دول تدق ناقوس الخطر.. هل عاد كورونا إلى التفشي مجدداً؟

time reading iconدقائق القراءة - 8
عاملان يرتديان معدات الحماية أثناء تعقيم محطة كازانسكي في العاصمة الروسية موسكو وسط تفشي كورونا - 2 نوفمبر 2021 - REUTERS
عاملان يرتديان معدات الحماية أثناء تعقيم محطة كازانسكي في العاصمة الروسية موسكو وسط تفشي كورونا - 2 نوفمبر 2021 - REUTERS
دبي -الشرقوكالات

رغم الإجراءات الشديدة التي اتخذتها دول العام منذ ما يقارب العامين لمواجهة تفشي جائحة كورونا، إلى جانب حملات التطعيم المكثفة التي وصلت إلى نصف سكان الأرض تقريباً، إلا أن الآونة الأخيرة شهدت بعض المؤشرات المقلقة حيال عودة الفيروس إلى التفشي مجدداً.

السلطات الصحية في الصين وروسيا وألمانيا وهولندا ودول عديدة أخرى، حذّرت من خروج الوضع الوبائي عن السيطرة في ظل ارتفاع إصابات كورونا، وفي وقت اتخذ البعض إجراءات عاجلة لاحتواء أي انتشار محتمل، دعت أخرى مواطنيها إلى الإقبال على تلقي اللقاح في أسرع وقت ممكن. 

ومنذ أعلنت منظمة الصحة العالمية، ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الصين نهاية ديسمبر 2019، توفي أكثر من 5 ملايين شخص جراء الفيروس، وفق بيانات وكالة "فرانس برس"، في حين تأكدت إصابة أكثر من 248 مليون شخص حتى الآن. 

الصين.. الاستعداد للطوارئ

بعد أن بدت بلاد المليار ونصف المليار نسمة تقريباً قد تخطت بالفعل أزمة كورونا في ضوء نجاح الهيئات الصحية بالوصول إلى صفر إصابات على مدى أشهر طويلة، إلا أن الإجراءات المتخذة حديثاً أعادت التساؤل حيال مدى جدية الوضع الوبائي.

فجأة ودون سابق إنذار دعت بكين السكان إلى تخزين المواد الغذائية تحسباً لأي حالة طوارئ، وأعلنت إغلاقاً عاماً في مدينة لانتشو التي يبلغ تعدادها السكاني 4 ملايين نسمة، في حين أمرت المواطنين بعدم مغادرة منازلهم إلا للطوارئ، سعياً لاحتواء موجة إصابات محلية بفيروس كورونا.

وتأتي قرارات الإغلاق هذه في وقت سجلت الصين 29 إصابة جديدة. وأشار مسؤولون إلى أن تحركات السكان ستخضع لـ"ضوابط صارمة وستقتصر على جلب الأساسيات أو العلاج الطبي"، مُحذرين من احتمال ظهور إصابات جديدة مع تكثيف الفحوص في الأيام المقبلة لمكافحة موجة الإصابات التي قيل إنها على صلة بمجموعة من سياح الداخل.

وذكرت تقارير حديثة أن التفشي الأخير للفيروس في الصين يرتبط بانتشار متحور "دلتا"، الأكثر عدوى، إذ ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 198 حالة منذ 17 أكتوبر.

وكانت بكين فرضت قيوداً شديدة على الحدود، بعد الإعلان عن ظهور الفيروس للمرة الأولى أواخر عام 2019، ما أدى إلى تراجع الإصابات بشكل كبير وسمح للاقتصاد بالتعافي.

هولندا.. إعادة فرض القيود

أما هولندا التي نجحت في احتواء الفيروس معظم فترات انتشاره عالمياً، أعلن رئيس وزرائها مارك روتي، إعادة فرض بعض القيود الصحية، من بينها إلزامية الكمامات في الأماكن العامة، وذلك بهدف مواجهة الارتفاع في أعداد الإصابات، لتكون بذلك من أوائل دول أوروبا الغربية التي تعيد فرض القيود.

وقال روتي، إن الحكومة ستعيد أيضاً تطبيق التباعد الاجتماعي لمسافة 1.5 متر، وتمديد استخدام التصاريح الصحية في الأماكن العامة، على غرار المتاحف وباحات المطاعم، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي أن "الإصابات وحالات الاستشفاء ترتفع بسرعة".

وأوضح أن وضع الكمامات سيصبح إلزامياً في المتاجر وعدة أماكن، مثل صالونات تصفيف الشعر ومراكز التدليك، في وقت لا يزال ارتداء الكمامات إلزامياً داخل المواصلات العامة. كما نصح أيضاً بالعمل من المنزل لنصف الأسبوع على الأقل، وكذلك تجنب التنقل في ساعات الذروة.

ومنذ بدء الأزمة الصحية، سجّلت هولندا التي تضم أكثر من 17 مليون نسمة، 18 ألفاً و400 حالة وفاة جراء الوباء، بينما تلقى نحو 84% من السكان البالغين اللقاح ضد الفيروس.

وتأتي هذه الخطوة بعد أقل من شهرين على قيام السلطات بتخفيف الإجراءات.

ألمانيا.. الأسرة تنفذ مجدداً

في ألمانيا، قرع وزير الصحة يانس شبان ناقوس الخطر الأربعاء، بعد إعلانه أن البلاد تشهد تفشياً كبيراً لوباء كورونا بين غير الملقحين، داعياً إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة للحد من الجائحة.

وقال شبان في مؤتمر صحافي "نواجه حالياً جائحة هائلة تتعلق بغير المحصنين بشكل أساسي"، مشدداً على أن عدد أسرّة العناية المركزة بدأ ينفد من جديد. وأبلغ معهد "روبرت كوخ" الصحي، الأربعاء، عن أكثر من 20 ألف إصابة جديدة في غضون 24 ساعة وعن 194 وفاة. 

من جانبه، أشار رئيس المعهد لوثر ويلر، إلى أن "الموجة الرابعة من الوباء تنتشر للأسف كما كنا نخشى لأن عدد الملقحين غير كافٍ"، معرباً عن أسفه لأن شروط دخول الأماكن العامة أو المطاعم أو المسارح لم تكن تطبق بشكل كافٍ".

ودعا الوزير جميع الأقاليم إلى تشديد التدابير الخاصة بغير الملقحين في حال تفشى الوباء، بمنعهم من دخول أماكن عامة معينة أو بإلزامهم إجراء اختبار الكشف عن الفيروس باهظ الثمن.

وعاد الوباء ليتفشى بقوة في بلد تأثر بشدة خلال فصلي الخريف والشتاء السابقين، وظن أنه طوى صفحة فيروس كورونا جزئياً.

وأعربت المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، عن أسفها لأن "مليونين أو 3 ملايين ألماني فوق 60 عاماً لا يزالون غير محصنين". وتلقى 55.6 مليون شخص في ألمانيا جرعتين من اللقاح، أي 66.8 % من السكان.

روسيا.. بوتين يطلب دعم الجيش 

الوضع الوبائي على أراضي روسيا الاتحادية لا يبدو أفضل حالاً من الشق الغربي للقارة الأوروبية، إذ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، منذ يومين فقط، أن البلاد ربما تحتاج مساعدة الجيش لبناء مستشفيات ميدانية لمرضى كورونا، في وقت تواجه روسيا زيادة في الإصابات، أدت إلى إغلاق أماكن العمل على نطاق واسع.

وقال بوتين مخاطباً وزير الدفاع سيرجي شويجو وغيره من كبار الضباط "الوضع صعب للغاية، أكثر من 40 ألف حالة في اليوم. هذا لم يحدث من قبل قط". وأضاف "أطلب منكم، الاستمرار في تقديم الدعم للخدمة الطبية المدنية إذا لزم الأمر. ربما تستخدمون قدراتكم الإنشائية، لأن هناك حاجة لمواصلة بناء مرافق طبية جاهزة".

وشدد الرئيس الروسي على أن "الحل الحقيقي للوقاية من حالات المرض الخطرة والحالات القاتلة، هو التطعيم"، مشدداً على أن "أفضل طريقة للحماية هي التطعيم، ثم إعادة التطعيم في الوقت المناسب".

وأمر الكرملين الأسبوع الماضي بإعطاء إجازة مدفوعة للموظفين، حتى السابع من نوفمبر الجاري، في مسعى لخفض حصيلة الإصابات والوفيات القياسية المسجّلة يومياً. 

وفرضت السلطات الصحية بعض القيود لاحتواء الفيروس في أنحاء البلاد، لكن الأكثر تشدداً منها فرض الأسبوع الحالي في موسكو، بؤرة الفيروس في روسيا، حيث تم إغلاق الخدمات غير الأساسية.

منظمة الصحة العالمية

من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، أنها تراقب سلالة (AY.4.2) من المتحور دلتا، التي باتت تظهر أكثر في حالات الإصابة بفيروس كورونا، لافتةً في تقريرها الأسبوعي عن الوباء إلى تسجيل زيادة في انتقال الفيروس منذ يوليو الماضي.

وتتضمن السلالة 3 متحورات إضافية، منها طفرتان في بروتين نتوء غلاف الفيروس (Spike).

والأسبوع الماضي، ارتفع عدد الحالات الجديدة بـ4% عن الأسبوع السابق، مع تسجيل 2.9 مليون إصابة جديدة، في حين تُعد أوروبا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي سجلت زيادة في الإصابات.

وأشارت المنظمة الأممية، إلى أن السبب قد يعود إلى تلقي كبار السن للقاح، أو أن للشباب علاقات اجتماعية أوسع، أو أن الفيروس ينتشر في المدارس مع استئناف الدروس حضورياً بشكل تدريجي.

وحتى اليوم تلقى 47% من سكان العالم جرعة واحدة على الأقل من اللقاح ضد فيروس كورونا، وفقاً لمنظمة الصحة.

وناشدت المنظمة زعماء أكبر 20 اقتصاداً في العالم (مجموعة العشرين) تمويل خطة بقيمة 23.4 مليار دولار لمساعدة البلدان الأكثر فقراً في الحصول على لقاحات وأدوية كورونا.