طهران "غير مستعجلة" في مفاوضات فيينا.. وواشنطن: هناك خلافات جدّية

time reading iconدقائق القراءة - 6
المبعوث الإيراني إلى محادثات فيينا عباس عراقجي، وسفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي يصلان إلى اجتماعات فيينا - 25 مايو 2021 - REUTERS
المبعوث الإيراني إلى محادثات فيينا عباس عراقجي، وسفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي يصلان إلى اجتماعات فيينا - 25 مايو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قلّل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الاثنين، من أهمية التوصل إلى نتيجة في مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي "بشكل عاجل"، في وقت أكد مسؤولون أميركيون وجود "خلافات جدية" بحاجة إلى تسوية للمضي قدماً.

وقال خطيب زاده في تصريحات نقلها تلفزيون "العالم" الإيراني: "ليس مهماً أن يتم التوصل للحلول في فيينا في هذه الحكومة أو الحكومة القادمة، ما يهم تأمين المصالح العليا للشعب الإيراني من خلال المفاوضات".

وأضاف أن إيران قررت "عدم تسليم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسجيلات الكاميرات، إلا إذا التزمت الأخيرة بمسؤولياتها"، مؤكداً أن طهران "ستنفّذ التزاماتها في الاتفاق النووي، إذا ما عادت الولايات المتحدة إليه".

وتابع: "لو أن الاتفاق النووي حيّ اليوم، فإن ذلك بفضل إيران"، مشدداً على أن بلاده اتخذت القرارات الصائبة لإحياء الاتفاق النووي، لكن واشنطن "سعت لتدميره".

وأشار إلى أن واشنطن "ما زالت تسير في طريق خاطئ وتستمر بغطرستها"، وأن طهران تطالبها بالكف عن "تصرفاتها غير الصحيحة".

"خلافات حقيقية"

في غضون ذلك قال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن هويته، لصحيفة "واشنطن بوست"، إنه "لا تزال لدينا خلافات جدية، سنرى ما إذا كان بإمكاننا تجسير هذه الفجوات، ولكنها حقيقية". 

وأشار إلى أنه "في حال عدم تسوية تلك الخلافات مستقبلاً، فإنه سيتعين علينا إعادة لملمة صفوفنا، والنظر في سبيل المضي قدماً"، مضيفاً "ليس الأمر وكأن هناك وقتاً علمياً يتم فيه عند نقطة محددة تجاوز هذا الحد، لكن، من المؤكد أن الوقت ليس عاملاً إيجابياً".  

وتابع: "لذلك، نحن نحاول العودة إلى الاتفاق، نتفهم أن إيران تواصل إحراز تقدم، وهذا تحديداً ما يجعلنا نعتقد أن الانسحاب من الاتفاق كان خطأ جسيماً، وأنه سبب ما نواجهه الآن ... سنحاول إعادتهم في أقرب وقت ممكن إلى بنود الاتفاق".  

وبشأن رفض إيران تجديد اتفاق المراقبة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال المسؤول الأميركي: "يجب ألا تفرض إيران حافة الهاوية في كل مرة يتم فيها تمديد الاتفاقات". 

وأضاف: "في غياب قدرة خطة العامل الشاملة المشتركة على مراقبة ما تقوم به إيران، سيكون من الصعب للغاية العودة إلى الخطة، لأنه سيتحتم علينا أن نعرف خط الأساس لبرنامجهم النووي".  

"طريق مسدود"

يأتي ذلك، بعدما قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، الأحد، إن طهران "لن تتشارك مطلقاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقاطع مصورة مسجلة عن أنشطة بعض مواقعها النووية"، وذلك بعد أيام من انتهاء الاتفاق المنفصل بين طهران والوكالة، الذي يسمح للأخيرة بمراقبة النشاط النووي بشكل مؤقت. 

وقال قاليباف: "لم يتم تمديد شيء، ولن يتم تسليم شيء من المواد المسجلة داخل المواقع إلى الوكالة، وهي الآن في حوزة الجمهورية الإسلامية الإيرانية". 

وزاد اتفاق المراقبة من ضغط وتعقيد المحادثات الجارية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية الست، والذي يُطلق عليه خطة العمل الشاملة المشتركة.

إذ قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إنه "يجب الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه الاتفاقية المؤقتة".  

وأضاف: "إذا استمرت إيران في تشغيل أجهزة الطرد المركزي بدرجات أعلى، وواصلت انتهاج جوانب أخرى محظورة بموجب الخطة المشتركة، فستصل حتماً إلى نقطة اللاعودة التي حددتها الاتفاقية".

ويرى وزير الخارجية الأميركي أن تصعيد إيران بشأن تخصيب اليورانيوم "يمثل قلقاً متزايداً يتجاوز حدود الاتفاق النووي الأصلي الموقع في 2015"، إذ قالت واشنطن إن "المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية". 

6 جولات 

وبعد 6 جولات من المفاوضات في فيينا، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الصفقة التي تتوق إدارة الرئيس جو بايدن والقيادة الإيرانية إلى استعادتها. 

وتسعى إيران إلى رفع مئات العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة، والتي أدت إلى خنق اقتصادها، في حين تريد إدارة بايدن امتثال إيران لبنود الاتفاق، وإجراء محادثات تهدف إلى تقويض قدرتها على تطوير صواريخ باليستية. 

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب أحادياً من الاتفاق النووي في عام 2018، ورداً على ذلك، بدأت إيران في زيادة كمية ونوعية تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود التي حددتها الاتفاقية.

وفي المقابل، قالت طهران مراراً إن برنامجها النووي "مخصص للأغراض السلمية لتوليد الطاقة".

من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان مؤخراً إن المفاوضات "تمر بأحرج فتراتها، ما يتطلب قراراً قوياً وشجاعاً من جانب السلطات الإيرانية الجديدة. ولكن الآن هو الوقت المناسب".

وأضاف أن فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية أدى إلى التوتر الذي يخيّم على المفاوضات، إذ يأمل المشاركون التوصل إلى اتفاق قبل أن يتقلد رئيسي، الذي يعارض المفاوضات مع الولايات المتحدة، منصبه في أغسطس المقبل. 

وفي الأيام الأخيرة، قالت الولايات المتحدة وإيران بوضوح إن المحادثات "لا يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى"، إذ قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، خلال اجتماع للجنة الأمن القومي بالبرلمان، الأحد: "خضنا ما يكفي من المفاوضات وحان الوقت لأن تتخذ الدول القرار".

اقرأ أيضاً: