فنزويلا.. مادورو يعتبر زعيم المعارضة "مهزوماً" وغوايدو يأمل في الحوار

time reading iconدقائق القراءة - 7
زعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو يلقي خطاباً أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس - 23 يناير 2020 - Bloomberg
زعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو يلقي خطاباً أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس - 23 يناير 2020 - Bloomberg
كراكاس-وكالات

دعا زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو إلى مفاوضات مع الرئيس نيكولاس مادورو، تتيح إبرام "اتفاق لإنقاذ وطني"، مطالباً بتحديد "موعد لانتخابات حرة" في مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على كركاس. لكن مادورو رأى في الاقتراح مؤشراً إلى أن خصمه "معزول ومهزوم".

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن تصريحات زعيم المعارضة تعكس اقتراحات سابقة لم تتحقق، لكنها تأتي في وقت يبدو فيه مادورو منفتحاً على تقديم تنازلات للولايات المتحدة، في مقابل رفع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وأضافت الوكالة أن التحركات الأخيرة لمادورو، التي تُظهر استعداداً للتعامل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والمجتمع الدولي، قوّضت مكانة غوايدو، الذي رفض باستمرار التفاوض مع حكومة الرئيس الاشتراكي، علماً أن المفاوضات بين الجانبين متوقفة منذ أغسطس 2019.

"حلول واقعية"

وشدد غوايدو على ضرورة البحث عن "حلول واقعية وقابلة للتطبيق"، للأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في فنزويلا، وفق "أسوشيتد برس".

وأضاف، في تسجيل مصوّر نشره على مواقع التواصل: "تحتاج فنزويلا إلى اتفاق لإنقاذ وطني، اتفاق بين القوى الديمقراطية والنظام والمجتمع الدولي". وطالب بـ"اتفاق يتضمّن موعداً لانتخابات رئاسية وتشريعية وإقليمية وبلدية، حرة ونزيهة، بدعم من مراقبين دوليين".

ورأى أن المجتمع الدولي يمكن أن "يشجّع النظام، من خلال رفع تدريجي للعقوبات، مشروط بالتزام أهداف الاتفاق"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".

ودعا غوايدو إلى "الإفراج عن جميع السجناء السياسيين" والسماح بـ"دخول مكثف للمساعدات الإنسانية واللقاحات المضادة" لفيروس كورونا المستجد.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عنه القول: "ستحاول الديكتاتورية الاستمرار في إجراء مفاوضات متوازية وجزئية. ستسعى إلى تقسيمنا، من خلال الدعوة إلى انتخابات إقليمية وبلدية، وطرح معضلة زائفة بالنسبة إلينا، مع المجلس الانتخابي الجديد الذي لا نعترف به".

ويشير غوايدو إلى تعيين الجمعية الوطنية الفنزويلية، التي تضمّ موالين لمادورو، الأسبوع الماضي، شخصيتين معارضتين في المجلس الانتخابي، الذي يضمّ 5 أعضاء، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2005.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى التوصّل إلى هذا الاتفاق بعد أسابيع من المفاوضات وراء الكواليس بين ممثلين عن حكومة مادورو ومعارضين معتدلين، علماً أنهم ليسوا من معسكر غوايدو.

"معزول ومهزوم"

وعلّق مادورو على اقتراح زعيم المعارضة، من دون الإشارة إليه، أو ذكر غوايدو بالاسم، قائلاً إنه "مستعد للحوار". واستدرك أن "المجلس الانتخابي الوطني شُكّل بعد حوار كبير مع كل جهات المعارضة، كل الجهات ما عدا واحدة.. الجهة المتطرّفة الانقلابية التي سهّلت العقوبات والهجمات"، في إشارة إلى غوايدو.

وتابع: "يريد الأحمق الكبير الآن الحوار، لأنه معزول ومهزوم ولا أحد يستشيره بأي شيء. إذا كان يريد الانضمام إلى المحادثات الجارية، فأهلاً به! ولكن من دون أن يعتبر نفسه رئيساً لبلد لا يعترف به كذلك"، وفق "فرانس برس".

وزاد مادورو: "لن نستسلم للإمبريالية الأميركية الشمالية، وقاومنا على خط المواجهة بأكمله، حيث توجّبت علينا المقاومة"، كما أفادت "أسوشيتد برس".

واعترفت الولايات المتحدة ونحو 60 دولة أخرى، بغوايدو رئيساً شرعياً لفنزويلا، بحجّة تزوير شاب إعادة انتخاب مادورو، في عام 2018. وبوصفه رئيساً بالوكالة للبرلمان السابق، أعلن غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا، في عام 2019.

بايدن وسياسة ترمب

وتعاني البلاد أزمة معيشية طاحنة، وتضخماً قياسياً. وفي أبريل الماضي، وافق مادورو على السماح لـ"برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة، بإدارة عمليات في بلاده، تستهدف تأمين وجبات غداء مدرسية. وكان مسؤولون أميركيون يطالبون كراكاس بالسماح بهذه المساعدة، لكنها رفضت ذلك لفترة طويلة.

بعد ذلك جاء اتفاق لإفراج جزئي عن 6 موظفين في شركة Citgo النفطية، التي تتخذ تكساس مقراً، وهي مملوكة لشركة النفط الرسمية الفنزويلية، بعد سجنهم منذ أكثر من 3 سنوات، بتهم فساد ترفضها واشنطن.

وخلال حملته الانتخابية، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن السياسة التي انتهجها سلفه دونالد ترمب، للضغط من أجل تغيير النظام في فنزويلا، بأنها "فشل ذريع" أدى إلى تعزيز وضع مادورو، وفق "أسوشيتد برس".

ونقلت "بلومبرغ" عن لويس بيتشينتي ليون، مدير مركز "داتاناليسيس" لاستطلاعات الرأي (مقرّه كراكاس)، قوله إن غوايدو يسعى، من خلال اقتراحه، إلى استعادة بعض من مكانته المفقودة.

وأضاف: "يغلّف غوايدو اقتراحه بدعوة جديدة إلى المفاوضات، ويربط ذلك بالعقوبات، لأنها أداة الضغط الوحيدة التي يبدو أن المعارضة تمتلكها، ولو لم تتحكّم فيها بشكل مباشر".

اقرأ أيضاً: