس في خضّم الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وكانت مجموعة "ميتا" التي تملك تطبيقات فيسبوك وإنستجرام وواتساب، قد أعلنت عن استثناءات لقواعدها الخاصة بالتحريض على العنف من خلال عدم حذف الرسائل المعادية للجيش والقادة الروس.

وبذلك بات استخدام المواقع ذات الوصول "المقيّد" في روسيا متعذراً بدون استخدام شبكة افتراضية خاصة (في بي إن)، مثلما أصبح حال استخدام فيسبوك وتويتر.

نقل المحتويات

وبدلاً من الحظر الفوري منحت هيئة "روسكومنادزور" التي تنظم وسائل الإعلام الروسية مهلة يومين لتطبيق إنستجرام ليسمح لمستخدميه بنقل محتوياتهم الرقمية إلى منصات أخرى. 

وأثارت الخطوة الرسمية الروسية قلقاً بين مستخدمي إنستجرام الدائمين. 

وانتشر مقطع فيديو لـ"مؤثّرة" روسية تبكي بسبب الحظر القريب، فاتّهمها بعض مستخدمي الإنترنت بالفحش مقارنة بما يعيشه المدنيون في أوكرانيا. 

وكتب أحد مستخدمي الإنترنت بسخرية "عليكِ فقط الانتقال إلى خاركوف، حيث استخدام إنستجرام مستمر"، مشيراً إلى ثاني أهم مدينة أوكرانية مُحاصرة من قبل القوات الروسية والتي تشهد معارك عنيفة حالياً.

وكتبت كارينا نيجاي، وهي مدوّنة موضة يتابعها أكثر من 3 ملايين حساب على إنستجرام، "لا أزال في مرحلة الغضب، ولا تزال مرحلة التقبّل بعيدة"، موجّهةً متابعيها إلى روابط حساباتها على "في كونتاكت" و"تليجرام".

تأثير الحظر

غير أن العديد من المدوّنين "يجنون المال" من إنستجرام، لذلك لن يكون حظر التطبيق في بلادهم "جيداً لهم"، بحسب أناستاسيا مالوفا، وهي طالبة تبلغ من العمر 23 عاماً.

وتُضيف: "لكن بالنسبة لي، وأنا شخص يُشارك عبر إنستجرام أحياناً أموراً عن حياته، لن يؤثّر فيّ هذا الحظر كثيراً".

ويبدو أن بعض المستخدمين مثل أناستاسيا مالوفا قد تقبّلوا الوضع، اذ قرّر أليكسي جاركوشا، وهو رسّام يبلغ من العمر 41 عاماً، أن "يستخدم تليجرام" إذا "حظروا إنستجرام".

أما المهندس نيقولاي أرمينكو (45 عاماً)، فيقول "سنعيش من دونه!"، فيما لا ترى فيكتوريا ليلوفا، وهي مُدرّسة تبلغ من العمر 29 عاماً، أنها ستُعاني "شخصياً"، إلا أنها تشعر "بحزن حيال المؤسسات الخيرية لأنها تحصد الكثير من المال عبر إنستجرام".

وتبدي أليكساندرا ميتروشينا، وهي "مؤثرة" يتابعها أكثر من 2.4 مليون حساب على إنستجرام، قلقها على "المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي ترتبط خدماتها بإنستجرام"، إذ إن العديد من الشركات الروسية التي تبيع ثياباً أو مفروشات مثلاً، أو حتى الفنانون، يعتمدون على إنستجرام للترويج لأعمالهم ولجذب زبائن.

وقد يؤثر الحظر أيضاً على مجموعات المعارضة الفاعلة في روسيا، فتطبيق إنستجرام هو إحدى منصات التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً من المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني الذي ينشر فريقه دائماً رسائله من داخل السجن.

تصنيفات