روسيا وأوكرانيا توقعان اتفاقاً بشأن تصدير الحبوب

time reading iconدقائق القراءة - 7
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار يحضرون حفل توقيع اتفاقية تصدير الحبوب في اسطنبول - 22 يوليو 2022 - REUTERS
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار يحضرون حفل توقيع اتفاقية تصدير الحبوب في اسطنبول - 22 يوليو 2022 - REUTERS
إسطنبول/موسكو- وكالات

وقعت روسيا وأوكرانيا، الجمعة، اتفاقاً يسمح بفتح الطريق أمام تصدير الحبوب الأوكرانية، وذلك برعاية الأمم المتحدة ووساطة تركية.

ووقع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في إسطنبول اتفاقاً مع تركيا، التي وقع عنها وزير الدفاع خلوصي أكار، والأمم المتحدة، التي وقع عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فيما وقعت أوكرانيا -ومثّلها وزير البنية التحتية أولكسندر كوباركوف- بشكل منفصل مع تركيا والأمم المتحدة، بعدما قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولياك، إن أوكرانيا "لا توقع أي وثائق مع روسيا".

منارة على البحر الأسود

وفي حفل في إسطنبول، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، التوصل لاتفاق لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر 3 موانئ هي أوديسا، ويوزني، وتشيرنومورسك، قائلاً: "اليوم هناك منارة أمل على البحر الأسود في عالم يحتاجها أكثر من أي وقت مضى".

وطالب جوتيريش أوكرانيا وروسيا بتنفيذ الاتفاق "بالكامل"، موجهاً الشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "تسهيله الاتفاق خلال كل خطوة في هذه العملية".

وأضاف أن الاتفاق يفيد الدول النامية التي أصبحت على شفا الإفلاس والفئات الأكثر تأثراً والذين أصبحوا على شفا المجاعة، ويعيد الاستقرار لأسعار الغذاء التي بلغت أرقاماً قياسية حتى قبل اندلاع الحرب، وأصبحت تقض مضاجع العالم.

"رئة في البحر الأسود"

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن التوصل للاتفاق لم يكن سهلاً، مضيفاً: "عملنا بدأب وفي مسار طويل مع أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة من أجل نقل وشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وكنا على تواصل مع نظرائنا في أوكرانيا وروسيا، وأجرينا محادثات حتى نستجيب لمطالب الطرفين".

وأشار إلى أن وزراء الخارجية بذلوا جهوداً "مضنية وكبيرة"، وأضاف أن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ساعدت في تحقيق الاتفاق.

ووجه أردوغان الشكر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على تحقيق الاتفاق الذي "سيمنح رئة يتنفس بها العالم من خلال البحر الأسود".

وقال إن نقل الحبوب إلى دول العالم سيتم تسهيله وأيضاً تطبيق الاتفاق من خلال مركز يقام في إسطنبول "يسهر على ذلك"، وشدد على أهمية دعم المجتمع الدولي.

روسيا: لن نستغل الاتفاق

من جهته، قال شويجو إن بلاده "لن تستغل" نزع الألغام وفتح الموانئ الأوكرانية بموجب الاتفاق الموقع، مشيراً إلى أن روسيا ملتزمة بالاتفاقات المنصوص عليها في الوثيقة.

وأضاف في تصريحات لقناة "24" الروسية، أن بلاده قطعت هذا الالتزام، وأنها لن تستغل حقيقة أنه سيتم تطهير الموانئ من الألغام وفتحها".

"مراقبة" أميركية 

وبمجرد إعلان توقيع الاتفاق، قالت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن بلادها ستعمل "على محاسبة روسيا" إذا لم تلتزم بتنفيذ الاتفاق.

وأكد جيمس أوبراين مدير مكتب تنسيق العقوبات في وزارة الخارجية للصحافيين، أن الولايات المتحدة تريد أيضاً من الصين التوقف عن تكديس الحبوب، وعرض المزيد للوفاء بالطلب العالمي على المساعدات الإنسانية.

"تنفيذ سريع"

من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي بالاتفاق، مطالباً "بتنفيذه سريعاً". وكتب وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل على "تويتر" أن "اتفاق إسطنبول هو خطوة في الاتجاه السليم. ندعو إلى تنفيذه سريعاً".

وشدد بوريل على التزام الاتحاد الأوروبي بالمساعدة على تصدير الحبوب الأوكرانية.

"لا منتصر"

وفي سياق متصل، قال أردوغان إن إسطنبول استضافت قبل 4 أشهر مفاوضات أجريت بين أوكرانيا وروسيا، مشيراً إلى "تحقيق تقدم في ذلك الوقت، ما رفع آمال نهاية الحرب، وهو ما لم يحدث".

وتابع: "قلنا منذ البداية أنه لن يكون هناك أي منتصر في هذه الحرب وأن العالم سيعاني من هذا النزاع".

وأشار إلى النزاع الذي اندلع في 24 فبراير كان "مضراً للعالم"، ولا يزال كذلك، "ونحن نواجه اليوم تكاليف أكثر بشرية ومادية"، مشدداً على أن الحرب "ليست بين الدولتين فقط، ولكنها تؤثر على كل الإنسانية وأثرت على كل أصقاع العالم".

واستدرك أن هذا "ليس أمراً محتوماً. نريد أن ينتهي النزاع بأسرع وقت، نعلم بأن الخاسر الأكبر هو السلام في العالم"، معتبراً أن الاتفاق الذي وقع الجمعة، "خطوة مهمة جداً وربما تفتح المسار نحو السلام".

وأعرب عن أمله في أن تنتهي الحرب على طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أن "هذه الأجواء الودية التي أقمناها هنا ستصب في مصلحة الإنسانية جمعاء، وأيضاً ستصبح خطوة تقودنا لإنهاء الحرب".

التنفيذ خلال أسابيع

إلى ذلك، قال مسؤولان بارزان بالأمم المتحدة، إن المنظمة تتوقع البدء في تنفيذ الاتفاق بكامل بنوده
في غضون أسابيع قليلة، وإعادة الشحنات إلى مستويات ما قبل الحرب والتي تبلغ خمسة ملايين طن شهرياً.

وأضافا أن الأطراف اتفقت على الخطوط العريضة للمبادرة، بما يشمل تحديد الموانئ المعنية، وإنشاء مركز مراقبة في إسطنبول، وطرق تفتيش السفن وغير ذلك.

وأكد مسؤول منهما أن الأمم المتحدة "ستبدأ (السبت) في إنشاء مركز التنسيق المشترك"، مضيفاً أنه "لا تزال هناك مشاكل ثانوية يتعين حلها قبل تنفيذ المبادرة بالكامل".

وتابع المسؤول: "نتحدث عن مدة تصل لبضعة أسابيع فقط، قبل أن نشهد التنفيذ المناسب لآلية دخول السفن وخروجها"، مشيراً إلى أنه قد يكون هناك "تحرك أولي للسفن" لإظهار مدى نجاح عمل الآلية.

تفاصيل الاتفاق

وبموجب الخطة، سيقود مسؤولون أوكرانيون السفن عبر قنوات آمنة وسط المياه المليئة بالألغام إلى ثلاثة موانئ، من بينها ميناء أوديسا الرئيسي، حيث سيتم تحميلها بالحبوب.

وستخرج السفن بعد ذلك من المياه الإقليمية الأوكرانية في البحر الأسود، وتعبر مضيق البوسفور إلى ميناء تركي للتفتيش، ثم تتجه بعد ذلك إلى وجهاتها.

وساطة تركية

وتسيطر تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي والتي تتمتع بعلاقات جيدة مع البلدين المتحاربين، على المضائق المؤدية إلى البحر الأسود، وعملت كوسيط في هذا الاتفاق الذي يفترض أن يكون "خطوة أولى لتخفيف أزمة الغذاء العالمية".

وأوكرانيا وروسيا من بين أكبر مصدري الغذاء في العالم. وأدى توقف شحنات الحبوب خلال الحرب المستمرة منذ 5 أشهر إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وقد يؤدي إعادة فتح موانئ أوكرانيا إلى تجنب حدوث مجاعة.

وعلى الرغم من عدم إغلاق الموانئ الروسية، شكت موسكو من تضرر شحناتها بسبب العقوبات الغربية. وعدلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوباتهما في الآونة الأخيرة لتتضمن استثناءات أكثر وضوحاً لصادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات