يعتزم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، زيارة إيران، الجمعة، لحضور اجتماعات رفيعة المستوى، حسب ما أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، الأربعاء.

وتأتي الزيارة وسط مباحثات جارية مع طهران بشأن منشأ جزيئات يورانيوم مخصب بدرجة نقاء تصل إلى 83.7%، وهي نسبة قريبة جداً من النقاء المطلوب لصنع أسلحة نووية، في منشأة "فوردو" بحسب ما أكده تقرير صادر عن الوكالة الدولية، فيما رفضت إيران التقرير.

في المقابل، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الأربعاء، إن مستوى التخصيب بلغ 60%، وفقاً لوسائل إعلام رسمية.

وقال دبلوماسيون الأسبوع الماضي، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثرت على جزيئات اليورانيوم في إنتاج سلسلتين، أو مجموعتين، من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% في "فوردو".

وذكر تقرير الوكالة أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب "ارتفع في 12 فبراير إلى 3.760,8 كيلو جرام مقابل 3.673,7 كيلو جرام في أكتوبر، بحيث تجاوز 18 مرة السقف المسموح به وفق اتفاق 2015"، في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأبرمت إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا)، اتفاقاً نووياً في 2015، حدّت طهران بموجبه من أنشطتها النووية، مقابل تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية.

لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب من الاتفاق أحادياً في 2018، وأعاد فرض العقوبات على طهران، ومنذ ذلك الحين وسّعت إيران من نطاق برنامجها النووي، وأعلنت زيادة تخصيب اليورانيوم، متخلية عن التزاماتها بموجب الاتفاق، الذي كان الاتحاد الأوروبي لا يزال طرفاً فيه.

وفي تقرير سابق، انتقدت وكالة الطاقة الذرية طهران لعدم إبلاغها بإجراء تعديل جوهري في هاتين السلسلتين.

مناقشات جارية

وذكر تقرير سري للوكالة موجه للدول الأعضاء، أنه "فيما يتعلّق بمنشأ جزيئات اليورانيوم المخصب إلى درجة (نقاء) تزيد عن 60%... فإن المناقشات مع إيران لا تزال جارية".

وأضاف التقرير: "أبلغت إيران الوكالة بأن التقلبات غير المقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب لدرجة نقاء 60% في (نوفمبر 2022) أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية".

وتنفي إيران أي سعي لها لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إنها تريد فقط إتقان التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.

وقال دبلوماسيون إنه من المقرر أن يصدر قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقرر الأسبوع المقبل، تقرير فصلي آخر عن تحقيق استمر لسنوات يتعلق باكتشاف آثار لليورانيوم في 3 مواقع غير معلنة بإيران.

محادثات "بناءة"

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، أن جروسي سيزور طهران خلال الأيام المقبلة، بحسب وسائل إعلام محلية.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إنه أجرى محادثات "بناءة وتبعث على الأمل" مع وفد للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام الماضية.

وأضاف كمالوندي أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد إسلامي وجه دعوة إلى جروسي لزيارة طهران.

وجاءت التحركات بعد أيام من نشر "بلومبرغ" تقريراً، نقلاً عن مصدرين دبلوماسيين، يفيد بأن مفتشي الوكالة اكتشفوا مستويات تخصيب بنسبة 84%، أي أقل بقليل من 90% المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية.

وتأتي هذه التقارير وسط تعثّر محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، للحد من الأنشطة النووية الإيرانية، مقابل رفع عقوبات دولية مفروضة على طهران.

اقرأ أيضاً: