صربيا تتعهّد بحماية رعاياها في كوسوفو والتفاوض من أجل "حل وسط"

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش خلال مؤتمر صحافي بعد قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان في بروكسل - 23 يونيو 2022 - Bloomberg
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش خلال مؤتمر صحافي بعد قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان في بروكسل - 23 يونيو 2022 - Bloomberg
دبي - الشرق

أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أن بلاده ستتفاوض مع كوسوفو خلال الأيام العشرة المقبلة، لمحاولة تسوية نزاع يمسّ عشرات الآلاف من صرب الإقليم، الذين يواجهون مهلة نهائية في مطلع سبتمبر المقبل، لتغيير بطاقات هويتهم ولوحات سياراتهم. وتعهد بحماية هؤلاء من "المجازر"، إن لم يفعل حلف شمال الأطلسي "الناتو" ذلك.

أثار طلب السلطات في كوسوفو أن يعتمد أفراد الأقلية الصربية، وثائق صادرة عن الحكومة ذات الأغلبية الألبانية في بريشتينا، توتراً، الشهر الماضي على الحدود مع صربيا. ودفع هذا التصعيد الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم محادثات بين فوتشيتش ورئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، اللذين التقيا في بروكسل الأسبوع الماضي، لكنهما لم يحرزا أيّ تقدّم ملحوظ، حسبما أفادت "بلومبرغ".

جاء ذلك بعدما دفع ضغط مارسه الغرب، كورتي إلى إرجاء تنفيذ القرار لشهر، حتى 1 سبتمبر، إذ يُتوقّع حدوث مزيد من المشكلات، إن لم يتوصّل الطرفان إلى تسوية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وزار وزير داخلية كوسوفو، شيلال سفيكلا، وحدات شرطة الإقليم المتمركزة قرب الحدود الشمالية مع صربيا، معرباً عن أمله بعدم حصول مشكلات عندما يبدأ تطبيق الإجراءات الجديدة في مطلع سبتمبر. وقال: "مصلحتنا المشتركة هنا تكمن في أن هذه الأرض لنا ولن نتنازل عنها بأيّ ثمن".

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى مخاوف واسعة في الغرب، من أن موسكو قد تشجّع حليفتها صربيا على تنفيذ تدخل مسلّح في شمال كوسوفو، سيفاقم زعزعة الاستقرار في البلقان ويحوّل بعض انتباه العالم والناتو عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

العمل من أجل حل وسط 

وقال فوسيتش في بلجراد: "ليس لدينا خيار آخر سوى الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن". وأعلن أن صربيا "ستعمل بجدية" للتوصّل إلى "حلّ وسط في الأيام العشرة المقبلة".

وشدد على وجوب منع "عصابات" ألبان كوسوفو من العبور إلى شمال كوسوفو، حيث يقيم معظم صرب الإقليم. واتهم حكومة كوسوفو بـ"الاهتمام فقط بإلغاء أي أثر للدولة الصربية في كوسوفو"، كما زعم أنها تريد "إبعاداً نهائياً للشعب الصربي من كوسوفو"، علماً أن بريشتينا تنفي ذلك.

وأضاف فوتشيتش: "ليس لدينا مكان نذهب إليه، نحن محاصرون. أضمن أننا لن نشهد قوافل للاجئين، وسننقذ شعبنا من الاضطهاد والمجازر، إذا لم يرغب الناتو في فعل ذلك"، بحسب "أسوشيتد برس".

وشدد كورتي على أن كوسوفو تحترم حقوق الأقليات، ودحض مزاعم فوتشيتش وحضّ الصرب في الإقليم على الامتثال لأمر الحكومة باعتماد وثائق صادرة عن كوسوفو، بحسب "بلومبرغ".

حرب كوسوفو

يقيم أكثر من 100 ألف صربي في كوسوفو، التي يقطنها نحو 1.8 مليون فرد، بعدما فرّ أكثر من 200 ألف شخص إثر الحرب بين القوات الصربية والانفصاليين الألبان، عامَي 1998 و1999.

انتهى النزاع بطرد القوات الصربية، بعد تدخل الناتو. وأعلنت كوسوفو استقلالها في عام 2008، لكن معظم الصرب الذين بقوا في الإقليم، ما زالوا موالين لبلجراد التي ترفض قبول انفصال كوسوفو.

ويحتفظ الناتو بقوة لحفظ سلام في كوسوفو منذ الحرب، تضمّ الآن نحو 3800 جندي. وأعلنت الوحدة أنها "مستعدة للتدخل إذا تعرّض الاستقرار للخطر"، بعدما أغلق أفراد من الأقلية الصربية الطرق هذا الشهر.

تطمح صربيا وكوسوفو إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، ولكن عليهما إصلاح علاقاتهما كي يصبحا مؤهلين للعضوية. وبعد محادثات دامت أكثر من عقد، بوساطة من الاتحاد، لم يحقق الجانبان سوى تقدّم ضئيل.

وتصرّ بلجراد على نيل أفراد الأقلية الصربية بعضاً من الحكم الذاتي في كوسوفو، التي تطالب صربيا بأن تعترف أولاً باستقلال الإقليم.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات