ماذا تعرف عن قاعدة إنجلز الجوية الروسية؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
ضابط روسي يقف أمام قاذفة القنابل الروسية "توبوليف تي يو-160" في قاعدة إنجلز العسكرية بروسيا. 7 أغسطس 2008 - REUTERS
ضابط روسي يقف أمام قاذفة القنابل الروسية "توبوليف تي يو-160" في قاعدة إنجلز العسكرية بروسيا. 7 أغسطس 2008 - REUTERS
دبي-الشرق

للمرَّة الثانية في غضون شهر، تتعرَّض قاعدة إنجلز الجوية الروسية لهجوم يعتقد أنَّ أوكرانيا تقف خلفه، في مؤشر على استعداد كييف لتنفيذ ضربات في العمق الروسي.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إنَّ ثلاثة أفراد من الجيش الروسي لقوا حتفهم في ساعة مبكرة من صباح الاثنين جراء سقوط حطام طائرة أوكرانية مسيرة كانت تهاجم قاعدة إنجلز.

وتقع القاعدة الاستراتيجية على نهر الفولجا بالقرب من مدينة ساراتوف على بُعد نحو 730 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو ومئات الكيلومترات عن الخطوط الأمامية في أوكرانيا.

ويرجع تاريخ إنشاء القاعدة إلى عام 1930 خلال الحقبة السوفيتية، وقد سميت على اسم الفيلسوف الشيوعي فريديرك إنجلز.

 التأسيس

احتضنت القاعدة في البداية "مدرسة إنجلز" للطيران العسكري التي كانت تعتبر من بين الأفضل في البلاد.

وعملت المدرسة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية على تدريب آلاف الطيارين ممن شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، وفي "حرب الشتاء" بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا (1939-1940).

خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، أرسلت المدرسة إلى الجبهات 14 فوجاً من الطيارين ممن حلّقوا بطائرات عسكرية من قبيل "بوليكاربوف بو -2" وتوبوليف 40"، وغيرها. وقد منح 190 طياراً من خريجي المدرسة لقب بطل الاتحاد السوفيتي بفضل مآثرهم القتالية.

 التحول

ومثَّلت فترة الخمسينات تحولاً في تاريخ القاعدة، حيث تم بناء مطار "إنجلز 2" الجديد بمدرج إسمنتي بطول 3 كيلومترات وعرض 100 متر. وبحلول 1954، كانت القاعدة قد أصبحت عسكرية بالكامل وتم نقل مدرسة "إنجلز" إلى مدينة تامبوف.

كما شهدت هذه الفترة أيضاً تأسيس "الفوج 121 حرس لطيران القاذفات الثقيلة" الذي ارتبط بالقاعدة. وعقب سقوط الاتحاد السوفيتي، استمرت القاعدة في كونها موقعاً استراتيجياً عسكرياً ذا أهمية بالغة للقوات المسلحة الروسية.

ومن المفارقات في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا، أنَّ القاعدة تلقت من أوكرانيا خلال الفترة من 1999 إلى 2001، 8 طائرات من طراز "توبوليف تي يو-160" دفعت موسكو ثمنها عن طريق تخفيضات في أسعار الغاز. 

الأهمية الاستراتيجية

وتضم قاعدة إنجلز، حالياً مدرجاً يبلغ طوله 3500 متر إضافة إلى عدد من الحواجز والمتاريس العسكرية.

وبحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية، تعد القاعدة واحدة من أهم القواعد العسكرية الاستراتيجية في روسيا، إذ تحتضن أسراباً من القاذفات الإستراتيجية الثقيلة المنضوية في الثالوث النووي لروسيا، حيث يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.

من بين هذه القاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى والقادرة على حمل أسلحة نووية، "توبوليف تي يو-160" المعروفة أيضاً باسم "بلاك جاك"، و"توبوليف تو-95".

وتشير إحصاءات غير محدثة إلى أنَّ القاعدة تضم 14 قاذفة قنابل من طراز "توبوليف تي يو-160"، و20 قاذفة قنابل من طراز "توبوليف تو-95"، إضافة إلى عدد غير محدد من طائرات "توبوليف تي يو-22 إم"، وطائرة واحدة من طراز "إليوشن إل-62".

ووصف جليب إيريسوف، الملازم السابق في سلاح الجو الروسي، قاعدة إنجلز بأنَّها "مطار رئيس للطيران الاستراتيجي في البلاد"، وذلك حسب ما أوردت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية.

نقطة انطلاق

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنَّ القاعدة تمثل نقطة انطلاق للحملة الروسية على البنية التحتية في أوكرانيا.

وبحسب وكالة "رويترز"، فقد استخدمت روسيا القاعدة في حملتها منذ أكتوبر الماضي لتدمير شبكة الطاقة الأوكرانية في موجات شبه أسبوعية من الهجمات الصاروخية.

وتماشياً مع سياسة كييف في عدم تأكيد الهجمات عبر الحدود، مع الترحيب في الوقت نفسه بنتائجها، لم يقر المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إيهنات مباشرة بتورط بلاده في استهداف القاعدة، لكنه قال: "هذه هي عواقب العدوان الروسي".

وأضاف: "إذا اعتقد الروس أنَّ الحرب لن تؤثر عليهم في العمق ووراء خطوطهم، فإنهم مخطئون بشدة"، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.

وفي 5 ديسمبر، تعرضت القاعدة أيضاً لهجوم بطائرات مسيرة، فيما تحدثت وسائل إعلام روسية حينها عن وقوع انفجارات.

وعقب الهجوم، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بمحاولة ضرب قاعدة ياجيليفو الجوية في منطقة ريازان وقاعدة إنجلز باستخدام "مسيّرات سوفياتية الصنع"، وفقاً لـ"فرانس برس".

وعقد بوتين اجتماعاً مع كبار مسؤولي "الأمن الداخلي" في روسيا بعد أن قال الكرملين إن الهجمات الأوكرانية بطائرات مُسيَّرة "تشكل خطراً على البلاد".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات