"رسالة إلى إيران".. مناورات عسكرية إسرائيلية في قبرص والبحر الأحمر

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في غرفة قيادة العمليات لمتابعة تدريبات الجيش الإسرائيلي في قبرص - 2 يونيو 2022 - AFP
رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في غرفة قيادة العمليات لمتابعة تدريبات الجيش الإسرائيلي في قبرص - 2 يونيو 2022 - AFP
القدس/ دبي -أ ف بالشرق

 أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات جوية وبحرية وبرية في قبرص والبحر الأحمر وفوق البحر المتوسط في إطار استعداده لمختلف السيناريوهات مع إيران "بما في ذلك مواجهة أذرعها، لا سيما حزب الله عبر محاكاة اجتياح بري للبنان"، حسبما ذكرت تقارير إسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، انتهائه من مناورات "عربات النار"، التي قال إنها تستهدف "الاستعداد والتدريب لمواجهة أي سيناريو محتمل في ظل التهديدات الإيرانية". 

ووزع الجيش الإسرائيلي مجموعة من الصور ومقاطع فيديو من المناورات في البحر الأحمر، ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية بعناوين مختلفة، اتفقت جميعها على اعتبارها "رسالة إلى إيران".

ويتزامن ذلك مع توتر ناتج عن توقف محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، التي بدأت بين طهران والقوى الكبرى في نوفمبر الماضي، بهدف منع إيران من تطوير سلاح نووي.  

وتعارض إسرائيل بشدة الاتفاق النووي المبرم في 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة في 2018، وتعهد الإسرائيليون بـ"القيام بكل ما يلزم لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي". 

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، الأربعاء، إن "عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية أجرت تدريبات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط لمحاكاة الطيران البعيد المدى". وأضاف أن الطائرات نفذت، الثلاثاء، تدريبات "محاكاة لرحلة طيران بعيدة المدى والتزود بالوقود في الجو وضرب أهداف بعيدة". 

وأكدت تقارير بوسائل الإعلام الإسرائيلية، أن هذه التدريبات تستهدف الاستعداد لـ"تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في عمق إيران".

وأكد الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن طواقم من "السفن الحاملة للصواريخ وأساطيل الغواصات أكملت "تدريباً معقداً وطويلا في البحر الأحمر" عقب انطلاقها من قاعدة عسكرية بحرية في ميناء إيلات.

 ونقل البيان عن القائد العام للبحرية ديفيد ساعر سلمي أن "هذا التدريب الموسع يحاكي سيناريوهات مختلفة بينها تأكيد التفوق العسكري البحري والحفاظ على حرية الإبحار في البحر الأحمر". 

تدريبات قبرص

وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل مناورات للقوات الإسرائيلية، لا سيما البرية والبحرية منها، في قبرص، مؤكدة أنها تستهدف "التدريب على تنفيذ اجتياح بري للبنان ومواجهة حزب الله، في إطار سيناريو موسع للمواجهة الإسرائيلية مع إيران، التي قد تلجأ إلى الاستعانة بأذرعها في المنطقة".

وكان الأمر أثار احتجاجاً لبنانياً رسمياً، حتى أن وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب استدعى سفير قبرص لدى بيروت بانايوتيس كيرياكو، مستوضحاً حول التدريبات العسكرية المشتركة مع إسرائيل، وحقيقة أنها موجهة ضد لبنان.

"ما وراء الأفق"

ونفى كيرياكو "هذا الأمر جملة وتفصيلاً"، مشيراً إلى أن "هدف هذه التمارين هو تدريب الحرس الحدودي للدفاع عن الجزيرة القبرصية".

وأكدت قبرص مشاركتها في المناورات الإسرائيلية، مشددة على أنها لا تسعى إلى استهداف طرف ثالث. 

وقالت وزارة الدفاع القبرصية، في بيان، إن التدريبات تدل على "العلاقات الممتازة بينها وبين إسرائيل في مجالي الدفاع والأمن"، وإن المناورات "تستند إلى تصورات ولا تستهدف أي دولة أخرى في المنطقة". 

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الثلاثاء، بعد زيارة إلى قبرص استغرقت يوماً واحداً، إن "هذه ذروة واحد من أكبر التدريبات التي أجريناها منذ سنوات وأكثرها شمولاً".

وأطلق الجيش الإسرائيلي على التدريبات في قبرص اسم "ما وراء الأفق"، وأوضح أن إحدى فوائده تدريب القوات في منطقة جبلية غير مألوفة ذات مساحة ساحلية شبيهة بلبنان، مع توفير تحد رئيسي آخر هو البعد عن إسرائيل، بما يعنيه ذلك من تحدي لوجيستي صعب للجيش، وسمح للقوات بالعمل بشكل مستقل.

مشاركة يونانية وإيطالية

بحسب صحيفة "يسرائيل هايوم"، وصل آلاف الجنود والقادة الإسرائيليين إلى قبرص، بمشاركة لواء كوماندوز ولواء مظلات، بالإضافة إلى القوات الجوية والبحرية وقوات الاحتياط، ووحدة الكلاب أيضاً.

وشارك في نقل القوات الإسرائيلية، سفن إنزال يونانية وسفينة إيطالية، فيما نقلت بقية القوات والمعدات إلى قبرص بواسطة طائرات سلاح الجو وطائرات مروحية. 

 كما شاركت في التمرين أسراب مروحيات هجومية وسرب طائرات مروحية غير هجومية، مع التدريب على إجلاء الجرحى، وجمع ومساعدة وإسقاط معدات لوجيستية من الجو "في عمق العدو" لدعم القوات البرية وتغيير المهام العملياتية والسيطرة على القوة في أعماق أراضي العدو بمسافة عشرات الكيلومترات.

وشملت التدريبات أيضاً مهاجمة مناطق القيادة والسيطرة والمواقع العسكرية في المنطقة، ومداهمة أهداف نوعية ومناطق إطلاق استراتيجية، ومداهمة أهداف نوعية في المنطقة.

ولفتت "يسرائيل هايوم" إلى أن الجيش الإسرائيلي أدرك أن التدريبات في قبرص أثارت انتباه الكثيرين، وليس فقط حزب الله، مشيراً إلى حرص "جيوش أجنبية" على متابعتها، من خلال أساطيلها التي ظلت تجوب الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط خلال عمليات الجيش الإسرائيلي، الذي اضطر إلى تغيير بعض العمليات التي خطط لها من أجل عدم الكشف عن قدرات القوات وخطة التدريبات.

تصنيفات