تأجيل محادثات فيينا.. وإيران تحذر من "إضاعة الوقت"

time reading iconدقائق القراءة - 6
مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف خلال مشاركته في محادثات فيينا - https://twitter.com/Amb_Ulyanov
مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف خلال مشاركته في محادثات فيينا - https://twitter.com/Amb_Ulyanov
فيينا-رويترزالشرق

أعلنت الأطراف المشاركة في محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، الثلاثاء، وقف المفاوضات مؤقتاً للتشاور مع حكوماتها، قبل استئنافها الأسبوع المقبل، بعد "تقدم محرز"، فيما حذرت إيران من أنها ستوقف المفاوضات إذا واجهت "مطالب غير منطقية" أو "إضاعة الوقت".

وعقب ختام اللجنة المشتركة لبرنامج خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف في تغريدات على "تويتر": "اليوم عبرت اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة المشتركة، عن الارتياح للتقدم المحرز في المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي".

وأضاف: "تقرر أخذ قسط من الراحة للسماح للوفود بأداء واجباتها والتشاور مع العواصم. وستجتمع اللجنة مرة أخرى أوائل الأسبوع المقبل".

وتابع: "بالنظر إلى التقدم الذي تحقق في محادثات فيينا حتى الآن، قررت اللجنة المشتركة للاتفاق النووي تشكيل مجموعة عمل ثالثة للتعامل مع تسلسل محتمل لخطوات عملية تؤدي للعودة بالكامل للاتفاق النووي الإيراني".

الصين: التركيز على رفع العقوبات

من جانبه، قال مبعوث الصين للمحادثات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي، وانغ تشون، إن الطرفين بدآ عملية صياغة، وإن الرؤية باتت أوضح لدى جميع الأطراف بشأن الصيغة النهائية لإعادة طهران وواشنطن للامتثال للاتفاق النووي.

وأضاف تشون في تصريحات إلى الصحافيين أوردتها "رويترز"، أن الأولوية الأولى لا تزال التركيز على رفع أميركا للعقوبات.

الاتحاد الأوروبي: يتعين إنجاز المزيد 

وقال إنريكي مورا نائب الأمين العام لخدمة العمل الخارجي الأوروبي، إن إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للوصول إلى اتفاق من أجل إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015.

وأضاف مورا الذي يرأس المحادثات في فيينا: "تحقق تقدم على مدى الأسبوعين الماضيين. لكن ثمة الكثير من العمل المطلوب".

وأشار إلى أن الدول المشاركة في الاتفاق النووي، توصلت خلال الاجتماع إلى اتفاق حول "تشكيل مجموعة خبراء ثالثة للتعامل مع القضايا المتعلقة بالتسلسل".

إيران تحذر من "تضييع الفرص"

في المقابل، وصف مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، رئيس الوفد الإيراني المشارك عباس عراقجي، عملية المفاوضات بأنها "تسير نحو الأمام رغم الصعوبات والتحديات الراهنة".

وقال عراقجي في تصريحات أوردتها وسائل إعلام إيرانية رسمية، إن "الوفد الإيراني متى ما شعر بأن مسار المفاوضات بات يتجه نحو الجشع وتضييع الفرص والاستنزاف، سيعلن إيقاف المفاوضات".

"اجتماعات غير رسمية"

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية، ميخائيل أوليانوف، أن اللجنة المشتركة لبرنامج خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، ستستأنف اجتماعاتها المباشرة بعد عقد عدة "اجتماعات غير رسمية". 

والاثنين، أعلن أوليانوف، أن محادثات فيينا بشأن "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الاتفاق النووي)، "دخلت مرحلة الصياغة".

وتجتمع إيران والقوى العالمية في فيينا منذ أوائل أبريل للتفاوض بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها لإعادة طهران وواشنطن إلى الالتزام الكامل بالاتفاق. وتشمل المفاوضات العقوبات الأميركية وانتهاكات إيران للاتفاق في الآونة الأخيرة.

موقف إيران

والثلاثاء، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أن طهران ليست مستعدة لتقديم أي "امتياز خارج إطار الاتفاق النووي".

وقال في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إنه "بالإمكان من الناحية الفنية رفع أنواع الحظر التي تتعارض مع الاتفاق، ومن ثم إحياء هذا الاتفاق بشكل كامل في زمن قصير".

اتفاق نووي "مؤقت"

وكان مسؤولون إيرانيون قالوا لوكالة "رويترز"، الاثنين، إن طهران أحرزت بعض التقدم بشأن سبل إحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية، وإن "اتفاقاً مؤقتاً" قد يكون سبيلاً لكسب الوقت من أجل التوصل إلى تسوية دائمة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين إيرانيين القول إن "المحادثات في فيينا قد تسفر عن اتفاق مؤقت لإتاحة المجال للدبلوماسية للعمل على تسوية دائمة".

وقال مسؤول إيراني، إن "الموعد النهائي الذي يحل في مايو يقترب"، في إشارة إلى الـ21 من مايو المقبل، وهو الموعد النهائي لانتهاء الاتفاقية المؤقتة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بالتفتيش النووي.

عراقجي ينفي

في المقابل، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي لوسائل إعلام رسمية إيرانية: "لا توجد مناقشة بشأن اتفاق مؤقت أو موضوعات مماثلة في محادثات فيينا".

لكن مسؤولاً إيرانياً آخر قال لـ"رويترز" إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن الخطوات الفنية لرفع جميع العقوبات، "فقد تعلق طهران تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 20% في مقابل الإفراج عن أموالها المحتجزة في دول أخرى.

وتقول إيران إن 20 مليار دولار من إيراداتها النفطية مجمدة في دول مثل كوريا الجنوبية والعراق والصين بموجب نظام العقوبات الأمريكي منذ 2018.

تقدم المفاوضات

بدوره، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، خلال لقاء تلفزيوني مع شبكة "فوكس نيوز"، أن محادثات فيينا التي أُجريت مع إيران كانت "بناءة"، مشيراً إلى أن "هناك جهداً حقيقياً للعودة إلى الامتثال المتبادل للاتفاق النووي".

وبالمقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي، الاثنين، إن محادثات فيينا تسير "على المسار الصحيح وأُحرز بعض التقدم، لكن ذلك لا يعني أنها وصلت إلى المرحلة الأخيرة".

قضايا عالقة

وبالتزامن مع هذه التطورات، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدء محادثات مع إيران، على أمل أن تقدم طهران تفسيرات حول منشأ آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع لم تعلن عنها طهران من قبل، وهي قضية يمكن أن تؤثر في مساعي إحياء الاتفاق النووي الإيراني.   

وقالت الوكالة في بيان إنها بدأت مع إيران "عملية مركزة تهدف لتوضيح قضايا عالقة تتعلق بالضمانات"، مشيرة إلى أن "الاجتماع كان على مستوى الخبراء".

اقرأ أيضاً: