رويترز: شركات إعادة التأمين تتحمل غالبية تكاليف إغلاق قناة السويس

time reading iconدقائق القراءة - 4
سفينة الحاويات "إيفر غيفن" إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم أثناء جنوحها في قناة السويس. - REUTERS
سفينة الحاويات "إيفر غيفن" إحدى أكبر سفن الحاويات في العالم أثناء جنوحها في قناة السويس. - REUTERS
لندن- رويترز

قالت مصادر في قطاع التأمين، إن شركات إعادة التأمين ستتحمل معظم تكاليف أزمة السفينة الجانحة التي عطلت حركة المرور عبر قناة السويس، وبمدفوعات من المتوقع أن تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.

وأصيبت سلاسل الإمداد العالمية بحالة من الارتباك عندما جنحت السفينة "إيفر غيفن"، البالغ طولها 400 متر، في القناة يوم 23 مارس، لتستغرق فرق الإنقاذ المتخصصة نحو أسبوع لإعادة تعويمها.

ويعتبر مفهوم إعادة التأمين، ترتيب تتمكن بموجبه شركة التأمين من الدخول بعقد مع معيد التأمين، بهدف تعويض شركة التأمين عن كامل أو بعض الأخطار التي تكتتبها الشركة بشكل مباشر. 

وتوفر هذه الميزة لشركات التأمين، سعة اكتتابية إضافية، تسمح لها قبول المزيد من الأخطار والأعمال، دون اللجوء إلى زيادة رؤوس أموالها. 

وأثر إغلاق القناة على نحو 400 سفينة، فيما اضطر البعض إلى الدوران حول إفريقيا من أجل توصيل الإمدادات إلى الأسواق العالمية.

وغالباً ما يكون لدى السفن تأمين حماية وتعويض، يغطي مطالبات الأطراف الثالثة في مسائل مثل الإضرار بالبيئة والإصابات البشرية. وتغطي خطط تأمين منفصلة الأضرار المادية التي قد تلحق بجسم السفينة أو معداتها.

مطالب بالتعويض

وقال آلان ماكينون، مدير المطالبات لدى "نادي الحماية والتعويض البريطاني"، الجهة المؤمنة على "إيفر غيفن"، إن النادي يتوقع مطالبات بحق مالك السفينة من هيئة القناة عن الأضرار المحتملة وفقد الإيرادات، فضلاً عن مطالبات من بعض مالكي السفن التي تعطلت رحلاتها.

وأبلغ وكالة "رويترز": "أتوقع تلقي مطالبة من السلطات المصرية قريباً، وأن تتوالى مطالبات مالكي السفن الأخرى على مدار الأشهر المقبلة".

وكان أسامة ربيع رئيس هيئة القناة، قال الشهر الماضي، إن الخسائر والأضرار الناجمة عن جنوح السفينة قد تصل إلى حوالي مليار دولار، لكن الرقم الدقيق سيتضح بعد التحقيقات، التي من غير الواضح متى تكتمل.

نوادي الحماية

وسيغطي النادي البريطاني أول عشرة ملايين دولار من خسائر الحماية والتعويض. وما يزيد على ذلك، ستغطيه محفظة أوسع من نوادي الحماية والتعويض، بما يصل إلى 100 مليون دولار، ثم يحل دور شركات إعادة التأمين مثل "لويدز لندن" بما يصل إلى 2.1 مليار دولار.

وتسهم نوادي الحماية والتعويض ضمن جزء إضافي قدره مليار دولار من الغطاء التأميني.

وقال ماكينون عندما سُئل إن كانت المطالبات قد تصل إلى المستويات العليا من الغطاء التأميني بين 2.1 و3.1 مليار دولار: "نحن على ثقة من أننا لسنا في ذلك النطاق على الإطلاق".

وتابع "ليست تلك لحظة حياة أو موت لقطاع الحماية والتعويض. قد تكون مطالبة ضخمة، لكن هيكلنا يسمح لنا بالتعامل مع المطالبات الضخمة".

"خسائر في المتناول"

وقال المحللون لدى "دي بي آر إس مورننغستار"، إن إجمالي الخسائر المؤمن عليها "سيظل في المتناول في ضوء أن إغلاق القناة كان لفترة قصيرة نسبياً".

وكانت "لويدز لندن" قالت الأسبوع الماضي، إن الحادث سيسفر على الأرجح عن "خسارة كبيرة" لسوق التأمين وإعادة التأمين التجاري، لن تقل عن 100 مليون دولار.

وقال يومي شينوهارا، نائب مدير قسم إدارة الأسطول في شركة "شوي كايسن"، مالكة السفينة "إيفر غيفن"، إن الشركة لم تتسلم أي مطالبات تعويض حتى الآن.

ويقول سماسرة، إن التأمين على جسم السفينة ومعداتها في حالة سفن الحاويات التي بحجم هذه السفينة، غالباً ما يكون في حدود 100 إلى 140 مليون دولار.

وقال مصدر تأميني في طوكيو، طلب عدم نشر اسمه، إن الشركات اليابانية الثلاث المؤمنة على جسم السفينة ومعداتها، ستتحمل تكاليف الإنقاذ، وأي رسوم إصلاح لجسم السفينة. وأحجمت "ميتسوي سوميتومو للتأمين"، المؤمن الياباني الرئيسي على جسم السفينة، عن التعليق.

وقالت مصادر أخرى بقطاع التأمين، إن الشركات اليابانية المؤمنة على جسم السفينة ستتقاسم انكشافها مع شركات إعادة التأمين.