الناتو يتعهد بدعم أوكرانيا لمواجهة "سلاح الشتاء"

time reading iconدقائق القراءة - 8
الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج مع وزراء خارجية دول الحلف خلال اجتماع في بوخارست- 29 نوفمبر 2022. - REUTERS
الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج مع وزراء خارجية دول الحلف خلال اجتماع في بوخارست- 29 نوفمبر 2022. - REUTERS
بوخارست- أ ف ب

تعهد وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الثلاثاء، بتكثيف الدعم المقدم لأوكرانيا والمساعدة في إصلاح بنيتها التحتية للطاقة، في ظل اتهامات غربية لروسيا باستعمال الشتاء كسلاح حرب.

وقال وزراء الخارجية، في بيان بعد اليوم الأول من محادثاتهم في العاصمة الرومانية بوخارست، إن "العدوان الروسي، بما في ذلك الهجمات المستمرة التي لا يقبلها ضمير على البنية التحتية المدنية وتلك الخاصة بالطاقة في أوكرانيا، يحرم ملايين الأوكرانيين من الخدمات الإنسانية الأساسية".

واستنكروا ما وصفوها بـ"الوحشية الروسية" ضد المدنيين في أوكرانيا، وتعهدوا بتقديم الدعم للبلاد بينما تقوم بإصلاح بنيتها التحتية للطاقة.

وجاء في بيان الوزراء: "سنواصل ونكثف الدعم السياسي والعملي لأوكرانيا بينما تواصل الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها.. وسوف يستمر دعمنا طالما اقتضت الحاجة"، وأكدوا قراراً سبق أن اتخذته قمة للحلف في 2008 بأن أوكرانيا ستنضم في نهاية الأمر لعضوية الحلف.

ولم يتخذ القادة منذ ذلك الحين أي خطوات ملموسة مثل وضع خطة عمل تتضمن جدولا زمنيا لتقريب أوكرانيا من الحلف.

سلاح الشتاء

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد استخدام الشتاء كـ"سلاح حرب" ضد أوكرانيا مع "هجمات متعمّدة" على المنشآت المدنية لحرمان البلاد من التدفئة والكهرباء والماء.

وأضاف، خلال اجتماع لوزراء خارجية الحلف في بوخارست حيث سيكون نظيرهم الأوكراني دميتري كوليبا حاضراً، أن هدف الكرملين هو "إلحاق أكبر قدر ممكن من المعاناة بالمدنيين الأوكرانيين لمحاولة كسر صمودهم ووحدتهم في مكافحة الغزو الروسي لأوكرانيا".

وقال ستولتنبرج: "ستكون رسالتنا جميعاً أنه يجب أن نقوم بالمزيد" لمساعدة كييف، بما في ذلك في مجال الدفاع الجوي.

وأضاف: "روسيا تفشل في ساحة المعركة. ورداً على ذلك، يطاردون أهدافاً مدنية ومدناً لأنهم لا يستطيعون تحقيق مكاسب ميدانية".

أما وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس فقال: "دعونا نحافظ على الهدوء ونرسل دبابات".

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنّ "هذا التكتيك باستهداف البنية التحتية المدنية، و(البنية التحتية) للطاقة، من الواضح أنه مصمّم لإخضاع الأوكرانيين عبر البرد". وأضاف "لا أعتقد أنّ هذا سينجح".

لكن القلق يتزايد بشأن استمرار هذه الجهود على المدى الطويل في الوقت الذي تبدأ فيه المخزونات في الانخفاض.

من جهتها، دعت ألمانيا، التي تترأس مجموعة السبع، إلى اجتماع على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي بشأن أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، والذي ستدعو خلاله الولايات المتحدة الدول الأخرى إلى تعزيز مساعدتها في هذا المجال.

دعم أميركي

وقال أحد المسؤولين للصحافيين، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إنّ  إدارة الرئيس جو بايدن خصّصت 1.1 مليار دولار للطاقة في أوكرانيا ومولدافيا.

وتدخل المساعدة الأميركية في إطار مؤتمر دولي للمانحين لـ"دعم المقاومة المدنية الأوكرانية" سيُعقد في 13 ديسمبر في فرنسا.

وفي بداية أكتوبر الماضي، شرعت روسيا في حملة ضربات صاروخية مُكثفة تستهدف منشآت الطاقة في أوكرانيا، ووفقاً للأرقام التي استشهدت بها الحكومة الأوكرانية، فقد تضرر 25 إلى 30% من هذه المنشآت.

وقال المسؤول الأميركي: "ما يفعله الروس هو استهداف محطات تحويل الضغط العالي خصوصاً"، وليس فقط محطات الطاقة نفسها، بهدف تعطيل سلسلة الطاقة بأكملها، من الإنتاج إلى التوزيع.

وأعلنت الولايات المتحدة تقديم 53 مليون دولار لدعم شراء معدات لشبكة الكهرباء الأوكرانية لمساعدة كييف في محاربة الهجمات الروسية التي تستهدف بنيتها التحتية للطاقة التي تحرم الملايين من الإضاءة والتدفئة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان: "سيتم تسليم هذه المعدات سريعاً إلى أوكرانيا على أساس طارئ لمساعدة الأوكرانيين على المثابرة خلال فصل الشتاء"، مضيفة أن الحزمة ستتضمن محولات توزيع وقواطع دوائر ومانعات الصواعق من بين معدات أخرى.

آلية الحماية المدنية

من جانبه، طالب الاتحاد الأوروبي بتفعيل آلية الحماية المدنية، حيث يتم من خلالها تسليم حوالى 500 مولد كهربائي لأوكرانيا، بالإضافة إلى ألفي خيمة مقاومة لظروف الشتاء، وذلك نتيجة تعاون بين 17 دولة عضو.

وساهمت فرنسا بمئة مولّد كهربائي وصلت إلى سوتشافا في رومانيا، وستسلم قريباً إلى أوكرانيا.

وتضرّرت رومانيا، وكذلك مولدافيا المجاورة، بشدّة من الحرب في أوكرانيا، فيما مرّ أكثر من مليوني شخص بأراضيها لدى هروبهم من أوكرانيا. وتستضيف بوخارست حالياً نحو 86 ألف لاجئ.

فنلندا والسويد

وإضافة إلى الحرب في أوكرانيا، سيقوم وزراء الناتو بتقييم مسار انضمام فنلندا والسويد إلى المنظمة، والذي تمّ التصديق عليه من قبل 28 من الدول الأعضاء الثلاثين، لكنّه لا يزال معلّقاً بانتظار الضوء الأخضر من تركيا والمجر.

وعقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، اجتماعا ثلاثياً مع نظيريه الفنلندي بيكا هافيستو، والسويدي توبياس بيلستروم، على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقد في العاصمة الرومانية بوخارست.

وقال تشاووش أوغلو عبر تويتر، إنه نقل خلال الاجتماع تطلعات تركيا في إطار مذكرة التفاهم المبرمة بين البلدان الثلاثة خلال قمة الناتو التي انعقدت في مدريد يونيو الماضي.

وأوضح الوزير التركي أنهم قاموا خلال الاجتماع بتقييم الخطوات المتخذة في إطار المذكرة الثلاثية.

وفي 28 يونيو الماضي، وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في الناتو، على هامش قمة الحلف في مدريد، بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة وتبديد مخاوفها الأمنية. 

وفي إطار المذكرة تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 أغسطس الماضي بمدينة فانتا الفنلندية، فيما عُقدت الثانية في العاصمة السويدية ستوكهولم، يوم الجمعة الماضي. 

وتتهم تركيا، السويد وفنلندا بتأمين ملاذ آمن لـ" حزب العمال الكردستاني"، الذي تدرجه على قوائم الإرهاب، وبرفض تسليمها "إرهابيين"، بما في ذلك مؤيّدون للداعية التركي المعارض فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016.

"الإدانات لا تكفي"

عل صعيد أزمة أوكرانيا، قال وزير الخارجية التركي إن الإدانات وحدها لا تكفي لحل المشاكل في أوكرانيا، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات لتحقيق السلام فيها.

وأوضح تشاووش أوغلو، في كلمة له الثلاثاء، بمنتدى بوخارست الحادي عشر، أن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت عدداً من نقاط الضعف في أوروبا، خاصة بمجالي الطاقة والغذاء.

وأضاف أن هناك حاجة لإعادة اكتشاف البنية الأمنية في أوروبا بعد الحرب في أوكرانيا، وأنه يجب أن يكون الرد جماعياً على أي تهديد مهما كان مصدره، بحسب تعبيره.

وقال تشاووش أوغلو إن تركيا تواصل دعمها القوي لوحدة وسيادة الأراضي الأوكرانية، وفي الوقت ذاته تواصل تقديم المساعدات.

وأشار إلى جهود تركيا في منع التوتر في البحر الأسود بتطبيق اتفاقية مونترو، بالإضافة إلى اتفاقية شحن الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية.

ودعا الوزير التركي جميع الأطراف، خاصة روسيا وبيلاروس، إلى التحلي بضبط النفس، مبيناً أن الحرب لم تؤثر فقط على أوكرانيا، بل على الدول المجاورة أيضاً.

وأضاف: "لا يمكن حل المشكلة بالإدانات فقط، لذلك يجب أن نتحرك ونضمن إحلال السلام بطريقة عادلة، وهناك حاجة ملحة للسلام خاصة بالنسبة لأوكرانيا، وهذا ما تحاول تركيا القيام به".

ونوه تشاووش أوغلو إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يتشاور مع تركيا بشأن مسألة البعثة التعليمية والأمنية الجديدة التي أعلن عنها لصالح أوكرانيا.

وأردف: "أردت قول هذا كمثال على كيف أن الاتحاد الأوروبي فقد طريقة التفكير الاستراتيجي بسبب المصالح الضيقة لعدد قليل من الأعضاء"، متابعاً: "نحن بحاجة إلى إعادة اكتشاف روح الوحدة من أجل إرساء الأمن الأوروبي الجديد وإحياء عملية التوسع الأكثر شمولاً".

ولم تنضم تركيا إلى العقوبات الدولية ضد روسيا، لكنها في الوقت ذاته أكدت أنها لن تسمح بخرق العقوبات الدولية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات