روسيا تشكو "تهديداً مباشراً" بعد تعهد أوكرانيا باستعادة القرم

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبابة للجيش الأوكراني تطلق النار خلال تدريبات عسكرية قرب الحدود مع شبه جزيرة القرم - 17 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبابة للجيش الأوكراني تطلق النار خلال تدريبات عسكرية قرب الحدود مع شبه جزيرة القرم - 17 نوفمبر 2021 - REUTERS
موسكو – أ ف ب

اعتبرت روسيا أن حديث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن استعادة شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو في عام 2014، يشكّل "تهديداً مباشراً" لها، في ظلّ توتر متصاعد بين الجانبين.

جاء ذلك بعدما قال زيلينسكي، في خطاب ألقاه أمام البرلمان الأربعاء، إن "تحرير" القرم هو "هدف" و"فلسفة وطنية". وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن زيلينسكي كان يتحدث بذلك عن جهود كييف في هذا الصدد على الصعيد الدبلوماسي، وليس عن تدخل عسكري.

ويشهد شرق أوكرانيا نزاعاً بين القوات الحكومية وانفصاليين موالين لموسكو، اندلع في عام 2014، بعد ضمّ موسكو للقرم، وأسفر عن مصرع أكثر من 13 ألف شخص. وتراجعت حدة الاشتباكات كثيراً، منذ إبرام اتفاقات مينسك للسلام في عام 2015، لكن الإقليم لا يزال يشهد عنفاً بشكل منتظم.

"خطاب عدائي"

وعلّق الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على تصريحات زيلينسكي، قائلاً: "نرى ذلك كتهديد مباشر موجّه إلى روسيا". واعتبر أن "مثل هذه الصياغة تعني أن لدى نظام كييف نية لاستخدام كل الوسائل، بما في ذلك القوة، للتعدّي على الأراضي الروسية".

وندّد بيسكوف بـ"خطاب عدائي" للسلطات الأوكرانية، معرباً عن خشيته من عملية عسكرية تنفذها كييف في شرق البلاد. ورأى أن "احتمال حصول عمل عسكري" أوكراني في أقاليم الشرق "يبقى مرتفعاً"، وتابع: "نلاحظ زيادة في كثافة الأعمال المستفزة على خطّ التماس". وتحدث عن "موضوع يثير قلقاً كبيراً بالنسبة إلينا"، متّهماً كييف بعدم احترام اتفاقات مينسك، التي لم يُطبّق شقّها السياسي، بحسب "فرانس برس".

وأشارت الوكالة إلى أن العلاقات بين موسكو وكييف تشهد توتراً بلغ ذروته قبل أسابيع، بعد اتهام روسيا بنشر ما لا يقلّ عن 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا، في ظلّ مخاوف من غزو وشيك لأراضيها.

في المقابل، تنفي روسيا الاتهامات في هذا الصدد، وتعتبر أن كييف تشكّل "تهديداً" لها، كما ترفض تمدّد حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى حدودها.

مسيّرات تركية

وتساءلت "فرانس برس" هل تخطّط موسكو فعلاً لغزو أوكرانيا، مشيرة إلى نشر تسجيلات مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي، في أواخر أكتوبر، تُظهر تحرّك قوات روسية ودبابات وصواريخ نحو الحدود الأوكرانية. ودفع ذلك وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى تحذير موسكو من ارتكاب "خطأ فادح" آخر، كما حدث في عام 2014.

وذكّرت الوكالة بأن روسيا عزّزت قواتها على الحدود الأوكرانية، في الربيع الماضي، قبل سحبها بعد وقت وجيز على إعلان الرئيسين، الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، عقد قمة بينهما.

وأضافت أن خبراء يرون أن بوتين قد يعتمد الحيلة ذاتها، مع استمرار المحادثات بشأن عقد قمة ثانية. وأشار آخرون إلى أن أوكرانيا أغضبت روسيا، باستخدامها طائرات مسيّرة مُصنّعة في تركيا، وهي عضو في الناتو، ضد الانفصاليين في أقاليم الشرق.

سابقة جورجيا

وذكّرت الوكالة بأن بوتين نشر مقالاً في يوليو الماضي، وصف فيه أوكرانيا بأنها معقل تاريخي للشعب السلافي، مضيفاً: "لن نسمح أبداً باستخدام أراضينا التاريخية والأشخاص القريبين منا المقيمين فيها، ضد روسيا. وللذين سيشرعون في محاولة مماثلة، أقول لهم إنهم بهذه الطريقة سيدمّرون بلادهم".

ونقلت "فرانس برس" عن ألكسندر بونوف، وهو باحث في "معهد كارنيجي" في موسكو، قوله إنه "لا يستطيع تخيّل غزو من دون سبب"، متسائلاً عمّا ستكسبه روسيا من ذلك.

لكن الوكالة لاحظت أن عمليات عسكرية روسية أخرى تطوّرت بسرعة، إذ قصفت موسكو أهدافاً في جورجيا، في عام 2008، بعدما أرسل رئيسها آنذاك ميخائيل ساكاشفيلي قوات لمحاربة انفصاليين.

وقارن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي الشهر الماضي، الوضع الحالي في أوكرانيا بالوضع في جورجيا عام 2008، وحضّ زيلينسكي على الامتناع عن ارتكاب الخطأ الذي ارتكبه ساكاشفيلي، مذكّراً إياه بأن "ذلك كلّفه غالياً".

اقرأ أيضاً: