واشنطن بعد اقتحام بن جفير "الأقصى": أي خطوة لتغيير الوضع القائم "غير مقبولة"

time reading iconدقائق القراءة - 11
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير يتجول في محيط المسجد الأقصى وسط حراسه. 3 يناير 2023 - Twitter@itamarbengvir
وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير يتجول في محيط المسجد الأقصى وسط حراسه. 3 يناير 2023 - Twitter@itamarbengvir
دبي/ القدس-الشرقوكالات

اعتبر البيت الأبيض، الثلاثاء، أن أي خطوة تغيّر الوضع القائم في المواقع المقدّسة في القدس ستكون "غير مقبولة"، بعد اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن جفير باحة المسجد الأقصى.

وأثار اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير باحات المسجد الأقصى، الثلاثاء، موجة من الإدانات الدولية والعربية، وسط مطالب أميركية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالالتزام بتعهداته بالحفاظ على الوضع القائم للمواقع المقدسة.

وقالت الناطقة الرئاسية الأميركية كارين جان-بيار إن "الولايات المتحدة تؤيد بحزم الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدّسة في القدس"، مضيفةً أن "أي خطوة أحادية الجانب تعرّض للخطر الوضع القائم هي غير مقبولة".

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في تصريح منفصل، إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" بعد خطوة بن جفير.

واعتبر أن "الزيارة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وإثارة العنف"، وأعلن أن واشنطن أجرت "محادثات مباشرة اليوم مع ممثلين عن مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بشأن هذه الزيارة".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن "أي تحرك أحادي يقوض الوضع القائم للمواقع المقدسة في القدس غير مقبول"، مضيفاً أن واشنطن "تؤيد بقوة الحفاظ على الوضع القائم مع احترام المواقع المقدسة في القدس".

وقال سفير الولايات المتحدة في إسرائيل توم نيدز إن واشنطن تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة.

وجاءت تصريحات السفير الأميركي بعد ساعات من اقتحام وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير، الثلاثاء، المسجد الأقصى.

وكتب مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي في إسرائيل باراك رافيد على تويتر: "قال لي سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نيدز عقب زيارة الوزير بن جفير للحرم الشريف هذا الصباح، إن إدارة بايدن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أنها تعارض أي خطوات من شأنها الإضرار بالوضع الراهن في الأماكن المقدسة".

وأضاف السفير: "ليكون الأمر واضحاً تماماً.. نريد الحفاظ على الوضع الراهن، والإجراءات التي تخالف ذلك غير مقبولة". وأردف: "كنا واضحين للغاية في محادثاتنا مع الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه المسألة".

تعليق إسرائيل

من جانبه، قال مسؤول بمكتب بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ملتزم "بالحفاظ بصرامة على الوضع القائم بمجمع المسجد الأقصى".

وأضاف المسؤول أن "الوزراء زاروا المجمع في الماضي بما لا يخرق الوضع القائم الذي يسمح للمسلمين بممارسة شعائرهم في الموقع المقدس، بينما لا يسمح لغيرهم إلا بالزيارة".

كان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير اقتحم، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في خطوة أدانها الفلسطينيون ووصفوها بأنها استفزازية، وذلك رغم تحذيرات من أنها قد تؤدي إلى أعمال عنف.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن بن جفير وصل إلى ساحة البراق وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.

وقال بن جفير على تويتر: "جبل الهيكل مفتوح للجميع"، مستخدماً الاسم اليهودي للإشارة إلى مجمع المسجد الأقصى. ونشر مع التغريدة صورة له وهو يتجول في محيط المجمع وسط حراسه وبجواره يهودي متشدد آخر.

موقف أوروبا

بدوره، قال الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، عبر تويتر، إن "الوضع الراهن في المواقع المقدسة ووصاية ملك الأردن، المتفق عليهما دولياً، ضروريان للسلام الإقليمي والاستقرار والتوازن بين الأديان الرئيسية في  القدس، وهو مصدر قلق كبير لنا جميعاً".

إدانة فلسطينية

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها "تدين بشدة اقتحام الوزير المتطرف بن جفير المسجد الأقصى وتعتبره استفزازاً غير مسبوق وتصعيداً خطيراً للنزاع".

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن اقتحام بن جفير للمسجد الأقصى "يشكل تحدياً خطيراً لمشاعر جميع أبناء شعبنا الفلسطيني".

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة "تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على عدوانها بحق مدننا، وبلداتنا، وقرانا، ومخيماتنا، وما يرافق تلك الاقتحامات من عمليات قتل، وهدم، واعتقال".

الجامعة العربية

وأدانت جامعة الدول العربية، الثلاثاء، "بأشد العبارات" اقتحام بن جفير للمسجد الأقصى و"تدنيسه لحرمة المسجد"، واعتبر الأمين العام للجماعة أحمد أبو الغيط، أن ذلك "يعد استباحةً للحرم القدسي وعدواناً على القبلة الأولى للمسلمين، ويمثل استفزازاً واستهتاراً بمشاعرهم الروحية بقرار من الحكومة الإسرائيلية وحماية من أجهزتها الأمنية".

وصرّح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في بيان، بأن "الاقتحام السافر يأتي في سياق بدء تنفيذ حكومة نتنياهو  لبرنامجها المتطرف وأجندتها الاستيطانية، بكل ما ينطوي عليه هذا البرنامج من احتمالات إشعال الموقف في القدس وبقية الأراضي المحتلة على نحو بالغ الخطورة".

ونقل المتحدث عن أبو الغيط تأكيده أن حكومة نتنياهو تتحمل المسؤولية الكاملة عن اقتحام بن جفير وعن هذه الممارسات والمخططات اليمينية المتطرفة وتداعياتها على فلسطين والمنطقة بأسرها، وانعكاساتها على السلم العالمي، بما في ذلك ما تنطوي عليه من احتمالات إشعال حرب دينية.

استدعاء سفير إسرائيل

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، الثلاثاء، إنها استدعت السفير الإسرائيلي في عمّان وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية إقدام بن جفير على "اقتحام" المسجد الأقصى، لنقلها على الفور لحكومته.

وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي أن الرسالة "أكدت على وجوب امتثال دولة إسرائيل، بصفتها قوة قائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي، ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، وخاصة المسجد الأقصى والامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم".

وأضاف المجالي أن "مذكرة الاحتجاج أكدت على أن المسجد الأقصى، الحرم القدسي بكامل مساحته البالغة 144 دونماً مكان عبادة خالص للمسلمين، وطالبت الحكومة الإسرائيلية بإنهاء كافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤونه".

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان، الثلاثاء، قيام بن جفير بـ"اقتحام" باحة المسجد الأقصى، معتبرة أنها "خطوة استفزازية" و"تنذر بالمزيد من التصعيد".

إدانات عربية

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تنديد وإدانة المملكة للممارسات الاستفزازية التي "قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف"، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وعبرت الوزارة عن "أسف المملكة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية".

بدورها، قالت وزارة الخارجية المصرية، الثلاثاء، إن مصر تعرب عن "أسفها لاقتحام مسؤول رسمي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية"، في إشارة إلى  وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير.

وأكدت الوزارة، في بيان، "رفضها التام لأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس".

كما حذرت من "التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام".

ودعت كافة الأطراف إلى "ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية والامتناع عن أي إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع".

وأدانت دولة الإمارات بشدّة اقتحام الوزير الإسرائيلي باحة المسجد الأقصى المبارك بحماية من القوات الإسرائيلية.

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، موقفها الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، وعلى احترام دور الأردن في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.

ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. 

كما أعربت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لاقتحام "الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي".

 وأوضحت الوزارة أن "هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".

ودعت دولة الكويت المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني وممتلكاته، ولا سيما في القدس ومقدساتها، وحذرت الوزارة من مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة لتداعيات هذه الانتهاكات.

"تصرف استفزازي" 

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان: "نحن قلقون من التصرف الاستفزازي من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير إزاء المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية وندينه".

وأضافت الوزارة "ندعو إسرائيل إلى التصرف بشكل مسؤول لمنع أي استفزاز من شأنه انتهاك وضع الأماكن المقدسة وحرمتها في القدس وتصعيد التوتر في المنطقة".

"ترتيب الوضع الراهن"

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي القول إن "الزيارة التي استغرقت أقل من ربع الساعة جاءت وفقاً للترتيب المسمى بترتيب الوضع الراهن، والذي يعود لعقود مضت ويسمح لغير المسلمن بزيارة مجمع  المسجد الأقصى شريطة عدم الصلاة فيه". وأضاف أن "الزيارة مرت دون وقوع أي حوادث".

وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن استعدادات أمنية لدخول بن جفير إلى الحرم القدسي، قائلةً إنها تطلبت "استعدادات متزايدة من الشرطة حتى يمر الأمر بهدوء".

ولفتت الصحيفة إلى أنه، في الماضي، "كانت هناك حالات عارضت فيها الشرطة صعود أفراد من الجمهور إلى الحرم القدسي لأسباب أمنية، لكن الشرطة ستستعد هذه المرة لتأمين صعود الوزير المسؤول عنها، والذي يملي عليها سياساتها".

وجاء الاقتحام على عكس تقارير إسرائيلية أفادت في وقت سابق بأن بن جفير تراجع عن اقتحام المسجد الأقصى، على خلفية مكالمة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحسب إعلام عبري.

وقالت الصحيفة إن بن جفير رئيس حزب "عوتسما يهوديت" (عظمة يهودية) قرر في نهاية مكالمة مع نتنياهو، مساء الاثنين، تأجيل اقتحام المسجد الأقصى، بعدما أعلن الليلة الماضية أنه سيقدم على ذلك خلال الأسبوع الجاري.

وتطرق بن جفير بحسب الصحيفة، خلال حديثه مع نتنياهو إلى تهديدات حركة "حماس" الفلسطينية. وقال "لا يجب أن ننحني لحماس"، معلناً أنه ينوي اقتحام الأقصى خلال الأسابيع المقبلة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) بأن جهاز الأمن العام (الشاباك) هو من أعطى الضوء الأخضر لوزير الأمن الداخلي بن جفير، وسمح له باقتحام المسجد الأقصى".

وسبق أن اقتحم بن جفير المسجد الأقصى مراراً في الماضي، لكن بصفته الشخصية ثم بصفته نائباً في الكنيست، ووعد خلال حملته الانتخابية باقتحام المسجد في حال أصبح وزيراً.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات