
مع قرب انتهاء مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود التي تسهّل تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية من موانئها الجنوبية، قال مصدر مطلع لوكالة "سبوتنيك" الروسية، الجمعة، إن مفاوضات تمديد مبادرة الحبوب وصلت لـ"طريق مسدود".
ولكن المصدر ذكر أن عملية التفاوض من جانب تركيا والأمم المتحدة "لم تتوقف"، مشيراً إلى أنه "يتم اقتراح مبادرات وخيارات مختلفة، إلا أننا وصلنا إلى طريق مسدود".
وأضاف: "عندما لا يكون من الواضح ما إذا كانت المبادرة ستستمر، وما إذا كان سيتم الحصول على ضمانات لوصول المنتجات الزراعية الروسية والأمونيا إلى الأسواق العالمية"، مشدداً على وجوب "حل هذه القضايا بسرعة".
وتنبع مبادرة حبوب البحر الأسود، وهي التسمية الرسمية للاتفاقية الخاصة بصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، من اتفاقية أبرمت في 22 يوليو الماضي بين روسيا والأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا، وساعدت في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي سببتها الحرب، ثم جُددت في منتصف نوفمبر لأربعة أشهر تنتهي في 18 مارس.
وبموجب الاتفاق، يجري تفتيش السفن المتجهة إلى أوكرانيا والقادمة منها في المياه التركية. وتعمل الأطراف الأربعة معاً للموافقة على السفن التي تبحر بموجب الاتفاقية وتفتيشها.
اتهامات متبادلة
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من اتهام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، الغرب بـ"دفن بكل وقاحة" مبادرة حبوب البحر الأسود، مشيراً خلال قمة العشرين في الهند إلى أن " الوقت قد حان للتوقف عن اللعب بورقة الغذاء".
وسبق أن اتهمت روسيا أيضاً الأمم المتحدة بتحويل المبادرة من "إنسانية إلى تجارية"، وقالت إنه "لذلك يرفض مسؤولو المنظمة الكشف عن مستقبلي الشحنات"، كما اتهمت موسكو السلطات الأوكرانية بإعاقة توريد المواد الخام اللازمة لإنتاج ما يكفي من الأسمدة لإطعام 200 مليون شخص، عبر ربط موافقتها بعدد من الشروط السياسية، بينما "لا تفعل الأمم المتحدة شيئاً لحل تلك المشكلة".
وفي المقابل، طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن روسيا بتجديد الاتفاق الخاص بتصدير الحبوب الأوكرانية، مشدداً على ضرورة أن "تتحدث مجموعة العشرين من أجل تمديد وتوسيع مبادرة الحبوب لتعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر ضعفاً".
واتهم الوزير الأميركي روسيا بـ"إبطاء وبشكل متعمد ومنهجي وتيرة عمليات التفتيش، مما أدى إلى تجمع أعداد من السفن التي يمكنها توصيل الغذاء إلى العالم اليوم".
وأشار إلى أن "صادرات روسيا من الأغذية والحبوب تتجاوز مستويات ما قبل الغزو وعادت صادراتها من الأسمدة إلى ما كانت عليه في فبراير الماضي".
شراكات جديدة
وبهدف تعزيز القطاع الزراعي الأوكراني والذي يعتبر سلة غذاء لكثير من الدول، أعلن مسؤولون في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لشبكة "سي إن إن" التعاون مع 3 شركات وهي "Grain Alliance" و"Kernel" و"Nibulon" بهدف رفع قدرة أوكرانيا على شحن الحبوب لـ3 ملايين طن سنوياً.
وتخطط الوكالة الأميركية مع الشركات الثلاث لاستثمار 44 مليون دولار لدعم التخزين والتوسع في البنية التحتية للقطاع الزراعي الأوكراني.
ودمرت الحرب الاقتصاد الأوكراني الذي انكمش بمقدار الثلث، فيما يعتمد على الزراعة في توليد أكثر من 40٪ من إجمالي عائدات التصدير.
وأتاحت الاتفاقية تصدير نحو 20 مليون طن من الحبوب بعد أن منع الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 خروج السفن الموانئ الأوكرانية إذ أبدت موسكو قلقها حيال الأنشطة البحرية الأوكرانية.
وبموجب الاتفاقية، حصلت روسيا بدورها على وعد بالسماح لها بتصدير الأسمدة على الرغم من العقوبات الغربية، في حين تصر موسكو على أن هذا الشق من الاتفاقية لم يطبق.
وتقول الولايات المتحدة إنها لم تستهدف الأسمدة أو المنتجات الزراعية الأخرى في إطار عقوباتها الشاملة على روسيا.