الولايات المتحدة قلقة من مساعي الصين لتعزيز ترسانتها النووية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الأميركي جو بايدن لدى وصوله إلى جنيف - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن لدى وصوله إلى جنيف - REUTERS
جنيف-أ ف بالشرق

أعربت الولايات المتحدة، الخميس، عن قلقها عقب تقارير أفادت بأن الصين تعزز ترسانتها النووية، داعية بكين إلى الدخول في حوار، لتجنب سباق تسلح جديد.

وقال السفير الأميركي، في مؤتمر نزع السلاح بجنيف، روبرت وود للصحافيين:"من مصلحة الجميع أن تتناقش القوى النووية، مع بعضها البعض مباشرة، بشأن الحد من المخاطر النووية، وكيفية تجنب سوء التقدير".

واعتبر وود أن ذلك "مقلق للغاية"، مضيفاً: "طالما أن الصين لا تجلس مع الولايات المتحدة على المستوى الثنائي، فإن خطر حدوث سباق تسلح مدمر، سيستمر في الازدياد، ولن يكون في مصلحة أحد".

وأشار الدبلوماسي إلى أن الصين تدعي أنها "قوة نووية مسؤولة"، وأن "ترسانتها الصغيرة جداً جداً، لها غرض دفاعي فقط، لكن عندما ترى الكثير مما تفعله الصين، تجد أنه يتعارض مع ما تقول".

وتحدث روبرت وود عن سلسلة من أنظمة الأسلحة الجديدة، التي ستسعى الصين إلى تطويرها، بينها صواريخ قادرة على بلوغ الولايات المتحدة، والتي من الممكن أن تتسبب في "تغيير ديناميكيات الاستقرار الاستراتيجي العالمي بالكامل"، على حد تعبيره.

وتتمثل إحدى المشاكل الرئيسية بالنسبة للسفير الأميركي في "الافتقار للشفافية"، في مدينة يومين الصينية، التي لا تقدم أي تفاصيل حول ترسانتها النووية.

سباق نووي

وفي أول تقييم صدر العام الماضي، عن القدرة النووية لبكين، قدرت وزارة الدفاع الأميركية أن لديها "أكثر من 200 رأس حربي، ورجحت أنها تريد مضاعفة عددها في العقد المقبل".

وتابع وود في هذا الصدد "نقول إن برنامج الأسلحة النووية الصيني، قادر على مضاعفة مخزونه، خلال السنوات العشر المقبلة، لكن قد يكون العدد أعلى من ذلك"، مبيناً أنه "إذا لم تجلس إلى طاولة المفاوضات، فمن الصعب معرفة ما تفعله الصين".

ويعتبر العدد التقديري للرؤوس النووية الذي يحتفظ به الصينيون، أقل بكثير من العدد الذي بحوزة واشنطن وموسكو، والذي يبلغ أكثر من 11 ألف رأس.

توسع نووي 

وكانت صحيفة "واشنطن بوست"، ذكرت مطلع الشهر الجاري، أن الصين بدأت تشييد أكثر من 100 منصة إطلاق جديدة للصواريخ البالستية العابرة للقارات في صحراء بالقرب من مدينة يومين، شمال غربي البلاد، في موجة بناء ربما تكون مؤشراً على "توسع كبير في القدرات النووية لبكين".

وقالت الصحيفة إن صور الأقمار الصناعية التجارية التي حصل عليها باحثون في مركز "جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار" في مونتيري بولاية كاليفورنيا الأميركية، تُظهر الأعمال الجارية في عشرات المواقع عبر شبكة تغطي مئات الأميال المربعة من التضاريس القاحلة في مقاطعة غانسو الصينية.

وتحتوي على مواقع البناء الـ119 المتطابقة تقريباً، على معالم تماثل تلك التي شوهدت في منشآت الإطلاق الحالية لترسانة الصين من الصواريخ البالستية ذات الرؤوس النووية.

"تحول تاريخي"

ورجحت "واشنطن بوست"، أن حيازة أكثر من 100 منصة إطلاق صواريخ جديدة، في حالة اكتمالها، ستمثلُ تحولاً تاريخياً للصين، البلد الذي يُعتقد أنه يمتلك مخزوناً متواضعاً نسبياً من 250 إلى 350 سلاحاً نووياً. 

ووفقاً للصحيفة، يبدو العدد الفعلي للصواريخ الجديدة المخصصة لتلك المنصات غير معروف، وربما يكون أصغر بكثير، إذ نشرت الصين منصات إطلاق صواريخ للتمويه في الماضي، كما وصف لويس، وهو مدير "برنامج شرق آسيا لمنع انتشار الأسلحة النووية" في "مركز دراسات عدم الانتشار"، في ملخص للنتائج التي توصل إليها قدمه إلى صحيفة "واشنطن بوست"، حجم موجة البناء بأنه "مذهل".

شاهد أيضاً: