واشنطن: لن نترك أستراليا وحدها في مواجهة الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين ووزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون خلال اجتماعهم في واشنطن، 16 سبتمبر 2021 - AFP
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين ووزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون خلال اجتماعهم في واشنطن، 16 سبتمبر 2021 - AFP
دبي - الشرق

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن اتفاق بلاده مع أستراليا لتزويدها بغواصات تعمل بالدفع النووي، "لم يؤد إلى انقسام إقليمي"، مؤكداً تطلع واشنطن إلى الاستمرار في التعاون مع شركائها في الناتو والاتحاد الأوروبي، ولا سيما فرنسا.

وشدد الوزير الأميركي على أن "الولايات المتحدة لن تترك أستراليا وحدها في مواجهة هذه الضغوط، وقد قلنا علناً وخلف الكواليس إننا سنتصدى لأي محاولات من بكين لإيذاء حلفائنا".

جاءت تصريحات بلينكن في مؤتمر صحافي بعد اجتماعات بين وزراء خارجية ودفاع الولايات المتحدة وأستراليا بواشنطن، غداة إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا إمداد أستراليا بتكنولوجيا تصنيع غواصات
تعمل بالطاقة النووية، ما يؤثر على صفقة غواصات فرنسية لأستراليا.

واعتبر بلينكن أن العلاقات بين واشنطن وباريس "تعود إلى أجيال ونريد أن نستفيد من كل فرصة لكي نعمق هذه العلاقات في منطقة المحيطين الهادئ الهندي، وفي العالم"، موضحاً أنه تواصل مع "الشركاء الفرنسيين" بعد الإعلان عن اتفاق الشراكة مع لندن وكانبرا.

وأشار بلينكن إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن عن فصل تاريخي جديد في الشراكة الأمنية مع بريطانيا وأستراليا، لافتاً إلى أن مبادرة "أوكوس" تعكس الالتزام المشترك بالعمل لحماية السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهادئ الهندي، مشيراً إلى أن المبادرة "تهدف إلى منح البحرية الأسترالية القدرة على استخدام الغواصات النووية".

الضغوط الصينية

وقال بلينكن إن أستراليا "شاركت في عدد من الجهود والمبادرات للتحقيق في وباء فيروس كورونا، وأكدت أنها لن تتراجع أمام الضغوطات"، وذلك في إشارة إلى الخلاف بين الصين وأستراليا بسبب دعم الأخيرة لمطالب التحقيق في منشأ الفيروس.

وأضاف أن "الولايات المتحدة لن تترك أستراليا وحدها في الميدان في مواجهة هذه الضغوط، وقد قلنا علناً وخلف الكواليس إننا سنتصدى لأي محاولات من بكين لإيذاء حلفائنا".

وأكد أن واشنطن تسعى من خلال الشراكة مع أستراليا إلى "تعزيز حكم القانون وحرية الملاحة مع احترم سيادة كل الدول"، معتبراً أن السنوات الأخيرة "برهنت أن هذا التحالف لا يمكن فضه" خصوصاً في ظل عمل البلدين "للدفاع عن النظام العالمي الذي يتيح التعاون بين الدول".

حوار بلا شروط مسبقة

بدورها أكدت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين أن التحالف بين بلادها والولايات المتحدة "شكل منصة من الأمان أتاح عقوداً من الازدهار الاقتصادي".

وقالت إن المنافسة الاستراتيجية مع الصين وعدد من الدول "تتطلب الاستحابة والرد وزيادة المرونة، لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك مجالات بناءة للتعاون مع الصين"، مؤكدة أن أستراليا "تسعى دائماً إلى الدخول في حوار مع الصين من دون شروط مسبقة".

وشددت على ضرورة "الحفاظ على النظام العالمي الذي حمى عقوداً من الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة"، مؤكدة أهمية الدور الأميركي في هذا الصدد، خصوصاً في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.

الردع ضد الصين

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن مساعدة أستراليا على حيازة الغواصات العاملة بالطاقة النووية "من شأنه تحسين قدرة البحرية الأسترالية، وإمكاناتها الدفاعية".

وأضاف كما أنه "سيساعد أيضاً في ما أسميه قدرة الردع المتكاملة في المنطقة، من حيث تمكن الولايات المتحدة، والجيش الأميركي من العمل بفاعلية أكبر مع الحلفاء والشركاء في حماية المصالح الدفاعية المشتركة، بما في ذلك مواجهة التحديات الأمنية".

وكشف أن المحادثات بين الولايات المتحدة وأستراليا تطرقت بالتفصيل إلى ما وصفه بـ"أنشطة بكين المقوضة للاستقرار ومحاولاتها لترهيب دول أخرى على عكس ما تفرضه القواعد والقوانين".

وأكد أنه على الرغم من سعي البلدين إلى إقامة علاقة بناءة مع الصين، إلا أنهما "سيسعيان دائماً للتصدي لمحاولاتها لتقويض النظام العالمي"، على حد تعبيره.

وأشار أوستن إلى أن واشنطن وقعت اتفاق مبادئ لتعزيز وتطوير القدرات الدفاعية الأسترالية، مجدداً التأكيد على عمل واشنطن مع حلفائها لـ"تعزيز المصالح المشتركة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، لافتاً إلى أن "الشراكة مع أستراليا ترتكز على مجموعة من القضايا الاستراتيجية الأساسية".

نشر قدرات عسكرية

من جانبه، أكد وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون أن الاتفاق مع الولايات المتحدة يتضمن نشر قدرات أميركية عسكرية في أستراليا، مشدداً على أن الشراكة مع الولايات المتحدة "تهدف إلى الحفاظ على أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

وكشف أن البلدين توصلا إلى اتفاقات جديدة بشأن زيادة التعاون في مجال القوات الجوية عبر عمليات
انتشار دورية لجميع أنواع الطائرات العسكرية الأمريكية في أستراليا.

وكان رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون، أعلن، الأربعاء، أنّ بلاده ستستحوذ في إطار الشراكة الأمنية الجديدة التي أطلقتها مع الولايات المتحدة وبريطانيا على غواصات تعمل بالدفع النووي.

وأثار قرار أستراليا الانضمام إلى شراكة أمنية جديدة في المحيطين الهندي والهادئ مع الولايات المتحدة وبريطانيا، تمكّنها من امتلاك غواصات تعمل بالطاقة النووية، إحباطاً في فرنسا التي اعتبرته "خطراً"، وتحدثت عن "إحساس بالخيانة" بعد فسخ أستراليا لعقد شراء غواصات فرنسية.

وأدانت الصين، الخميس، ما قالت إنه "العقد غير المسؤول بين الولايات المتحدة وأستراليا بشأن غواصات ذات دفع نووي".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تجاو ليجيان، إن "التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا في مجال الغواصات النووية يزعزع بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين، ويكثف سباق التسلح ويقوّض الجهود الدولية نحو عدم انتشار الأسلحة النووية".

اقرأ أيضاً: