
اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خطاب الأربعاء، أن بلاده نجت من "حرب اقتصادية خاطفة" بعد العقوبات الدولية التي فُرضت عليها إثر غزوها أوكرانيا، في ظلّ تكهنات بأن روسيا قد تتجه إلى "تضخم على الطراز السوفيتي"، حسبما أفادت "بلومبرغ".
واعتبر بوتين في خطاب عبر الفيديو كونفرانس لحكومته، أن "الحقائق الجديدة ستتطلّب تغييرات هيكلية عميقة في اقتصادنا"، مضيفاً: "لن يكون الأمر سهلاً. سيؤدي إلى زيادة مؤقتة في التضخم والبطالة".
وأقرّ بأن "ارتفاع الأسعار يمسّ دخل الناس بشكل خطر"، معتبراً أن "أهم مهمة" للحكومة تتمثل في ضمان إمدادات كافية من السلع الاستهلاكية، وخصوصاً الأدوية الأساسية، للحدّ من ارتفاع الأسعار.
يأتي ذلك بعدما دفعت العقوبات الغربية، المصرف المركزي الروسي إلى رفع سعر الفائدة الرئيس بأكثر من الضعف إلى 20%، محاولاً وقف انهيار الروبل. كذلك تواجه روسيا هجرة جماعية لشركات أجنبية واستثمارات، بعد غزوها لأوكرانيا، بحسب "بلومبرغ".
ندرة الأغذية الأساسية
وتراجع التضخم بشكل طفيف من أعلى مستوياته قبل عقود، لكن ثمة دلائل على أن ندرة المواد الغذائية الأساسية والسلع المستوردة تتزايد بعد العقوبات.
وارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 2.09% في الأيام السبعة المنتهية في 11 مارس، مقارنة بـ2.22% في الأسبوع السابق، كما أعلنت دائرة الإحصاء الفيدرالية الأربعاء. وتسارع التضخم السنوي إلى 12.54% بدءاً من 11 مارس، بعدما سجّل 10.42% في الأسبوع السابق، وفقاً لوزارة الاقتصاد الروسية.
ونقلت "بلومبرغ" عن ألكسندر أبراموف، وهو متخصّص في الأسواق المالية بجامعة "رانيبا" المملوكة للدولة في موسكو، أن روسيا ربما تتجه نحو "تضخم على الطراز السوفيتي"، لا يتجلّى في ارتفاع التكاليف ولكن من خلال عجز في السلع.
وأضاف: "الخطر الأساسي الآن يكمن في ظهور نقص في السلع الأساسية اليومية المستوردة، وكذلك السلع التي تدوم لفترة أطول. لم يعُد الكثير منها متاحاً في المتاجر، كما سجّلت الأسعار في المتاجر الإلكترونية ارتفاعاً حاداً".
وأدى انهيار الروبل، والعقوبات، إلى إبقاء معدل التضخم قرب مستويات لم تشهدها روسيا منذ تخلّفها عن سداد ديونها في عام 1998. واندفع مستهلكون لإجراء عمليات شراء في الأيام الأخيرة، تحسّباً لمزيد من الزيادات في الأسعار، إذ إن هجرة الشركات العالمية فاقمت مخاوف من ندرة في السلع.
ورجّح سكوت جونسون من "بلومبرغ إيكونوميكس"، أن "تستمرّ العقوبات في رفع الأسعار لأشهر مقبلة، حتى بعد تلاشي التأثيرات الأولية على الروبل".
شاهد أيضاً: