وزير الدفاع الأميركي يحذر إيران من عدم المشاركة بجدية في مفاوضات فيينا

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مشاركته في قمة حوار المنامة - الشرق
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال مشاركته في قمة حوار المنامة - الشرق
المنامة/ دبي - الشرق

أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأحد، أن الإدارة الأميركية أدركت على مدار عقود طويلة أهمية شراكاتنا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على حد سواء، مشيراً إلى أن بلاده ملتزمة بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، مؤكداً التزام بلاده بالمخرجات الدبلوماسية للملف النووي، "لكن إن لم تلتزم إيران بالمشاركة الجدية في المفاوضات، فسننظر في جميع الخيارات لضمان أمن الولايات المتحدة".

وأضاف خلال كلمة أمام قمة "حوار المنامة" في العاصمة البحرينية، تناولت موضوع السياسة الدفاعية الأميركية في الشرق الأوسط، أن بلاده تشارك دول المنطقة القلق "العميق" تجاه أفعال إيران المزعزعة للاستقرار، مشيراً إلى أن بلاده "ملتزمة بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، وستستمر في محاولة تطبيق الحلول الدبلوماسية، ولكن إن أصرت إيران على عدم التفاوض والمشاركة في الحوارات، فسنقوم بما يجب من أجل الحفاظ على أمن الولايات المتحدة".

وأضاف أن "بلاده تحاول الدخول في حوارات جديدة من أجل وضع خطة عمل متكاملة، وسوف نعود مع شركائنا إلى طاولة المفاوضات بنية حسنة"، مشيراً إلى أن تصريحات إيران "غير مشجعة خاصة ما يتعلق ببرنامجها النووي"، مذكراً بتصريحات وزير الخارجية أنتوني بلينكن التي قال فيها إن "نشاطات إيران أوصلتنا إلى نقطة تصعّب علينا العودة إلى الاتفاق النووي، وتجعلنا نرى أنها لن تكون مفيدة"، متابعاً: "نحن نعتقد أننا نستطيع حل الخلافات بسرعة إذا عادت طهران بنية حسنة إلى طاولة المفاوضات".

"زعزعة أمن المنطقة"

ولفت إلى أن طهران "مستمرة في فرض تهديدات أمنية واسعة النطاق في هذه المنطقة وما يتخطاها مما يزعزع أمننا واستقرارنا جميعاً"، حاثاً طهران على "التحاور واتخاذ خطوات جدية لحل الخلافات... ويجب ألا تتخيل إيران أنها قادرة على زعزعة هذه المنطقة أو إضعاف روابطنا فيها، حيث سندافع عن شركائنا وحلفائنا ومصالحنا، ويتضمن ذلك حل مشكلة استخدام الطائرات من دون طيار".

وتابع: "إن هذا تهديد مستمر تفرضه إيران على القوات الأميركية، ورأينا ذلك في العراق والسعودية وأماكن أخرى"، مشيراً إلى أن "أنظمة الطائرات المسيّرة سوف تستمر وبشكل كبير في التأثير على الصراعات العسكرية، لذلك وضعت إدارتي التصدي للتهديد بالمسيّرات أولوية، وهو تهديد يستدعي التدخل المباشر والتعاون مع دول مثل دولة الإمارات".

وبيّن أن بلاده مستمرة في التعاون مع الإمارات، و"القيام بتدريبات مشتركة معها". كما أن "هناك أنظمة متكاملة مطبقة في المنطقة، ولقد تصدينا للكثير من هجمات المسيّرات بالفعل. وعززت الاستثمارات المشتركة مع شركائنا هنا قدراتنا على التصدي للمسيّرات".

وأوضح أن بلاده "ستعزز قدرات السعودية على مواجهة المسيّرات"، مشيراً إلى أن الرياض "استطاعت التصدي لـ90% من الهجمات القادمة من اليمن سواء أكانت بطائرات مسيّرة أو صواريخ باليستية، ولن نتهاون في دعم ومساعدة شركائنا من دول الخليج في الدفاع عن أنفسهم إزاء أي تهديد يأتي من اليمن، من صواريخ بالبستية أو طائرات من دون طيار".

وتابع: "إننا نقوم بأعمال وإنجازات بغاية الأهمية مع شركائنا في هذه المنطقة، من أهمها تعطيل الشبكات الإرهابية والحفاظ على أمن أهم الممرات المائية".

ونوّه بأن "شبكة حلفائنا في الشرق الأوسط وغيرها تتضاعف يومياً، وهي شبكة استراتيجية وميزة لا مثيل لها ولا يمكن موازاتها، ونحن ممتنون كثيراً لذلك. نحن ملتزمون بتقوية الروابط بين الحكومات ذات النوايا الحسنة، ونعمل على توسيع الشبكة الأمنية وزيادة الفرص والكرامة الإنسانية".

وتابع: "سنستمر في البناء على استثماراتنا في هذه المنطقة، وسنستمر في الاستثمار في الروابط الأمنية والتدريب وبناء القدرات ومشاركة الاستخبارات والقيام بالتدريبات المشتركة، وهذا جزء أساسي من مهمتي كوزير دفاع، والتي تتمثل في أن أعمّق وأوسّع شراكاتنا".

التزام تجاه أمن المنطقة

وقال: "إن احتجنا للتحرك فسنتحرك بسرعة، ويجب على الكل أن يثق ثقة تامة بقدراتنا في الحفاظ على أمن المنطقة. نحن نركز على تهديدات القرن الـ21، ونتحدث عن المرونة والرشاقة في مواجهة أي تهديد محتمل"، مشدداً على أن "المهمة الرئيسية هي دعم الدبلوماسية وردع الصراعات والدفاع عن الولايات المتحدة ومصالحنا الأهم". 

وأوضح أن التزام بلاده نحو المنظومة الأمنية في الشرق الأوسط "قوي وحازم، وسنواصل الدفاع عن حلفائنا في المنطقة، وسنواصل التأكد من تواجد المزيج الأمثل من القدرات العسكرية وغيرها لندافع عن المنطقة ضد هجمات إيران ووكلائها".

وتابع: "سنعمل معاً لنتأكد من أن داعش لن يعود إلى بناء قدراته سواء في العراق أو سوريا أو غيرها من الدول، كما أننا سنحافظ على حركة الملاحة الأمنية الأهم، ونردع أي صراعات محتملة، ونركز كثيراً على مكافحة الإرهاب".

وأشار إلى أنه "لدينا الكثير للقيام به وعلينا التعاون في ذلك، فندافع عن مصالحنا ومبادئنا وعن الديمقراطية في تونس، وأن نرى عودة النظام الدستوري قريباً، وندافع عن سيادة العراق ضد أي طرف يحاول خرقها، وأن نناصر الشعب اللبناني ونعزز من المنظومة الأمنية، ونستمر في العمل للتقدم نحو حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، والمدافعة عن الشعب اليمني ضد الحوثيين، ونوقف معاناته، ونعزز الهيكل الأمني والتعاون العسكري في المنطقة".

"تغيرات كبيرة"

ولفت إلى أنه "علينا أن نستعد لتغييرات كبيرة"، مشيراً إلى أننا نحتاج إلى "نظرة أوسع وشراكات تعددية لمواجهة هذه التهديدات"، المخاطر الوشيكة اليوم لا تولي أي اعتبار لحدود المناطق والدول، بل "هناك أنظمة جوية ذاتية، وطائرات بدون طيار، ودعم إيراني للإرهاب". وبيّن أن بلاده لا يمكنها أن تواجه كل هذه التهديدات بمفردها، ولذلك "علينا أن نتشارك مسؤولية التصدي لهذه المخاطر من خلال الشراكات". 

وأضاف: "من هنا وجّه بايدن بإعادة الاستثمار في تحالفاتنا وشراكاتنا. التعاون يعزز أمننا في المنطقة جبهة بعد جبهة"، معطياً التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" مثالاً على ما سبق.

وبيّن أن "الجهود التعاونية الدولية وجّهت لدعم المملكة العربية السعودية وتعزيز قدراتها العسكرية، وقدمنا التعاون للمملكة المتحدة وفرنسا واليونان. الأمن البحري من أولوياتنا، حتى إننا نحافظ على الملاحة البحرية الآمنة للسفن العسكرية وحركة الملاحة التجارية".

يشارك في قمة "حوار المنامة" 20 متحدثاً رفيع المستوى، من بينهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات