فورين بوليسي: واشنطن تبحث الرد بهجوم إلكتروني على القرصنة الروسية

time reading iconدقائق القراءة - 9
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف - 16 يونيو 2021 - Getty Images
الرئيس الأميركي جو بايدن يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف - 16 يونيو 2021 - Getty Images
دبي - الشرق

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه اختباراً صعباً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يتمثل في طريقة الرد على الهجمات الإلكترونية التي تستخدم "برامج الفدية"، والتي استهدفت كيانات وشركات في الولايات المتحدة، ويُعتقد أن منفذيها قراصنة مرتبطون بموسكو. 

ونقلت المجلة عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على تفكير إدارة، لكنها لم تذكر أسماءهم، تأكيدهم أنه "لم يتم التوصل لشكل مثل هذا الإجراء بعد"، ولكنهم يتوقعون أن "يكون هجوماً إلكترونياً مضاداً بعيداً عن أعين الجمهور".

واعتبرت المصادر أن هذا الرد سيكون "بمثابة محاولة هادئة لتحذير بوتين"، لكن في حال لم يتجاوب، فإنه "سيتم الإضرار بالرئيس الروسي نفسه ربما من خلال استهداف الثروات الهائلة، التي يقوم هو ورفاقه بإخفائها في بنوك بالخارج أو في شركة الطاقة الروسية العملاقة التي تديرها الدولة (غازبروم)".

واستهدفت سلسلة الهجمات الإلكترونية الأخيرة، التي قيل إنها تنطلق من موسكو، متعاقداً من اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، وشركة تكنولوجيا المعلومات الأميركية "كاسيا".

واعتبرت المجلة الأميركية في تقرير نشرته، الخميس، أن الهجمات تمثل اختباراً من الرئيس الروسي، نظراً لتصميم نظيره الأميركي على تنفيذ تهديداته بعد أقل من شهر من تحذيره، في أول قمة ثنائية بينهما، في جنيف، من أن أي هجمات إلكترونية في المستقبل ستكون لها "عواقب" على روسيا.

خطوط بايدن الحمراء

وقالت المجلة إن بعض خبراء الفضاء الإلكتروني يرون أن مثل هذا التصعيد كان متوقعاً قبل أي مفاوضات بين موسكو وواشنطن.

ونقلت عن خبير الإنترنت في الكلية الحربية الوطنية، ريتشارد أندريس، الذي خدم في عهد الرئيسين الأميركيين السابقين جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، قوله: "سيستمر بوتين في التصعيد، فقد نجحت كل محاولاته في الماضي، وسيظل يحاول مرة أخرى".

وقال أندريس، وخبراء آخرون، إن هدف بوتين يبدو واضحاً، وهو "تحديد الخطوط الحمراء بالنسبة لبايدن، وما قد يفعله الرئيس الأميركي للرد على الهجمات الروسية، ثم معرفة كيف سيكون رد فعله عندما يوجه بوتين ضربات مضادة".

وتساءلت المجلة: "ما خطوط بايدن الحمراء؟ هل هي شن هجوم كبير على محطة للطاقة النووية الأميركية، أو على قطاعي الدفاع أو التصنيع، أو قطاع خدمات الطوارئ؟"، مشيرة إلى أن الخبراء يتساءلون عما إذا كان الرئيس الأميركي مستعداً بشكل حقيقي للتصعيد من خلال شن هجمات على البنية التحتية الروسية، ما قد يتسبب في إصابات ووفيات بين المدنيين، خاصة إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من إثبات أن الكرملين مسؤول بشكل قاطع عن مثل هذه الهجمات.

ويقول أندريس: "لطالما كانت سياستنا المتبعة هي السلبية، إذ نقوم بالتهديد ولكن لا نفعل أي شيء، إلا أنه مع كل تكرار لهذه الهجمات على مدى السنوات العشر الماضية، يصبح خصومنا أكثر عدوانية".

واشنطن تغير سياستها

ولفتت المجلة إلى أن إدارة بايدن أكدت أن السياسة الأميركية ستتغير، في الوقت الذي تجري فيه محادثات، على مستوى الخبراء، مع موسكو، والتي قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إنها ستستمر خلال الأسبوع المقبل، وأضافت: "إذا لم تتمكن الحكومة الروسية من اتخاذ إجراء، فسنقوم نحن بذلك".

ونقلت المجلة عن أشخاص قالت إنهم مطلعون على تفكير الإدارة، لكنها لم تذكر أسماءهم، قولهم إنه لم يتم التوصل لشكل مثل هذا الإجراء بعد، ولكنهم يتوقعون أنه قد يكون هجوماً إلكترونياً مضاداً للولايات المتحدة بعيداً عن أعين الجمهور، وهو ما قالوا إنه سيكون "بمثابة محاولة هادئة لتحذير بوتين"، لكن في حال لم يتجاوب، فإنه سيتم الإضرار بالرئيس الروسي نفسه ربما من خلال استهداف الثروات الهائلة، التي يقوم هو ورفاقه بإخفائها في بنوك بالخارج أو في شركة الطاقة الروسية العملاقة التي تديرها الدولة "غازبروم".

ونقلت المجلة عن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قوله: "لقد كان بايدن واضحاً منذ البداية أنه يريد أن يكون لديه مساحة ليكون قادراً على التعامل مع بوتين، ثم تحديد ما إذا كانت الإجراءات التي تتخذها روسيا في الأشهر المقبلة تتطابق مع المناقشات التي جرت في جنيف أم لا".

ورأت المجلة أنه ربما يكون بوتين قد غادر جنيف بقراءة مختلفة لأفكار نظيره الأميركي، ونقلت عن خبير الدفاع والإنترنت في مؤسسة "راند"، مايكل مازار، قوله: "يتمثل الخطر في أن يعتقد بوتين أننا قد تراجعنا، إذ تشير لغته منذ القمة إلى أنه يعتقد أنه يتلاعب بنا، ولكننا في موقف أقوى من الناحية الجيوستراتيجية".

وأضاف مازار أنه، في الوقت نفسه، يتعين على واشنطن أن تحرص أيضاً على عدم السماح بتكرار ما حدث سابقاً والذي دفعها لتوجيه لائحة اتهام، في عام 2018، إلى 12 ضابطاً في المخابرات الروسية بجرائم القرصنة الإلكترونية في الانتخابات الرئاسية في 2016، موضحاً: "السماح بحدوث ذلك مرة أخرى سيكون له ثمن باهظ".

ضغوط على بايدن

وأفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، الخميس، بأن بايدن يتعرض لضغوط للرد على الهجوم الإلكتروني الذي طال في 4 يوليو الجاري، نحو 1500 شركة، وأثر على 17 دولة على الأقل، وفقاً لباحثي الأمن السيبراني.

وبحسب "بلومبرغ"، يُعتقد أن عصابة تستخدم برامج الفدية مرتبطة بروسيا، وتعرف باسم REvil هي المسؤولة عن الهجوم، الذي استغل العديد من الثغرات الأمنية غير المعروفة سابقاً في برامج إدارة تكنولوجيا المعلومات، التي صنعتها شركة "كاسيا".

وهاجم القراصنة شركة "كاسيا" المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، الجمعة، وطلبوا فدية من عملائها عبر برنامجها لإدارة المعلومات، وقد يتجاوز عدد الضحايا الألف.

وقالت شركة "كاسيا" إن 50 من عملائها البالغ عددهم 35 ألفاً قد تأثروا بهجوم قراصنة بـ"برامج الفدية".

وأضافت الشركة في بيان الثلاثاء: "رغم أنه أثر على ما يقرب من 50 من عملائنا، لم يشكل هذا الهجوم تهديداً، ولم يكن له أي تأثير على البنية التحتية الحيوية".

وأفادت وكالة "بلومبرغ" الأميركية ، الثلاثاء، بأن قراصنة إلكترونيين تابعين للحكومة الروسية اخترقوا أنظمة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الأميركي، الأسبوع الماضي.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولهم إن القراصنة جزء من مجموعة تعرف باسم "APT 29" أو "Cozy Bear"، مشيرة إلى "ارتباط هذه المجموعة بجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي".

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، كيفين مكارثي، إن هجوم كاسيا أظهر أن بايدن كان "ضعيفاً مع بوتين" خلال قمتهما في جنيف.

رفض روسي

ورفضت روسيا الاتهام الموجه إليها بدعم عملية القرصنة، قائلة إنها اتهامات "لا أساس لها"، تعيق المناقشات الروسية الأميركية والعمل في مجال الأمن السيبراني.

وقالت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان نقلته وكالة "تاس" الروسية: "اطلعنا على ما نشرته وكالة بلومبرغ في 6 يوليو بشأن الانتهاك المزعوم من قبل متسللين تابعين للحكومة الروسية لأنظمة الحاسوب الخاصة باللجنة الوطنية التابعة للحزب الجمهوري"، معربة عن "رفضها البات" لما وصفته بـ"الافتراءات".

ولفتت السفارة إلى أن "الحزب نفسه نفى وقوع هجوم إلكتروني"، فيما أكد دبلوماسيون روس لوكالة "تاس" أن "لا أدلة على وقوع الهجوم".

اقرأ أيضاً: