تقرير: صراع ترمب وماكونيل يهدد مساعي الجمهوريين لاستعادة الحكم

time reading iconدقائق القراءة - 9
زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يتحدث خلال تجمّع انتخابي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في كنتاكي - 4 نوفمبر 2019 - Bloomberg
زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يتحدث خلال تجمّع انتخابي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في كنتاكي - 4 نوفمبر 2019 - Bloomberg
واشنطن – وكالات

أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن تصعيد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب حرباً سياسية داخل الحزب الجمهوري، قد يقوّض سعي الأخير إلى التصدي لجدول أعمال الرئيس جو بايدن، واستعادته الحكم من الديمقراطيين.

وبعد يوم على وصفه زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بأنه "متجهّم"، كرّر ترمب زعمه بأنه الفائز الشرعي في انتخابات نوفمبر. وقال لشبكة "نيوز ماكس" المؤيّدة للمحافظين: "الجمهوريون رخوون. تسبّبوا بإيذاء أنفسهم، مثل ميتش. لو أمضى (ماكونيل) الوقت ذاته في مهاجمة (زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك) شومر، وبايدن، فسيكون الجمهوريون في وضع أفضل بكثير".

وكان ماكونيل صوّت لتبرئة ترمب، خلال محاكمته في مجلس الشيوخ، لاتهامه بـ "التحريض على التمرد"، بعدما اقتحم مؤيّدون له مقرّ الكونغرس، في 6 يناير الماضي، سعياً إلى منعه من المصادقة على انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة. وبرّر ماكونيل تبرئته ترمب بأن محاكمة رئيس سابق ليست دستورية، لكنه شنّ هجوماً عنيفاً عليه، معتبراً أنه مسؤول "عملياً وأخلاقياً" عن أحداث الكابيتول.

انتخابات الكونغرس

ورأى استراتيجيون بارزون في الحزب الجمهوري أن خلاف ترمب وماكونيل يشكّل إلهاء، في أحسن الأحوال، لكنه في أسوأ الأحوال تهديد مباشر لمساعي الحزب باستعادة الأغلبية في مجلسَي النواب والشيوخ، خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المرتقبة العام المقبل.

وقال ستيفن لو، وهو حليف لماكونيل ويقود أقوى "لجنة عمل سياسي" متحالفة مع الجمهوريين في واشنطن، في إشارة إلى ترمب: "أعتقد أنه لا يهتم بالفوز، بل يريد أن يتمحور (الحزب) حوله".

وأشار لو إلى أن ترمب خسر في ولايات يواجه فيها الجمهوريون انتخابات في مجلس الشيوخ، وعليهم الفوز بها إذا أرادوا استعادة السيطرة على الكونغرس، بما في ذلك أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وويسكونسن. ويخوض الجمهوريون أيضاً معركة في ولايتَي نيفادا ونيو هامبشير، حيث هُزم ترمب، وفي ولاية كارولاينا الشمالية، حيث فاز بصعوبة.

واعتبر لو أن محاولة الرئيس السابق أن يجعل نفسه "مركز الاهتمام"، ستكبّد "الجمهوريين مقاعد في الانتخابات العامة".

"الحزب الوطني"

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن هذا الاقتتال الداخلي ليس غريباً، بعد خسارة حزب السباق إلى البيت الأبيض. واستدركت أنه في هذه الحالة، تبادلت فصائل متناحرة هجمات علنية. ولفتت إلى إجماع واسع بأن الصدام الداخلي في الحزب قد يمتد إلى الانتخابات التمهيدية للكونغرس، التي سينظمها الجمهوريون العام المقبل.

ونبّهت الوكالة إلى أن الرهانات قد تكون أكبر هذه المرة، إذ هدد أطراف أساسيون، بينهم ترمب، علناً باحتمال تأسيس حزب جديد، ما من شأنه أن يعرّض وجود الحزب الجمهوري للخطر.

وعقد حوالي 120 مسؤولاً جمهورياً مناهضاً لترمب اجتماعاً سرياً هذا الشهر، ناقشوا خلاله مستقبل حزبهم. وأيّد 40% منهم فكرة تأسيس حزب جديد، وفقاً لمسح داخلي أعدّه إيفان ماكمولين، أحد منظمي الاجتماع، وكان سابقاً مرشحاً مستقلاً للرئاسة.

وتحدث ماكمولين عن "كثير من الطاقة (لإطلاق) شيء جديد"، مشجّعاً ترمب على تنفيذ تهديده بتأسيس "الحزب الوطني". وأضاف: "أرحّب بأن يطلق حزباً جديداً، وأن يصطحب معه أكثر مؤيّديه ولاءً. أعتقد أن ذلك سيكون أمراً رائعاً، بالنسبة إلى الحزب والبلد".

سابقة "حزب الشاي"

وبعد حذف حسابَيه على موقعَي فيسبوك وتويتر، لاتهامه بالتحريض على العنف، كسر الرئيس السابق صمته الذي استمر شهراً، وأجرى أولى مقابلاته منذ مغادرته البيت الأبيض.

وقال ترمب لـ"نيوز ماكس" إن فريقه لا يزال يستكشف خياراته، للعودة إلى مواقع التواصل الاجتماعي و"التفاوض مع عدد من الأشخاص"، مع الاحتفاظ بخيار إطلاق منصته الخاصة. وتجنّب أسئلة متكررة عن احتمال ترشحه لانتخابات 2024، قائلاً: "ننظر في مسائل كثيرة، لكنني أردت أن أكون هادئاً إلى حد ما. من السابق لأوانه قول" ذلك.

وذكرت "أسوشيتد برس" أن قياديين جمهوريين قد يكونون أكثر قلقاً بشأن تهديد الرئيس السابق بدعم منافسين في الانتخابات التمهيدية للكونغرس، ضد مرشحين جمهوريين لا يتبنّون تماماً نهجه السياسي.

وأشارت إلى أن بعضهم يخشى أن يشجّع ترمب النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، لخوض معركة مجلس الشيوخ، رغم أن لا دليل على ذلك. وتُستحضَر مخاوف من تكرار صراع شهده الحزب الجمهوري قبل عقد، عندما نجح عدد محدود من مرشحي "حزب الشاي" في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ، ومنعوا الحزب الجمهوري عن استعادة الغالبية.

"درع" ماكونيل

وبعدما أعاد ترمب تنشيط حركة شعبوية مماثلة، على الجمهوريين اختيار مرشحين يمكنهم اجتياز انتخابات تمهيدية، في مناخ مؤيّد للرئيس السابق، والحفاظ على جاذبية على مستوى الولاية، مع عدم تنفير المانحين، وهذه ليست مهمة سهلة، وفق "أسوشيتد برس".

ولن تشارك في الانتخابات التمهيدية المفتوحة، اللجنة التي تقود حملة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بقيادة السيناتور ريك سكوت. لكن مستشاري ماكونيل لم يستبعدوا هذا الاحتمال، ولو أغضب ترمب.

وقال جوش هولمز، وهو من أبرز المستشارين السياسيين لماكونيل: "لا يمكن للمرء أن يدع الجنون يمرّ من دون رادع، إذ سيسبّب له أذى هائلاً". ولفت إلى أن ماكونيل "يريد الفوز"، وتابع: "إذا وجب عليه أن يشكّل درعاً واقية، فليكن".

أولويات انتخابية

في غضون ذلك، سعى ستيفن لو، حليف ماكونيل، إلى التقليل من شأن قبضة ترمب على الحزب الجمهوري. وأشار إلى أن نسبة تأييد الرئيس السابق لدى الناخبين الجمهوريين تبلغ نحو 80%، وهي مماثلة لتلك التي سجّلها الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش الابن، بعد غزو العراق غي عام 2003 والانهيار المالي في عام 2007.

وشدد على أن ترمب لا يمكن أن يكون محور الانتخابات المقبلة، وزاد: "سنفعل كل ما في وسعنا للتركيز على جو بايدن وكونغرس بيلوسي وشومر. يمكننا الفوز من خلال ذلك. التحدي يكمن في ما إذا كان هناك سبيل يجد فيه ترمب طريقة لجعل نفسه المحور في الخريف المقبل".

اقرأ أيضاً: