"فاينانشال تايمز": قناة السويس لا تزال تسيطر على حركة التجارة العالمية

time reading iconدقائق القراءة - 5
هيئة قناة السويس في مصر تواصل جهودها لتعويم السفينة الجانحة - 27 مارس 2021 - suezcanal.gov.eg
هيئة قناة السويس في مصر تواصل جهودها لتعويم السفينة الجانحة - 27 مارس 2021 - suezcanal.gov.eg
دبي -الشرق

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز"، إن حادث جنوح سفينة الحاويات في قناة السويس المصرية، جذب الانتباه إلى الضعف الكامن في سلاسل التوريد العالمية المضغوطة بشدة في وقت تُعاني فيه من تداعيات جائحة فيروس كورونا.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تقرير نشرته مواطنتها "لويدز ليست"، المتخصصة في شؤون الشحن البحري، والذي قدر بأن حادث جنوح السفينة "إيفر غيفن " في قناة السويس يُعطل بضائع قيمتها نحو "9.6 مليار دولار يومياً".

"ابتسامة عبد الناصر"

ورجحت الصحيفة أنه في حال العودة بالزمن للوراء، لكان من المؤكد أن "الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، سيبتسم ابتسامة ساخرة"، لافتة إلى أن "الممر المائي لا يزال محتفظاً بسيطرته على التجارة العالمية بعد 65 عاماً من تأميم عبد الناصر لقناة السويس"، والذي أدى إلى "العدوان الثلاثي" على مصر من قبل بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل.

وبعد قرن ونصف من اكتمال حفر القناة في عام 1869، يمر أكثر من 10% من التجارة البحرية، وكمية مماثلة من النفط الخام عبر الممر المائي الذي يبلغ طوله 120 ميلاً ويربط قارة آسيا بأوروبا.

وتسبب جنوح السفينة "إيفر غيفن"، التي يبلغ طولها طول مبنى "إمباير ستيت" في نيويورك، في حدوث تداعيات قوية في جميع أنحاء العالم بعدما جنحت في قناة السويس هذا الأسبوع وأغلقت مدخلها الجنوبي.

ارتفاع أسعار الخام

ولفتت "فاينانشال تايمز" إلى أن الحادث أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، وعودة الناقلات وسفن الشحن، وتفكير الموردين في نقل بضائعهم عبر طريق رأس "الرجاء الصالح" القديم، ما قد يُضيف أسبوعاً إلى وقت الشحن وتكاليف إضافية.

وأضافت الصحيفة أن رجال الإنقاذ حاولوا، الجمعة، إزاحة السفينة العملاقة التي يبلغ وزنها نحو 220 ألف طن، ولكنهم حذروا من أن الأمر قد يستغرق أسابيع.

وأوضحت أن الضغوط الناجمة عن فيروس "كوفيد-19"، مثل النقص في معدات الوقاية الشخصية واستمرار التدافع "القبيح" للحصول على إمدادات اللقاح المحدودة، كشفت عن مشكلات في النظام التجاري العالمي.

من جهته، قال الخبير في سلاسل التوريد بشركة استشارات التصنيع "بولاريكس بارتنر" الألمانية، للصحيفة إن "سلسلة التوريد في الصناعة تمتد لأميال عديدة، ولكن عمقها لا يتجاوز ثُمن بوصة".

وكانت رئيسة منظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو-إيويلا، قالت "إذا نظرت لما يحدث بموضوعية، فسترى أن سلاسل التوريد كانت مرنة للغاية".

ولكن آدم توز، أستاذ التاريخ في جامعة "كولومبيا"، يرى أن هذه المرونة جزئية، وأن الفضل يعزى إلى جهود نحو 1.6 مليون بحار في العالم، موضحاً أن "العديد منهم انتهى بهم المطاف محاصرين في المياه لشهور عديدة".

اضطراب التجارة العالمية

ووفقاً للصحيفة البريطانية، يأتي إغلاق قناة السويس في أعقاب سلسلة من الأحداث التي عرضت السير السلس للتجارة العالمية للخطر.

وذكرت الصحيفة أنه قبل 5 أيام من جنوح "إيفر غيفن"، اندلع حريق في مصنع رقاقات في شمال اليابان، مملوك لشركة توريد أشباه الموصلات "رينيساس إلكترونيكس"، ما هدد بحدوث مزيد من الاضطرابات في صناعة أشباه الموصلات التي تُعاني بالفعل من النقص.

كما جاء إغلاق قناة السويس، المتوقع أن "يستمر شهراً على الأقل"، بعد اضطرار شركتي "إن إكس بي"، و"إنفنيون تكنولوجيز" لإغلاق مصانع الرقاقات في مدينة أوستن بولاية تكساس، لمدة شهر بسبب انقطاع التيار الكهربائي في الولاية الأميركية بسبب موجة صقيع قطبية.

وتسبب الصقيع القطبي أيضاً في توقف 80% من إنتاج البتروكيماويات في تكساس، ما أثر على إمدادات البولي إيثيلين، والبولي بروبلين، والبولي فينيل كلوريد، ما أثر على شركات صناعة السيارات بسبب تأثر إمدادات الوسائد الهوائية والمكونات الأخرى.

جهود مستمرة

وتواصلت، الأحد، جهود تعويم سفينة الحاويات "إيفر غيفن" الجانحة في قناة السويس، إذ تمكّنت قاطرات من تحريكها 29 متراً، السبت، بعدما نجحت حفارات في تحرير أجزاء من السفينة من رواسب ألصقتها بضفة القناة، منذ جنوحها قبل 5 أيام. 

وكان الفريق مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية، قال لـ "الشرق" إن القناة تعتمد على طريقتين لتسوية مشكلة جنوح سفينة "إيفر غيفن"، هما قطر السفينة، وتخفيف حمولتها من أجل تعويمها، متوقعاً انتهاء العملية الأحد.

وحتى السبت، كانت 429 سفينة تنتظر، لعبور القناة، أغلبها ناقلات لسلع، مثل الحبوب والفحم وخام الحديد، حسب وكالة "بلومبرغ" الأميركية.

اقرأ أيضاً: