والد المغربي الأسير في دونيتسك لـ"الشرق": دول عدة منخرطة في جهود الحل

time reading iconدقائق القراءة - 6
البريطانيان أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون خلال محاكمتهم في دونيتسك- 8 يونيو 2022 - REUTERS
البريطانيان أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون خلال محاكمتهم في دونيتسك- 8 يونيو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أكد والد الشاب المغربي، الذي حكم عليه بالإعدام من قبل انفصاليين موالين لموسكو في أوكرانيا، وجود قنوات للاتصال مع ابنه، مشيراً إلى انخراط دول في جهود حل القضية "ضمنها روسيا".

وأسر الشاب المغربي إبراهيم سعدون في أوكرانيا عندما كان يُقاتل في صفوف القوات الأوكرانية، وحكمت السلطات الانفصالية في دونيتسك عليه بالإعدام في 9 يونيو بتهمة "القيام بأعمال مرتزقة".

هذه التهم رفضها والده، كما رفضتها السفارة المغربية في أوكرانيا، التي قالت إن إبراهيم سعدون يحمل الجنسية الأوكرانية، وأنه "مسجون من قبل كيان غير معترف به من قبل الأمم المتحدة ولا من قبل المغرب".

وقال الطاهر سعدون، والد الشاب المغربي الأسير لـ"الشرق"، إن ابنه وقع على "عقد الاتحاق بالجيش الأوكراني قبل وقوع الحرب، وتحديداً في عام 2021"، مشدداً على أن ابنه "ليس مرتزقاً" وأنه يجب التعامل مع كـ"أسير حرب".

وأضاف: "صحيح أنه تم القبض على إبراهيم من قبل جمهورية دونيتسك التي لا تعترف بها الأمم المتحدة، ولكن الدولة الحاضنة، روسيا تعترف بها، وهو ما يدعو إلى تطبيق اتفاقية جنيف للتعامل معه كأسير حرب".

وأشار إلى أن "السلطات المغربية تعمل وراء الأبواب المغلقة" من أجل إيجاد حل لقضية ابنه، قائلاً: "هناك أخبار طيبة، لكن أعتذر لأنه لا يمكنني الإفصاح عنها" في الوقت الراهن. 

وأكد الطاهر وجود "قنوات اتصال من تحت الطاولة" مع ابنه، مضيفاً: "هناك عمل جاد ومستمر من قبل مجموعة من الدول، وضمنها روسيا، من أجل الوصول إلى حل لقضية إبراهيم".

الجنسية الأوكرانية

وبسؤاله عن تفاصيل حصول ابنه على الجنسية الأوكرانية، قال الطاهر سعدون إن "هذه المسألة كان من المفروض أن تجيب عليها الدولة الأوكرانية"، مشيراً إلى أن ابنه لم يطلعه على تفاصيل حصوله على الجنسية أو التحاقه بالجيش الأوكراني.

وقال إن "إبراهيم يبلغ 21 عاماً، وله الحق والحرية الكاملة في اختياراته"، مشيراً إلى أنه "هو الذي اختار بمحض إرادته أن يحمل البزة العسكرية الأوكرانية، وأن يتلقى الأوامر من الجيش الأوكراني". 

في الوقت ذاته، أقر الطاهر بأن ابنه لا يتمتع بالتجربة الكافية للإقدام على مثل هذه الخطوة. وقال إنه  "في العادة، كان يجب أن يأخذني قدوة، والتشاور معي للاستفادة من تجربتي"، مضيفاً: "أنا عسكري سابق وعملت مع الدرك الملكي المغربي. وعندي تجربة في المجال العسكري".

وجدد الطاهر التأكيد على أن ابنه أسير حرب، قائلاً: "ابني قبض عليه في أرض المعركة، بزي أوكراني وبسلاح القوات الأوكرانية، وكان هناك بأوامر من قادة الجيش الأوكراني، ما يعني أن قائده الأعلى هو الرئيس الأوكراني. وبالتالي، فهو ليس مرتزق".

وبخصوص الاعترافات التي جاءت في المقابلات المصورة التي نشرتها وسائل إعلام روسية لإبراهيم وهو في الأسر، قال الطاهر إنه لاحظ "تغيرات في تصرفات إبراهيم في الفيديوهات. وكان ظاهراً عليه أنه يعاني من قلة النوم. وجسمه بدا نحيلاً".

وأضاف: "لا أعترف بما جاء في كل المقابلات التي نشرها الإعلام الروسي، لأنه كان رهن الاعتقال. يمكن تصديق ما يقول فقط حينما تُجرى معه المقابلة وهو حر طليق".

من الشغف بالفضاء إلى حمل السلاح

ونفى الطاهر تقارير زعمت أن ابنه يعاني من مشاكل نفسية جراء طلاق والديه في صغره، قائلاً "إن إبراهيم نشأ وسط ظروف عائلية عادية، ولم تكن الأسرة مفككة".

وقال الطاهر إن ابنه كان يحب تعلم اللغات، إذ يجيد اللغة الانجليزية والروسية والفرنسية، فيما تعد العربية هي لغته الأم. 

ولفت إلى أنه كان شغوفاً بحب علوم الفضاء. وأنه حاول الذهاب إلى روسيا لدراسة الفضاء، لكن تعذر عليه ذلك، فاختار أوكرانيا.

وتابع: في 2019، ذهب (إبراهيم) إلى أوكرانيا، بعد إنهاء دراسته الثانوية. قُبل هناك، لكن مع الأسف، الظروف لم تسمح له باستكمال دراسته، نظراً لاندلاع الحرب في عام 2022".

وأكد الطاهر أن ابنه خضع لتدريب عسكري لمدة عام كشرط للالتحاق بدراسات تكنولوجيا الطيران في إحدى جامعات كييف.

وشدد على أن ابنه لم يخبر الأسرة حين وقع عقد الانضمام إلى الجيش الأوكراني في 2019، مشيراً إلى أنه كان على تواصل دائم معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى أبريل 2022، حين أوقف كل الاتصالات عبر الفيديو، وبدأ يتحدث معه فقط عبر المكالمات الهاتفية العادية.

وكانت محكمة في "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، أدانت في وقت سابق من يوينو الجاري، إبراهيم سعدون ومواطنين بريطانيين بالإعدام، بتهمة "القيام بأنشطة مرتزقة سعياً للإطاحة بالجمهورية".

ويقول الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يسيطرون على الإقليم إن البريطانيين ارتكبا جرائم خطيرة وأمامهما شهر واحد للطعن على الحكم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات