جونسون يواجه انتقادات حزبية بعد خسارة معاقل تاريخية للمحافظين بالانتخابات المحلية

time reading iconدقائق القراءة - 7
مرشحان لحزب العمال البريطاني يحتفلان بعد فوز حزبهما بمجلس وستمنستر في العاصمة لندن - 6 مايو 2022 - REUTERS
مرشحان لحزب العمال البريطاني يحتفلان بعد فوز حزبهما بمجلس وستمنستر في العاصمة لندن - 6 مايو 2022 - REUTERS
لندن- وكالات

فقد حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، سيطرته على 3 معاقل تقليدية في لندن، وتكبّد خسائر في أماكن أخرى بالانتخابات المحلية التي نُظمت الخميس، ما أثار انتقادات لجونسون ومطالبات باستقالته، إذ عاقب الناخبون حكومته على خلفية فضائح شابت عملها، فيما تحدث حزب العمال المعارض عن "نقطة تحوّل كبرى".

ونُظمت الانتخابات بعد عثرات لجونسون، بما في ذلك ما عُرف باسم "بارتي جيت"، إذ بات أول رئيس وزراء يتم تغريمه نتيجة خرقه القانون، بعد احتفاله بعيد ميلاده في مكتبه عام 2020، وحضوره تجمعات أخرى، في انتهاك لقواعد الإغلاق التي فُرضت لكبح فيروس كورونا. إضافة إلى مخاوف الناخبين بشأن أزمة تكلفة المعيشة، التي أكدتها توقعات اقتصادية قاتمة أعلنها المصرف المركزي الإنجليزي الخميس، بحسب ما أفادت وكالة "بلومبرغ".

المجلس المفضل لمارجريت تاتشر

في العاصمة، خسر المحافظون مجلس واندزوورث، وهو مقعد أيقوني للحكومة المحلية في المملكة المتحدة، يديره حزب المحافظين منذ عام 1978، واعتُبر المجلس المفضل لرئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارجريت تاتشر، إذ يعتمد أدنى معدل للضرائب المحلية.

كذلك خسر الحزب في وستمنستر، حيث مقرّ مجلسَي البرلمان وغالبية المؤسسات الحكومية، لمصلحة حزب العمال المعارض للمرة الأولى، والذي فاز أيضاً في منطقة بارنت، إذ كسب المحافظون في كل الانتخابات، باستثناء مرتين منذ عام 1964. ونقلت وكالة "رويترز" عن دانيال توماس، رئيس مجلس بارنت من حزب المحافظين، قوله: "هذه إشارة تحذير من الناخبين المحافظين".

وفقد الحزب سيطرته الكاملة على المجالس، في ساوثهامبتون ووستر وويست أوكسفوردشير. وأظهرت النتائج الأولية أن حزب المحافظين خسر 92 مقعداً في المجالس المحلية، فيما حصل حزب العمال على 23 مقعداً، وحزب الليبراليين الديمقراطيين على 42 مقعداً.

ومع إعلان النتائج في نحو نصف المجالس، فقد الحزب الحاكم نحو واحد من كل 6 من مقاعده، بحسب "بلومبرغ"، علماً أن الانتخابات تشمل نحو 7 آلاف مقعد في المجالس المحلية، بما في ذلك كل المقاعد في لندن واسكتلندا وويلز، وثلث المقاعد في غالبية بقية أنحاء إنجلترا.

وقال زعيم حزب العمال، كير ستارمر، لمؤيّدين في لندن: "نتيجة رائعة جداً. صدقوني، هذه نقطة تحوّل كبرى بالنسبة إلينا، من أعماق الانتخابات العامة لعام 2019" التي خسرها الحزب.

"نظرة فاحصة طويلة"

وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن قضايا محلية جداً تطغى على هذه الانتخابات، التي تشهد نسبة مشاركة ضئيلة، مستدركة أنها تتيح تحديد حجم الضرر الناجم عن فضيحة "بارتي جيت".

وأضافت أن المحافظين، الذين يحكمون بريطانيا منذ 12 سنة، يواجهون انتقادات بسبب دعمهم غير الكافي للأسر التي يخنقها التضخم، الذي سيتجاوز هذا العام 10% بحسب المصرف المركزي.

واعتبرت "رويترز" أن خسارة واندزوورث وبارنت ووستمنستر، هي دلالة على الطريقة التي فقد بها جونسون شعبيته في العاصمة، بعدما فاز بولايتين كرئيس لبلدية لندن. وأضافت أن تأييده لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، أفقده الدعم في لندن، حيث أيّد معظم الناخبين البقاء في التكتل، في الاستفتاء الذي نُظم في عام 2016.

واستدركت الوكالة أن أداء الحزب لم يكن بالسوء الذي توقعته استطلاعات للرأي، والتي رجّح أحدها أن يخسر المحافظون نحو 800 مقعد في المجالس المحلية. وقال جون كيرتس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، إن الاتجاهات المبكرة تشير إلى أن المحافظين في طريقهم لخسارة نحو 250 مقعداً، مضيفاً أن النتائج لا تشير إلى أن حزب العمال سيكون أكبر حزب في الانتخابات المقبلة.

لكن بعض المحافظين من رؤساء المجالس المحلية، دعوا جونسون إلى الاستقالة بعد الأداء الانتخابي السيئ، الذي عزوه إلى تغريمه ولطريقة إدارته لأزمة غلاء المعيشة، بحسب "رويترز".

وشدد جون مالينسون، زعيم حزب المحافظين المنتهية ولايته لمجلس مدينة كارلايل، على أن الأمر "لا يتعلّق فقط ببارتي جيت، إذ هناك قضية النزاهة"، مشيراً إلى أنه وجد "صعوبة في إعادة النقاش إلى القضايا المحلية". وتابع: "أشعر بأن الناس لم تعد لديها الثقة بإمكانية الاعتماد على رئيس الوزراء لقول الحقيقة".

أما سايمون بوشر، أبرز عضو محافظ في مجلس مدينة بورتسموث، فرأى أن قيادة الحزب في وستمنستر بحاجة إلى "إلقاء نظرة فاحصة طويلة في المرآة"، لمعرفة سبب خسارة المقاعد.

"نتائج صعبة"

وأقرّ أوليفر دودن، الرئيس المشارك لحزب المحافظين، بأن "هناك نتائج صعبة"، مستدركاً: "أحرزنا تقدّماً في أماكن كثيرة"، مشيراً إلى مكاسب للمحافظين في ثوروك ونونيتون وهارتلبول. ورفض فرضية أن "يكون لدى حزب العمال الزخم لتشكيل الحكومة المقبلة".

في المقابل، أصرّ وزير الدولة لشؤون أيرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية، براندون لويس، على أن جونسون يبقى الشخص المناسب لقيادة حزب المحافظين. وقال لشبكة "سكاي نيوز": "أعتقد تماماً أنه يمكننا الفوز في الانتخابات المقبلة، وأعتقد أن بوريس جونسون هو الشخص المناسب لقيادتنا إلى ذلك".

واعتبرت "رويترز" أن خسارة المحافظين للمجالس الأساسية في لندن، ستكثف الضغط على جونسون، الذي يكافح من أجل بقائه السياسي منذ شهور، ويواجه احتمال فرض الشرطة لمزيد من الغرامات عليه، علماً أنه فاز بأكبر أغلبية لحزب المحافظين منذ 3 عقود، في الانتخابات العامة عام 2019، متعهداً بتحسين مستويات المعيشة في المناطق الصناعية السابقة، في وسط إنجلترا وشمالها.

أيرلندا الشمالية

يلوح زلزال سياسي في أيرلندا الشمالية، إذ ترجح استطلاعات الرأي، تقدّم حزب "الشين فين" في البرلمان المحلي، للمرة الأولى منذ 100 عام من تاريخ المقاطعة البريطانية، التي تشهد توتراً منذ "بريكست".

وسيدفع انتصار "الشين فين"، وهو الواجهة السياسية السابقة لمنظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي، نائبة رئيس الحزب، ميشيل أونيل، إلى رئاسة الحكومة المحلية التي سيشترك القوميون والنقابيون في قيادتها، بموجب اتفاق السلام لعام 1998.

وقد يؤدي انتصار "الشين فين"، الذي يدعو إلى الوحدة مع جمهورية أيرلندا، إلى إطلاق عملية إعادة تعريف للمملكة المتحدة، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى شلل سياسي، بحسب "فرانس برس".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات