روسيا تدعو لتنفيذ الاتفاق النووي كاملاً.. وإيران: مستعدون للمحادثات

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعد لقائهما في موسكو - 6 أكتوبر 2021. - AFP
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعد لقائهما في موسكو - 6 أكتوبر 2021. - AFP
دبي-الشرق

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الأولوية الرئيسية لبلاده هي إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، داعياً "الدول العربية وإيران إلى التقارب ومناقشة القضايا المشتركة المتعلقة بالمنطقة".

ودعا لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد لقاءهما في موسكو، الأربعاء، "كافة الأطراف في الاتفاق النووي إلى تطبيق بنوده، وإلى ضرورة بدء المحادثات فوراً"، مؤكداً أن "عبد اللهيان أعرب له عن استعداد بلاده استئناف محادثات فيينا في أقرب وقت ممكن".

وأضاف أن "المجتمع الدولي يطلب من الولايات المتحدة عودتها للاتفاق النووي" الذي خرجت منه عام 2018، مشيراً إلى أن "هناك دولاً تريد الحفاظ على هذه الاتفاقية من خلال إلزام إيران بتنازلات جديدة في قضايا أخرى غير مجدية".

وأعرب لافروف عن ثقته في "أن الوضع في المنطقة تجب مناقشته ضمن إطار خطة العمل الشاملة (الاتفاق النووي) وعلى طاولة المحادثات"، مشيراً إلى أن "المبادرة الروسية بشان أمن دول الخليج تم توزيعها في مجلس الأمن".

وبشأن الملف الأفغاني، حض لافروف "السلطات الجديدة على محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة بلا هوادة"، داعياً "المجتمع الدولي إلى المساعدة لإعادة بناء أفغانستان خصوصاً بعد الأزمة الأخيرة، بمشاركة روسية، فنحن نرى من الضروري الاتفاق على هذه الخطوات".

المحادثات السعودية الإيرانية

من جانبه، أعرب عبد اللهيان عن "خيبة أمله وعدم رضاه" عن طبيعة العلاقات الحالية بين إيران والدول المجاورة، مطالباً دول الجوار بأن تتجاوب بـ"شكل إيجابي" مع السياسة الإيرانية الجديدة والتي تسعى إلى "الصداقة والتعاون المشترك مع الجميع".

وبشأن المفاوضات مع السعودية، قال عبد اللهيان: "قدمنا خلال المحادثات جميع الأفكار البناءة لإعادة بناء علاقاتنا مع الرياض وننتظر منهم الرد".

وأضاف: "نسلك حالياً الطريق المناسبة فنحن نتحدث بشكل دائم مع المملكة العربية السعودية، ونؤكد على ضرورة الجاهزية الكاملة لهذا الأمر ونأمل أن يكون ذلك في أقرب وقت".

وسبق أن أجرى ممثلون من السعودية وإيران، الأسبوع الماضي، جولةً جديدة رابعة من المحادثات في العاصمة العراقية بغداد، حيث بحث الجانبان "القضايا العالقة بين البلدين، وفق خارطة طريق متفق عليها مسبقاً، بما في ذلك التمثيل الدبلوماسي بين البلدين"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وبشأن التطورات في أذربيجان، أعرب عبد اللهيان عن "مخاوفه الجدية حيال التواجد الإسرائيلي في القوقاز"، في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين إيران وأذربيجان على خلفية علاقات باكو مع تل أبيب التي تعد مصدراً رئيسياً للسلاح، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأفاد وزير الخارجية الإيراني بأنهم "لن يتسامحوا بكل تأكيد مع أي تغيير جيوسياسي وفي خارطة القوقاز، ولديهم مخاوف جدية حيال تواجد الإرهابيين والصهاينة في هذه المنطقة".

قرب استئناف المفاوضات

وبشأن استئناف المحادثات النووية، أوضح الوزير الإيراني أن بلاده "تسعى لاستئناف مفاوضات فيينا الخاصة بالاتفاق النووي قريباً"، مشيراً إلى أن "الوسطاء الأوروبيين أكدوا لي رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في تنشيط الاتفاق النووي، ولكن هل هم جاهزون من أجل الإفراج عن 10 مليارات دولار من أموال طهران المجمدة".

وأضاف: "خلال محادثاتي مع لافروف أشدد على أننا نضع اللمسات الأخيرة حالياً على المشاورات بهذا الصدد وسنستأنف قريباً مفاوضاتنا في فيينا".

ولم تتمكن إيران خلال الفترة الماضية، من الحصول على عشرات المليارات من الدولارات من أصولها المجمدة في البنوك الأجنبية، خاصة من صادرات النفط والغاز، بسبب العقوبات الأميركية على قطاعي البنوك والطاقة.

ووصل وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو، مساء الثلاثاء، على رأس وفد تلبية لدعوة من نظيره الروسي لبحث قضايا الاتفاق النووي، وأفغانستان، والوضع في بحر قزوين ومنطقة جنوب القوقاز، فضلاً عن التطورات في الشرق الأوسط، بحسب ما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية.

وخلال اجتماعه بمدراء المؤسسات الإيرانية في موسكو، أكد عبد اللهيان: أنه "لو كان من المقرر أن تمضي مفاوضات فيينا في المسار الذي مضت عليه في الأعوام الثمانية الماضية، وأن يكون التفاوض من أجل التفاوض، فإن طهران ستتخذ القرار اللازم بهذا الصدد"، مشدداً على أن الجولة الجديدة من المفاوضات يجب أن تعود بنتائج "عملية وملموسة".

"استئناف المحادثات خلال أيام"

وأعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني (البرلمان) محمود عباس زاده، "بدء المباحثات بشأن الاتفاق النووي بين إيران والأطراف الغربية خلال الأيام المقبلة".

وقال زاده في تصريح لوكالة "تنسيم" الإيرانية، إن "محادثات فيينا أشرف عليها المجلس الأعلى للأمن القومي، وفي الجولة الجديدة من المحادثات، سيتم وضع الاستراتيجيات بالتأكيد من قبل المجلس الأعلى وتنفيذها من قبل وزارة الخارجية".

يأتي ذلك بعد ساعات من بحث وزير الخارجية الروسي، الأربعاء، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، "الملف النووي الإيراني بالإضافة لمناقشة قضايا تخص الدولتين"، بحسب بيان وزارة الخارجة الروسية.

وبدأت محادثات فيينا في أبريل الماضي، بين الولايات المتحدة وإيران بشكل غير مباشر، بمشاركة الدول الموقعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) لبحث العودة للاتفاق النووي الذي يحد من أنشطة طهران النووي، مقابل رفع العقوبات عنها.

وأجرى أطراف الاتفاق النووي 6 جولات من المباحثات بين أبريل ويونيو الماضيين، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.

اقرأ أيضاً: