الجزائر.. هل تنزع زيارة وزير الخارجية الفرنسي فتيل التوتر؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يستقبل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في العاصمة الجزائر - 21 يناير 2020 - AFP
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يستقبل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في العاصمة الجزائر - 21 يناير 2020 - AFP
الجزائر-الشرق

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء، خلال زيارة للجزائر إلى "عودة العلاقات الهادئة" بين فرنسا والجزائر، مؤكداً ضرورة "تعزيز الثقة بين البلدين في كنف السيادة الكاملة لكل بلد".

وقال لودريان عقب لقائه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إنه نقل لرئيس الجمهورية رغبة فرنسا في "العمل من أجل إذابة الجليد وسوء التفاهم الحاصل بين البلدين".

وعبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية عن أمله في أن "يسهم الحوار الذي باشره البلدان اليوم في عودة العلاقات السياسية بين حكومتي البلدين في عام 2022"، مشيراً الى أن البلدين "تجمعهما روابط عميقة تنشطها العلاقات الإنسانية".

وأضاف  لودريان: "خلال حديثي مع الرئيس تبون ركزنا على تعاون تترجمه انطلاقة حوار فعلي بيننا كشركاء في ملفات تتعلق بأمن البلدين"، لافتاً إلى أن الجزائر وفرنسا "تواجهان تحديات كبيرة إقليمياً ودولياً بخصوص الإرهاب في الساحل والهجرة غير الشرعية والقضايا الاقتصادية".

تهدئة التوتر

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية زهير بوعمامة، أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي "تشير إلى تواصل وتفاهمات بين البلدين لتهدئة العلاقة المتأزمة".

وأشار بوعمامة في حديث لـ"الشرق"، إلى أن زيارة لودريان يراد منها القول إن "فرنسا تحترم الجزائر وسيادتها، وإنها قامت بالخطوة الأولى لتهدئة العلاقات بين البلدين".

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صرح في وقت سابق، بأن الجزائر "لن تقوم بالخطوة الأولى لتخفيف التوتر مع فرنسا"، بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي شكك فيها في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، وتسببت بأزمة غير مسبوقة بين البلدين.

وأشار بوعمامة إلى أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي "تحمل تلميحات إلى وجود تجاوب فرنسي مع المطالب الجزائرية" المتعلقة بملف التأشيرات والعلاقات الإنسانية، ليعاد النظر في قرار فرنسا خفض التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف شهر أكتوبر الماضي، بدعوى رفض الجزائر إصدار تصريحات قنصلية لإعادة مهاجرين غير نظاميين متواجدين بالأراضي الفرنسية.

ويرى المحلل السياسي أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي بشأن مالي "يفهم منها أن فرنسا تريد من الجزائر إعادة النظر في قرار منع الطائرات الفرنسية المتجهة إلى الساحل في إطار عملية برخان، من التحليق في المجال الجوي الجزائري".

من جانبه استبعد عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الجزائري كمال بن خلوف، أن تكون زيارة وزير الخارجية الفرنسي "كافية لإعادة العلاقات الجزائرية الفرنسية لوضعها المثالي".

لكنه اعتبر أن الزيارة تمثل بداية لحوار بين البلدين في إطار جديد "قائم على الندية والمصالح المتبادلة، عكس ما كانت عليه العلاقات بين البلدين في وقت سابق حيث كانت فرنسا الرابح الأكبر في علاقاتها وشراكاتها مع الجزائر".

أزمة غير مسبوقة

وحل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لدوريان، الأربعاء، بالجزائر لـ"تقييم العلاقات الجزائرية الفرنسية" وفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، في أول زيارة له بعد الأزمة غير المسبوقة بين البلدين، على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر الماضي، التي شكك فيها في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وعقب تلك التصريحات ردت الجزائر باستدعاء سفيرها في باريس وقطع المجال الجوي على الطائرات العسكرية الفرنسية المتجهة إلى الساحل في إطار عملية برخان.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت الرئاسة الفرنسية أسف ماكرون لما وصفه بـ"الخلافات وسوء الفهم لتصريحاته"، مؤكداً احترامه للأمة الجزائرية وتاريخها.

فيما أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن العلاقات الجزائرية المتوترة "يجب أن تعود لطبيعتها، لكن بشرط أن تكون طبيعة العلاقة الند للند في إطار احترام السيادة الجزائرية".

وشهدت العلاقات الفرنسية الجزائرية توتراً في مرات عدة، خاصة في 23 فبراير 2005 حين صادق البرلمان الفرنسي على قانون الاعتراف "بالدور الإيجابي للاستعمار".

اقرأ أيضاً: