واشنطن تلوح بـ"مسار بديل" إذا أصرت موسكو على مطالبها في فيينا

time reading iconدقائق القراءة - 7
قصر كوبورغ الذي يستضيف محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا - 11 مارس 2022 - REUTERS
قصر كوبورغ الذي يستضيف محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا - 11 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

هدد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، الأحد، بسعي بلاده نحو إبرام "اتفاق بديل" يستبعد روسيا إذا لم تتراجع عن المطالب التي قدمتها في اللحظة الأخيرة من محادثات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني والتي وصلت إلى "مرحلة حاسمة"، فيما أعلنت طهران أنها توصلت "تقريباً" إلى "حل" مع واشنطن بخصوص "الضمانات وإزالة الحظر".

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول كبير بالخارجية الأميركية، أن واشنطن "ترفض التفاوض بشأن إعفاءات من العقوبات التي تستهدف موسكو بسبب حربها على أوكرانيا، لإنقاذ الاتفاق النووي".

وأوضح أن بلاده ستسعى في المقابل لـ"إبرام اتفاق بديل يستبعد موسكو إذا لم تتراجع عن مطالب قدمتها في اللحظة الأخيرة" من محادثات فيينا التي وصلت إلى مرحلة الاتفاق "الوشيك" بين طهران وواشنطن.

وسبق أن طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضي، بشكل غير متوقع بضمانات شاملة بأن التجارة الروسية مع إيران لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وهو مطلب تقول القوى الغربية إنه "غير مقبول"، وتصر واشنطن على رفضه.

ولفت المسؤول الأميركي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أنه "مع تهديد أحد أهم أهداف السياسة الخارجية للرئيس الأميركي جو بايدن"، فإن واشنطن تمهل موسكو "أسبوعاً لسحب مطالبتها بضمانات مكتوبة تعفي روسيا من أي عقوبات تتعلق بأوكرانيا من شأنها تقييد تجارة موسكو المستقبلية مع طهران".

ولا يرى المسؤول الأميركي أي مجال لـ"تجاوز ما هو ضمن حدود خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)"، معرباً عن اعتقاده بأنه "يمكن القول إنه لا يوجد مجال لإعفاءات أخرى".

اتفاق "وشيك"

وأكد المسؤول الأميركي أن الاتفاق بين طهران وواشنطن "كان وشيكاً"، لافتاً إلى أن "عدداً قليلاً فقط من القضايا كان يعرقل الاتفاق"، معتبراً المطالب الروسية بأنها "أخطر عقبة وحاجز أمام التوصل لاتفاق".

وبينما يرى مسؤولون أوروبيون أن روسيا وعدت بالرد بمطالبها المحددة للحصول على ضمانات خلال الأيام القليلة المقبلة، حذر المسؤول الأميركي من أنه في حال ضغطت موسكو بشأن مطالبتها بضمانات أو لم ترد "خلال الأسبوع المقبل، سيتعين على واشنطن التفكير بسرعة كبيرة في مسار بديل".

ومن ضمن الخيارات التي قد تتجه لها واشنطن لتجاوز أزمة المطالب الروسية، ما أسماه المسؤول الأميركي بإنشاء "نسخة طبق الأصل من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)"، بدون روسيا.

وأعرب المسؤول الأميركي عن اعتقاده بأن بلاده منفتحة على خيارات مختلفة، وقال: "لقد بدأنا في التفكير في ماذا يمكن أن تكون تلك البدائل، فنحن في هذه المرحلة لن نستبعد أي شيء"، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كان سيجري إبرام اتفاق الآن دون وساطة روسية.

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أنه لا يمكن تحديد ما إذا كانت إيران مستعدة للتفاوض على اتفاق بديل بدون روسيا، أو ما إذا كانت الصين التي أصبحت أكثر قرباً لموسكو، ستشارك، بينما شدد مسؤولون أوروبيون، الجمعة، أنهم على استعداد لاستكشاف اتفاق بديل مع إيران بدون روسيا.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن إحدى المسائل التي لا تزال مطروحة على الطاولة، حذف "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، والشروط التي قد تترتب على الخطوة.

في غضون ذلك، تبحث الولايات المتحدة عن إمدادات نفطية جديدة أثناء الحرب في أوكرانيا، لاحتواء ارتفاع أسعار الطاقة، إذ يمكن لإيران أن تزود ما يصل إلى مليون برميل يومياً من إمدادات الخام الجديدة في نهاية المطاف حال رفعت العقوبات، بحسب الصحيفة الأميركية.

رفض إيراني

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أوضح، الأحد، أنه "ليس من المقرر صياغة اتفاق نووي جديد وأن الاتفاق قد كتب لمرة واحدة وتم التوقيع عليه وختمه أيضاً لمرة واحدة".

وأوضح زادة في مؤتمر صحافي، أن "المفاوضات تشهد توقف استراحة وأن المنسق الأوروبي طلب التوقف، ونحن قد شهدنا في السابق أيضاً حالات توقف في المفاوضات وتوقف للاستراحة".

وأضاف: "ليس خافياً أن روسيا قد طرحت موضوعاً جديداً وبإمكان أية دولة أن تطرح مطالبها ويتم دراسة جميع هذه المطالب عبر اللجنة المشتركة في فيينا، لكن ما نسير به هو مصالح الشعب الإيراني".

وشدد على أن القضية الأساسية المطروحة بين طهران وواشنطن هي "وجوب انتفاع الشعب الإيراني الاقتصادي"، مطالباً بـ"رفع كل القيود والحظر عن دورة الاقتصاد الإيراني مثل قطاع النفط وصناعة البتروكيمياويات والتعدين والملاحة البحرية والصناعات الجوية والبحرية وغيرها، فنحن تفاوضنا لتحقيق هذا كله".

ورفض زادة "إجراء أي نقاش أو تفاوض بشأن موضوع القدرة الصاروخية وأوضاع المنطقة وموضوع حقوق الانسان"، مضيفاً أن "قضية أخذ الضمانات واختبار مصداقية الالتزام العملي للأميركيين بإزالة الحظر قد تم حلها تقريباً".

ولفت إلى أن بلاده "تؤكد على أخذ الضمانات النووية لحفظ إنجازاتها النووية ولا تقبل بتفكيك أجهزة الطرد المركزي المتطورة لديها من نوع (IR6)، بعد أن تحملت أضراراً بسبب قيام عملاء الكيان الصهيوني بتخريب أجهزة الطرد المركزي الايرانية في السابق".

ودعا بيان صادر عن مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، فريق التفاوض الإيراني في فيينا لـ"عدم تقييد نفسه بالمواعيد الغربية النهائية"، مشيراً إلى أنه "لا ينبغي تلبية طلب واشنطن لخفض أسعار النفط دون تحقيق مطالب طهران المشروعة في ظل الأوضاع الراهنة التي زادت فيها الأزمات من حاجة الغرب لإمدادات الطاقة الإيرانية".

من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة تأمل ألا تتخذ روسيا موقفاً سلبياً خلال محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، بعد أن توقفت المفاوضات بسبب مطلب روسي في اللحظات الأخيرة.

وكانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد حذرت، السبت، السلطات الروسية من أن مطالبها بضمان تجارتها مع إيران تهدد بـ"انهيار اتفاق نووي شبه مكتمل"، وذلك في تأكيد لما تم تداوله من تقارير إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية، بشأن تعقد المحادثات بسبب "مطالب موسكو في اللحظات الأخيرة".

وسبق أن أعلنت الخارجية الأميركية، الجمعة، أن رئيس وفد التفاوض الأميركي روبرت مالي وأعضاء فريقه عادوا إلى واشنطن للتشاور، بعد توقف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات