إيران "تحبط" هجوماً على موقع عسكري.. وإعلام إسرائيلي: حقق نجاحاً هائلاً

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة من مقطع فيديو متداول يُظهر انفجاراً بموقع عسكري بمحافظة أصفهان وسط إيران.29 يناير 2023 - AFP
صورة من مقطع فيديو متداول يُظهر انفجاراً بموقع عسكري بمحافظة أصفهان وسط إيران.29 يناير 2023 - AFP
دبي/ طهران- الشرقوكالات

أعلنت إيران ليل السبت الأحد، أنّ دفاعاتها تصدّت لهجوم بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان وسط البلاد، من دون أن تقع إصابات، فيما نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن مصادر استخباراتية غربية، ومصادر أجنبية أن الهجوم "حقق نجاحاً هائلاً".

وفي حادث آخر لم يتضح ما إذا كان هناك رابط بينه وبين الهجوم، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" باندلاع حريق في مصنع لإنتاج زيوت المحرّكات في شمال غربي البلاد.

وذكرت "جيروزالم بوست" أن 4 انفجارات وقعت في الموقع، والتي يمكن مشاهدتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في منشأة تقوم بتطوير أسلحة متطورة، والخسائر تتجاوز إلى حد بعيد "الضرر الطفيف في سقف أحد المباني"، الذي تدعيه طهران، والذي زعمته من قبل في حوادث أخرى خلال السنوات الأخيرة.

ووفقاً للصحيفة، التزمت إسرائيل الصمت بشأن الحادث، لكن معظم أجهزة الاستخبارات الغربية، ومصادر إيرانية نسبت إلى الموساد هجمات ناجحة مماثلة ضد منشأة "نطنز" النووية الإيرانية في يوليو 2020، ومرفق نووي مختلف في "نطنز" في أبريل 2021، ومنشأة نووية أخرى في كرج في يونيو 2021، وتدمير نحو 120 طائرة إيرانية مسيرة أو أكثر في فبراير 2022.

وأشارت الصحيفة إلى أنه يوجد أيضاً عدد قليل من الأجهزة على مستوى العالم إلى جانب "الموساد" التي يمكن أن يكون لديها قدرات هجومية لتوجيه ضربة "متقدمة ودقيقة"، كما ظهر في العملية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في كل من هذه الحوادث، حاولت طهران التظاهر في البداية بأن الهجمات فشلت، ولم تعترف بحجم الخسائر إلا عندما تتسرب صور أقمار اصطناعية أو غيرها من الأدلة إلى الرأي العام.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأسلحة المتقدمة التي دُمرت ترتبط فقط بالحرب التقليدية، أو ربما تكون ذات استخدام مزدوج أيضاً يتصل بالمسائل النووية، مثل بعض الصواريخ الباليستية أو معدات المتفجرات التي يمكن استخدامها لأغراض الأسلحة التقليدية والنووية.

تفاصيل محدودة

وتطرّق وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي في طهران مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى هجوم أصفهان، واصفاً إياه "بالجبان"، مؤكداً أنه "لن يستطيع التأثير على تطوير المجال النووي في إيران".

ولم تدل السلطات الإيرانية بتفاصيل كثيرة حتى الآن حول الهجوم، بعدما أعلنت أنّها فتحت تحقيقاً في أسبابه. ولم تتبن أي جهة العملية.

ونقلت وكالة "إرنا" عن بيان لوزارة الدفاع الإيرانية أنّه "في مساء 28 يناير، قرابة الساعة 23:30 (20:00 بتوقيت جرينتش)، تمّ تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيّرة على أحد المجمّعات العسكريّة التابعة لوزارة الدفاع".

وأشار البيان إلى أنّ "الدفاعات الجوّية للمجمّع أسقطت إحدى المسيّرات، بينما حوصِرت مسيّرتان وانفجرتا"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وقالت الوزارة إنّ الهجوم "لم يتسبّب في أيّ تعطيل لعمل المجمّع"، لافتة إلى أنّ الهجوم لم يتسبّب في وقوع إصابات وإنّما أحدث فقط "أضراراً طفيفة في سقف" أحد المباني. 

وفي وقت لاحق، ذكرت "إرنا" أنّ 3 طائرات مسيّرة استهدفت "مصنعاً للذخيرة" شمال مدينة أصفهان.

توترات داخلية

ويأتي الإعلان عن هذا الهجوم في سياق متوتّر على خلفيّة حراك احتجاجي في إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر خلال وجودها قيد التوقيف لدى شرطة الأخلاق، واستمرار الخلافات حول الملف النووي الإيراني بين طهران ودول غربية، واتّهامات بعض الدول لطهران بإمداد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

وأظهر مقطع فيديو تمّ تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي انفجاراً قويّاً وصوراً لسيّارات إسعاف متّجهة نحو المكان بعد وقوعه.

واتهم البرلماني الإيراني محمد حسن السفاري في تصريح لوكالة أنباء "مهر" الإيرانية، "خصوم وأعداء" طهران، الذين يسعون إلى "تعطيل القدرات الدفاعية" للبلاد بالوقوف وراء الهجوم.

وتضمّ إيران عدداً من مواقع الأبحاث النوويّة، بما في ذلك محطّة لتحويل اليورانيوم.

على صعيد آخر، ذكرت وكالة "إرنا" أن حريقاً اندلع، مساء السبت في مصنع لإنتاج زيوت المحرّكات في شمال غربي البلاد، من دون أن تعرف أسبابه.

واندلع الحريق الذي يبدو كبيراً، وفق صور بثّتها وسائل الإعلام، في مركز صناعي مهم تابع لوزارة الصناعة. وسيطر رجال الإطفاء على الحريق، فيما تحقّق السلطات في أسبابه، وفقاً لـ"إرنا".

حرب "ظل"

وخلال السنوات الأخيرة، شكّل البرنامج النووي الإيراني هدفاً لهجمات إلكترونيّة ومحاولات تخريب وعمليّات اغتيال استهدفت علماء، وجهت إيران أصابع الاتهام فيها الى إسرائيل.

وفي يوليو، قالت إيران إنها اعتقلت مجموعة مخربة مؤلفة من نشطاء أكراد يعملون لصالح إسرائيل كانت تخطط لتفجير مركز صناعي دفاعي "حساس" في أصفهان.

وتهدد إسرائيل منذ وقت طويل بالقيام بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست دول كبرى.

وفي أبريل 2022، أعلنت طهران أنّها بدأت بإنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 60% في موقع "نطنز"، مقتربة من عتبة الـ90% اللازمة لصنع قنبلة ذرّية. 

وحدثت محاولات لإحياء الاتّفاق النووي، بعد أن انسحبت منه الولايات المتّحدة في عام 2018. لكن المفاوضات حول ذلك توقفت منذ أشهر. وكان الاتّفاق يهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح ذرّي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات