مجموعة العشرين تعلق التضخم العالمي على "الشماعة" الروسية

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في بالي، إنونيسيا. 15 يوليو 2022. - REUTERS
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في بالي، إنونيسيا. 15 يوليو 2022. - REUTERS
دبي -الشرق

اتهم وزراء مالية أكبر اقتصادات في العالم روسيا بالتسبب في موجة التضخم العالمي، والتدهور الحاد في توقعات النمو، بحسب "بلومبرغ".  

وبينما يلوم الكثيرون صناع السياسات لفشلهم في التعامل مع موجة التضخم ولمساهمتهم فيها، صوبت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أصابع الاتهام نحو روسيا خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في جزيرة بالي، في إندونيسيا، إذ قالت إن "نظام بوتين استخدم الطعام كسلاح في الحرب".  

وقالت يلين إن ما أقدم عليه النظام الروسي أثار "أزمة انعدام غذاء عالمية، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية، والأسمدة، والوقود". وأرجعت "نصف ارتفاع التضخم" في الولايات المتحدة إلى "تكاليف الطاقة"، التي حملت روسيا مسؤوليتها.  

وحذا المسؤولون من حلفاء الولايات المتحدة المقربين حذو يلين. وعلّقت وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند، ارتفاع نسبة التضخم، الذي تعانيه بلادها منذ 4 عقود على كاهل روسيا.

وقال وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز، إن أعمال روسيا "غير القانونية وغير الأخلاقية" شكلت عائقاً أمام تقدم مجموعة الـ20. كما قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي، إن مسؤولية الحرب بأكملها تقع على كاهل روسيا.  

"انتكاسة" بسبب الحرب

ووفق "بلومبرغ"، غادر وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بالي من دون إصدار بيان حول كيفية حسم العديد من البنود التي تضمنها جدول الأعمال، مثل التضخم، وسلاسل التوريد، وتغير المناخ.  

وأشار "موجز الرئيس الأقل قيمة والأكثر إيجازا"، على حد وصف بلومبرغ، إلى إمكانية تحقيق "التقدم التدريجي على صعيد الإغاثة في مجالي الغذاء والطاقة"، بعدة طرق منها، على سبيل المثال، "صندوق طوارئ مؤقت".

وأشار البيان الختامي إلى أن العديد من الأعضاء اتفقوا على أن "تعافي الاقتصاد العالمي يعاني من التباطؤ، ويواجه انتكاسة كبرى نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تواجه إدانة موسعة، ودعوا إلى "إنهاء هذه الحرب".  

وأضاف البيان أن أحد الأعضاء أعرب عن وجهة نظر مفادها أن "العقوبات تضيف إلى التحديات القائمة".

إلى ذلك، لم يُترجم التركيز على روسيا كمصدر لمشاكل التضخم العالمي إلى "اتفاق عملي حول ما يتعين فعله حيال هذه الأزمة".

امتحان للمصداقية 

كما لم يكتسب عرض يلين من أجل وضع سقف لأسعار النفط زخماً كبيراً، وربما يكون الحلفاء الأوربيون مستعدين لبدء هذه التجربة بمفردهم مع الولايات المتحدة، وفقا لتقرير "بلومبرغ".  

وفي ضربة لمصداقية هذه الاجتماعات، واجه إنجاز نادر حققه اجتماع أخير، وهو اتفاق ضريبي عالمي قادته الولايات المتحدة لتحقيق أدنى معدل ضريبي للشركات، عقبة جديدة في واشنطن حيث رفض عضو في حزب الرئيس الأميركي جو بايدن العديد من الاقتراحات الضريبية والمناخية التي تقدمت بها الإدارة.  

وكشفت لعبة توجيه سهام الاتهامات إلى روسيا إلى عدم انتباه هذه الدول إلى الطريقة التي ساهم بها وزراء ماليتها ومحافظو بنوكها المركزية في الوضع العالمي الراهن، بحسب "بلومبرغ".

ومن جانبها، أدرجت مديرة شؤون الاستراتيجية والسياسة والمراجعة في صندوق النقد الدولي، جيلا بازارباشيوجلو، حزمة أكبر من التحديات، حيث أشارت إلى أن توقعات النمو العالمي ستنخفض "بدرجة كبيرة" في التحديث القادم للصندوق.  

وقالت بازارباشيوجلو في جلسة الأحد، في اجتماع بالي، إن ارتفاع أسعار مواد الغذاء والطاقة، وتباطؤ تدفق رؤوس الأموال على الأسواق الناشئة، واستمرار الجائحة، وتباطؤ الاقتصاد الصيني "تجعل الأمر أكثر صعوبة" على صانعي السياسات، مضيفة أن "الصدمات تتعاقب الواحدة تلو الأخرى، ما يؤدي بالفعل إلى ضرب الاقتصاد العالمي".

صندوق النقد يحذر

وفي مقابلة مع "بلومبرغ نيوز"، في اليوم السابق على الاجتماع، شددت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، على أن الحكومات "يجب أن تحرص على عدم العمل ضد سلطاتها النقدية".  

وأضافت أن "السياسة النقدية يجب أن تكون بالغة الإحكام، لكن السياسة المالية يجب أن تنتبه إلى تأثير التضخم على الفئات السكانية الضعيفة والشركات، والتحقق من أن هاتين الرافعتين لا تتعارضان" مع الإنفاق المالي الشامل الذي يزيد من ارتفاع الأسعار.  

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن محافظي البنك المركزي كانوا "أقل صخبا" من زملائهم وزراء المالية في اجتماعات بالي. واكتفى البعض، مثل محافظي البنك المركزي في سنغافورة والفلبين، بالحضور الافتراضي عبر الإنترنت لانشغالهما بالإشراف على قرارات مفاجئة في بلديهما تتعلق بالأوضاع المأزومة، في الوقت الذي يتدافع فيه كبار المسؤولين النقديين في العالم من أجل كبح جماح التضخم.  

وقال هيون سونج شين، رئيس وحدة البحوث في بنك التسويات الدولية، في جلسة الأحد، إن "المسار إلى الهبوط السلس يضيق". وأردف: "إننا نعتقد أن هذا المسار لا يزال ممكنا، لكنه بالتأكيد ليس سهلا".  
وتابع: "عندما تنتهج البنوك المركزية سياسة نقدية على نحو سريع وحاسم، ويكون لديها استجابة مسبقة للتضخم، فإنذلك سيفضي بدرجة أكبر إلى الهبوط السلس".  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات