"وسيلة لكسب الوقت".. السودان يرفض خطة إثيوبية لملء سد النهضة

time reading iconدقائق القراءة - 3
جانب من سد النهضة الإثيوبي، 26 سبتمبر 2019 - REUTERS
جانب من سد النهضة الإثيوبي، 26 سبتمبر 2019 - REUTERS
الخرطوم- رويترزالشرق

قال مسؤول سوداني كبير، الأحد، إن السودان رفض مقترحاً إثيوبياً بشأن الملء الثاني لـ"سد النهضة" الذي تشيده أديس أبابا على النيل الأزرق، وذلك على خلفية الشروط الإثيوبية المتعلقة بتقسيم حصص المياه.

واعتبر المسؤول السوداني في تصريح لوكالة "رويترز"، طالباً عدم نشر اسمه، أن الاقتراح الإثيوبي بشأن الملء الثاني "ليس حقيقياً"، ووصفه بأنه "وسيلة لكسب الوقت"، مشيراً إلى أن أي اقتراح من هذا القبيل يجب أن يكون تحت رعاية وسطاء الاتحاد الإفريقي، وأن يشمل جميع الأطراف.

وأوضح المسؤول أن إثيوبيا "طرحت شروطاً مستحيلة تتعلق بتقسيم حصة المياه، التي يعتبرها السودان خارج نطاق المفاوضات". ولم يرد وزير المياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي، على الفور، على اتصال لـ"رويترز" للتعليق.

رفض الاتفاق الملزم

وكان المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، اعتبر في تصريحات لـ"الشرق" أن توقيع بلاده لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا بمنزلة "رهن لمستقبل استخدام مياه النيل، وإثيوبيا تمتنع عن ذلك، وتطالب بالتفاوض على اتفاقيات جزئية على مراحل متفرقة".

وأوضح مفتي أن "مصر والسودان على علم بموعد الملء الثاني للسد قبل الشروع فيه، وهو شيء توافقنا عليه عند التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ في مارس 2015".

واعتبر مفتي أن "الملء لا يضر السودانيين ولا يضر المصريين"، معتبراً أن "قول عكس ذلك هو تحريف للحقائق على الأرض"، وفق تعبيره.

وأعرب عن أمل بلاده "في التوصل إلى تسوية سلمية لهذا النزاع، ونسعى دائماً إلى الوصول إلى وضع تكون فيه كل الأطراف رابحة".

تضرر السودان

في المقابل، أشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية لملف سد النهضة، السفير عمر الفاروق سيد في تصريحات لـ"الشرق"، إلى وجود أضرار كبيرة ستلحق بالسودان نتيجة الملء الأحادي لسد النهضة، والمقرر في يوليو المقبل"، معتبراً أن "الجانب الإثيوبي يعلم حجم تلك الأضرار، لأن آثار عملية الملء الأول ظهرت"، و"عانى المواطنون من نقص في المياه والكهرباء، وحدوث فيضانات أدت إلى وفاة مواطنين، وتدمير منازل ومرافق حكومية".

وتابع أن "السودان الآن المتضرر الأكبر، لأن إثيوبيا ستملأ السد في يوليو وأغسطس، وهو موعد الموسم الزراعي في البلاد، ومن أجل تدارك ومواجهة الآثار المتوقعة، بدأت الحكومة تخزين المياه التي كان من الأنسب استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية".

وتعلق إثيوبيا آمالها في التنمية وتوليد الطاقة على سد النهضة، في حين يشعر السودان بالقلق بشأن تدفق المياه إلى سدوده، وتخشى مصر من أن يؤثر على إمداداتها من المياه.

وأرسل السودان ومصر الأسبوع الماضي رسائل تطالب مجلس الأمن الدولي ببحث القضية، وذلك بعد ما أجرت أطراف الأزمة أكثر من 9 جولات تفاوضية، من دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن.