"عدائية تميل إلى التعاون".. بلينكن: علاقاتنا مع الصين الأكثر تعقيداً

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار خلال مؤتمر صحافي مشترك في نيودلهي - 28 يوليو 2021  - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار خلال مؤتمر صحافي مشترك في نيودلهي - 28 يوليو 2021 - AFP
دبي -الشرق

وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، العلاقة بين بلاده والصين بـ"الأكثر أهمية وتعقيداً"، بينما أكد أن الحضور الأميركي في أفغانستان "سيبقى عبر بوابة الدبلوماسية وليس في ساحات المعركة"، وذلك في حوار مع صحيفة "تايمز أوف إنديا" الهندية، على هامش زيارته إلى نيودلهي، الأربعاء.

وأوضح بلينكن للصحيفة، أن العلاقات الصينية مع الولايات المتحدة، وكذلك مع الهند بشكل ما، "تتسم بأنها الأكثر أهمية والأكثر تعقيداً على حد سواء، خاصة في ضوء القمع الذي تمارسه حكومة بكين في الداخل، والعدوانية المفرطة التي تتعامل بها في الخارج خلال السنوات الأخيرة، ما يمثل تحدياً جسيماً لنا جميعاً".

العلاقات مع الصين

ولفت بلينكن إلى أن هذه العلاقات تتخذ في جزء منها "شكلاً عدائياً"، وفي جزء آخر "تجنح إلى التنافس"، وفي جزء ثالث "تميل إلى التعاون". لكنه أكد أنه "في كل الأحوال نرى أن الطريقة الأمثل للتعامل مع الصينيين هي العمل مع الدول الأخرى التي تمر بوضعية مشابهة، وتواجه تحديات مماثلة"، معتبراً "الهند شريكاً قوياً لنا في هذا الإطار".

ولدى سؤاله عما إذا كانت مرحلة التعاون في العلاقة مع الصين قد انتهت، قطع بلينكن بالنفي، قائلاً: "في بعض القضايا يكون التعاون مصلحة متبادلة لجميع الأطراف"، مشيراً بذلك إلى أزمة المناخ، مؤكداً أن "هذه قضية مهمة لنا جميعاً".

حضور دبلوماسي في أفغانستان

وفي الملف الأفغاني، تحدث بلينكن عن انسحاب القوات الأميركية، ووضع المرأة الأفغانية، مشيراً إلى أن "القوات الأميركية قطعت هذه الرحلة الطويلة إلى كابول قبل 20 عاماً من أجل القصاص ممن هاجمونا في 11 سبتمبر، وحتى نتأكد من أنهم لن يعودوا إلى ذلك مرة أخرى".

وتابع: "الآن يمكننا أن نقول إننا نجحنا في ذلك بدرجة كبيرة، فقد واجه أسامة بن لادن جزاءه العادل قبل 10 سنوات، ولم تعد قدرات تنظيم القاعدة تسمح له بمهاجمتنا مجدداً من أفغانستان".

وشدد وزير الخارجية الأميركي إلى أنه "بعد أن مرت 20 عاماً، وبعد أن أنفقنا تريليونات الدولارات، وفقدنا 4500 جندي أميركي، يجب أن تكون أفغانستان قادرة على رسم ملامح مستقبلها بدعم منا".

وأوضح أن الولايات المتحدة "لا تزال موجودة في أفغانستان من خلال سفارتنا القوية، وبرامج دعم النساء والفتيات، والتنمية الاقتصادية، والمساعدات الإنسانية، وقوات الأمن".

كما أكد أن "الحضور الأميركي في أفغانستان سيبقى عبر بوابة الدبلوماسية، لأن الطريق الوحيد لحسم الصراع في أفغانستان يجب أن يمر عبر مائدة المفاوضات، وليس في ساحة المعركة".

وبشأن دور باكستان في الصراع الأفغاني، أعرب بلينكن عن أمله في أن تضلع إسلام أباد "بدور حيوي في حسم هذا الصراع من خلال ما تتمتع به من نفوذ على حركة طالبان".

ولدى سؤاله عن اجتماع قادة اللجنة الرباعية، التي تضم الهند والولايات المتحدة واليابان وأستراليا (تحالف كواد)، أكد وزير الخارجية الأميركي أن اجتماع القادة تحت مظلة اللجنة، كان "مهماً للغاية".

تحالف "كواد"

وأضاف أن "ما حققناه بالفعل هو جمع 4 ديمقراطيات تفكر بطريقة متشابهة على هدف مشترك للتعامل مع عدد من أهم المشكلات والتحديات التي تواجه بلادنا، أو بالأحرى تواجه المنطقة والعالم بأسره، بدءاً من أزمة جائحة كورونا، من أجل الالتزام بالعمل معاً لتمويل وإنتاج وتوزيع ملايين اللقاحات". 

وعن مدى رضاه عما تحقق من تقدم على هذا الصعيد، قال بلينكن، "أعتقد أننا نتقدم بخطوات ثابتة"، لافتاً إلى أنه "عندما يلتقي القادة في المرة المقبلة، سيكون بمقدورهم تقييم هذا التقدم"، مؤكداً أن فيروس كورونا "يبقى تحدياً جسيماً لنا جميعاً.. إذ أنه منذ الاجتماع الافتراضي الأول للقادة ضربت الموجة الثانية الهند".

وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن شعوره بالفخر لأن الولايات المتحدة كانت قادرة على تقديم المساعدة للهند، ولأن الأخيرة أيضاً "قدمت المساعدة لنا في وقت مبكر من الجائحة عندما كانت تواجهنا تحديات حقيقية".

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة والهند تعملان معاً في "مجالات مختلفة فإلى جانب أزمة كورونا، هناك أيضاً قضايا المناخ، والبنية التحتية، والأمن البحري، والتكنولوجيات الناشئة، بما في ذلك الفضاء الرقمي".

وعن شراء الهند لأنظمة الصواريخ الروسية "إس ـ 400"، وتأثير ذلك على العلاقات الأميركية الهندية، خاصة في ظل قانون "كاتسا" (مكافحة أعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات)، قال وزير الخارجية الأميركي: "حسناً لدينا قوانينا، وسنطبقها، لكننا نقلنا مخاوفنا من هذه الصفقة إلى الهند"، مضيفاً: "لن أستبق الأحداث، وسنرى كيف ستتطور الأمور في غضون الأشهر المقبلة".

ملفات مشتركة

وعن زيارته إلى الهند، أشار بلينكن إلى المباحثات التي أجراها مع نظيره الهندي سوبرامنيام جاي شانكار، وناقشا خلالها على مدى ساعات "العديد من المجالات التي نعمل فيها معاً، لكن تبقى أزمة (كوفيد ـ 19)، والمناخ، والتكنولوجيات الناشئة تبقى في الأولوية".

وقال بلينكن، إنه، إلى جانب هذه القضايا تأتي ملفات أخرى، مثل "العلاقات التجارية والاستثمارية، والجمع بين علمائنا وتكنولوجيينا ومبتكرينا معاً، وتعزيز العلاقات بين الشعبين". 

وأوضح بلينكن أن "الولايات المتحدة تتطلع إلى استقبال 70 ألف طالب هندي في الفصل الدراسي القادم".

وبسؤاله عن موعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الهند، قال بلينكن إنه لا يستطيع "تحديد موعد"، لكنه على يقين من أن الرئيس بايدن "يتطلع بقوة إلى زيارة الهند، وإلى قدوم رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: