أوكرانيا تستعد لـ"مأساة" في أكبر محطة نووية بأوروبا.. واجتماع طارئ لمجلس الأمن

time reading iconدقائق القراءة - 7
منظر عام لمحطة زابوروجيا النووية الأوكرانية  – 27 أبريل 2022 - AFP
منظر عام لمحطة زابوروجيا النووية الأوكرانية – 27 أبريل 2022 - AFP
كييف -أ ف برويترز

قال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، الخميس، إنه على أوكرانيا "الاستعداد لمأساة" في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، بعد تعرضها للقصف، بما في ذلك "عملية إجلاء للسكان من المنطقة"، فيما عقد مجلس الأمن جلسة طارئة، الخميس، بطلب من روسيا، لبحث الملف.

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشن هجمات على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، التي تخضع لسيطرة روسية منذ مارس الماضي، وسط مخاوف من التسبب في "كارثة نووية".

وقال موناستيرسكي لوكالة "رويترز": "المحطة حتى اليوم ليست في أيدي العدو فقط، ولكن في أيدي متخصصين غير مؤهلين، وهو ما قد يتسبب بحدوث مأساة". وأضاف: "بالطبع، من الصعب حتى تخيل حجم المأساة التي يمكن أن تحدث إذا واصل الروس أعمالهم هناك".

وحذّرت أوكرانيا في الآونة الأخيرة من خطر وقوع كارثة نووية على غرار تشرنوبيل.
              
وقال موناستيرسكي: "هذا يعني بالنسبة لنا... أن علينا الاستعداد لأي احتمال. تناقش خدمات الطوارئ الحكومية مع وزارة الداخلية ووزارة الأقاليم الاحتمالات المختلفة اللازمة، ومنها موضوع الإجلاء".

 "رهينة"

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلة مخصصة لمؤتمر للمانحين في كوبنهاجن، الخميس، إن "روسيا تأخذ المحطة النووية رهينة، وتمارس الابتزاز بكارثة نووية".

وأضاف أن روسيا يمكنها أن تتسبب بـ"أكبر حالة طوارئ إشعاعية في التاريخ (...) والتبعات يمكن أن تكون أسوأ من تلك (التي نجمت عن حادثة العام 1986) في تشيرنوبيل".

واستولت القوات الروسية على المحطة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا في أوائل مارس، بعد فترة وجيزة من بدء الغزو الروسي في 24 فبراير الماضي، لكن فنيين أوكرانيين ما زالوا يتولون إدارتها. وتضم المحطة 6 مفاعلات نووية.

وتم استهداف المحطة مرات عدة منذ الجمعة، وألحقت إحدى هذه الضربات أضراراً بخط جهد عالٍ، مما تسبب في توقف أحد ثلاثة مفاعلات نووية  (من أصل ستة) لا تزال تعمل في المحطة.

تضرر أجهزة استشعار

شركة "إينرجوآتوم" الأوكرانية المشغلة للمحطة، قالت في وقت سابق الخميس، إن "عدة أجهزة استشعار للإشعاعات تضررت عقب قصف روسي جديد، على محطة زابوروجيا للطاقة النووية، بالقرب من مفاعل نووي".

وكتبت الشركة على "تليجرام" بعد ساعات من الإبلاغ عن ضربات جديدة تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأنها، أن "الوضع يزداد سوءاً، هناك مواد مشعة موجودة في مكان قريب، وتضررت عدة أجهزة استشعار للإشعاعات".

وقال يفجيني باليتسكي، رئيس الإدارة المدنية والعسكرية التي أقامتها موسكو في هذه المنطقة الواقعة في جنوب البلاد: "حالياً لم يسجّل أي تلوّث في المحطة ومستوى النشاط الإشعاعي عادي"، مشدداً على أن "أطناناً عدة" من النفايات الإشعاعية مخزّنة في المكان.

وأعلنت شركة "إينرجوآتوم" تسجيل "خمس ضربات جديدة في المحيط المباشر لمستودع للمواد المشعة" متهمة القوات الروسية بشنها.

من جانبه اتهم المسؤول الموالي للروس فلاديمير روجوف، وهو عضو في الإدارة التي شكلتها موسكو في المنطقة، من أسماهم بـ"مقاتلي (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي" بشن الضربات.

وقال روجوف عبر تليجرام، إن الهجوم نُفذ بقاذفات صواريخ متعددة وقطع مدفعية ثقيلة من الضفة اليمنى لنهر دنيبر.

وكانت المحطة استُهدفت بعمليتي قصف الأسبوع الماضي، ما أثار قلق المجتمع الدولي.

منطقة منزوعة السلاح

ودعت الولايات المتحدة روسيا، الخميس، إلى وقف كل عملياتها العسكرية داخل المحطات النووية الأوكرانية ومحيطها، مؤكدة تأييدها إقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا التي تعرضت لقصف جديد.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات أوردتها وكالة "فرانس برس"، إن "القتال قرب محطة نووية أمر خطر وغير مسؤول"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تستمر في مناشدة روسيا وقف كل الأعمال العسكرية داخل المحطات النووية وفي محيطها ووضعها مجدداً تحت الإشراف الأوكراني. وتدعم الدعوات الأوكرانية لإقامة منطقة منزوعة السلاح داخل المحطة النووية وفي محيطها".

"عواقب وخيمة"

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس، في بيان أورده الموقع الإلكتروني للمنظمة: "للأسف، بدلاً من خفض التصعيد، وردت تقارير على مدى الأيام العديدة الماضية، عن مزيد من الحوادث المقلقة للغاية، والتي يمكن أن تؤدي إذا استمرت، إلى كارثة".

وتابع: "لنكن واضحين أن أي ضرر محتمل يلحق بمحطة زابوروجيا أو أي منشآت نووية أخرى في أوكرانيا، أو في أي مكان آخر، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، ليس فقط على المنطقة المجاورة، ولكن على الإقليم وما هو أبعد منه. هذا غير مقبول على الإطلاق".

وناشد جوتيريش "جميع الأطراف المعنيين التحلي بالحكمة والتعقل". وشدد على "وجوب عدم استخدام الموقع في سياق العمليات العسكرية"، كما دعا إلى إنشاء "محيط منزوع السلاح لضمان أمن المنطقة".

والثلاثاء، قالت شركة "إينرغوآتوم" إن القوات الروسية تستعد لربط محطة زابوروجيا النووية في جنوب شرق أوكرانيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو عام 2014، محذرة من أن إعادة توجيه إنتاج المحطة من الكهرباء يهدد بإلحاق الضرر بها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات