زيارة رئيس الوزراء الروسي جزر الكوريل توتر العلاقات مع اليابان

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين خلال زيارته إيتوروب في جزر الكوريل - 26 يوليو 2021 - REUTERS
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين خلال زيارته إيتوروب في جزر الكوريل - 26 يوليو 2021 - REUTERS
موسكو – رويترز

رفضت موسكو احتجاجاً دبلوماسياً يابانياً، بعد زيارة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين الاثنين جزراً متنازعاً عليها، معتبرة أنه يستطيع الذهاب إلى أي مكان يريده على الأراضي الروسية.

جاء ذلك بعدما أعلن ناطق باسم الحكومة اليابانية، أن طوكيو قدّمت احتجاجاً دبلوماسياً رسمياً، على زيارة ميشوستين إحدى الجزر الأربع التي تسيطر عليها موسكو، وتطالب اليابان بها، كما أفادت وكالة "رويترز".

ونقلت وكالات أنباء روسية عن ميشوستين قوله خلال زيارته، إن موسكو تخطّط لإقامة منطقة اقتصادية خاصة من دون رسوم جمركية، وفرض ضرائب مخفّضة، على الجزر التي تسمّيها طوكيو "الأراضي الشمالية"، فيما تُعرف في روسيا باسم "جزر الكوريل".

ونقلت وكالة "ريا" الروسية للأنباء عن ميشوستين قوله إنه سيناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدابير اقتصادية "تُعتبر سابقة"، تستهدف تطوير الجزر. وتابع متحدثاً إلى رجال أعمال محليين: "سيكون ذلك مثيراً للاهتمام... لليابان أيضاً، التي يمكن أن توجِد فرص عمل وتعمل معك إذا كانت مهتمة".

"خطوات عدائية"

وأفادت وكالات الأنباء الروسية، بأن طوكيو استدعت السفير الروسي ميخائيل غالوزين، في هذا الصدد، علماً أن الخلاف بشأن الجزر اندلع بعدما استولى عليها الاتحاد السوفياتي، إثر هزيمة اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، معرقلاً إبرام البلدين معاهدة سلام رسمية.

واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الياباني في موسكو، احتجاجاً على سلوك طوكيو. وأعلنت الوزارة أن "نائب وزير الخارجية الروسي، إيغور مورغولوف، أبلغ الجانب الياباني احتجاجاً شديداً على خطوات عدائية اتخذتها طوكيو في الأيام الأخيرة".

وذكر الكرملين أنه يقدّر العلاقات مع طوكيو ويريد تحسينها، مستدركاً أنه لا يرى أي خطأ في زيارة ميشوستين الجزر.

وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: "بالنسبة إلى رحلة رئيس الوزراء إلى جزيرة إيتوروب، فإنه يزور المقاطعات الروسية التي يراها مناسبة". وأضاف أن موسكو ستواصل العمل مع طوكيو للاتفاق على معاهدة سلام.

"مسّت مشاعر اليابانيين"

وأفادت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء، بأن زيارة ميشوستين "جزيرة إيتوروفو، المعروفة باسم إيتوروب في روسيا، هي أول رحلة لرئيس وزراء روسي إلى إحدى الجزر الصغيرة المتنازع عليها قبالة جزيرة (هوكايدو) الرئيسة في أقصى شمال اليابان، منذ زيارة سلف ميشوستين، ديمتري مدفيديف، في أغسطس 2018".

وأضافت أن وزارة الخارجية اليابانية أعلنت أن نائب وزير الخارجية الياباني، تاكيو موري، قدّم احتجاجاً للسفير الروسي في طوكيو، ميخائيل غالوزين، بشأن زيارة ميشوستين. وقال غالوزين بعد الاجتماع: "الاحتجاج ليس مقبولاً، في ضوء موقفنا الأساسي من تسليم (اليابان) الجزر بشكل قانوني، نتيجة للحرب العالمية الثانية".

في المقابل، اعتبر سكرتير الحكومة اليابانية، كاتسونوبو كاتو، أن زيارة رئيس الوزراء الروسي "تتعارض مع الموقف الثابت لليابان بشأن الأراضي الشمالية، وهي مؤسفة جداً".

كذلك رأى وزير الخارجية الياباني، توشيميتسو موتيغي، أن الزيارة "مسّت مشاعر الناس في اليابان"، لافتاً إلى أنها "لا تساهم في (تعزيز) العلاقات اليابانية - الروسية"، وفق "كيودو".

وأضاف أن اليابان وروسيا أعادتا، خلال قمة عقدها بوتين ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، في بوينس آيرس عام 2018، على هامش قمة مجموعة العشرين، التأكيد على إجراء محادثات لإبرام معاهدة سلام، بناءً على إعلان مشترك صدر في عام 1956.

تعديل دستوري روسي

وأشارت "كيودو" إلى أن الإعلان ينصّ على تسليم اليابان اثنتين من الجزر الأربع في الكوريل، وهما "شيكوتان" و"هابوماي"، بعد إبرام معاهدة سلام. وتابعت الوكالة أن "روسيا تريد من اليابان أن تعترف بأن السيطرة على الجزر الأربع تمت بشكل شرعي، بعد استسلام طوكيو خلال الحرب، فيما ترى اليابان أن الاستيلاء كان غير قانوني".

وزادت أن بوتين ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا اتفقا، بعد فترة وجيزة على تولّي الأخير منصبه، في سبتمبر الماضي، خلال اتصال هاتفي، على أن البلدين سيسعيان إلى تعزيز مفاوضاتهما بشأن الجزر، على أساس الإعلان المشترك لعام 1956 بين اليابان والاتحاد السوفياتي.

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن بوتين قوله، خلال منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الشهر الماضي: "لدينا تعديل على الدستور ويجب أن نأخذ ذلك بالاعتبار بلا شك، لكنني أعتقد بأننا يجب ألا نوقف الحوار بشأن معاهدة السلام".

ويشير بوتين بذلك إلى تعديلات دستورية أقرّتها روسيا العام الماضي، تحظر التنازل عن أراضٍ روسية، إلا في إطار اتفاقات لترسيم الحدود.

وشدد بوتين، خلال منتدى سان بطرسبورغ، على ضرورة أن تبني موسكو وطوكيو علاقات حسن جوار، تصبّ في مصلحة الشعبين، معتبراً أن البلدين شريكان طبيعيان في ملفات كثيرة.

إقرأ أيضاً: