أكسيوس: نافذة التنازلات لإيران لن تظل مفتوحة والتأخير يجعل الاتفاق النووي "بلا جدوى"

time reading iconدقائق القراءة - 6
 منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم- 10 أبريل 2021 - AFP
منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم- 10 أبريل 2021 - AFP
دبي- الشرق

نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول بالإدارة الأميركية، الأربعاء، أن العودة للاتفاق النووي مع إيران قد تصبح غير مجدية إذا استمرت المفاوضات بضعة أشهر أخرى، محذراً من أن تلك المدة قد تكون كافية لطهران لتخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية.

وشدد المسؤول الأميركي، الذي يشارك في المفاوضات ورفض الكشف عن هويته، على أن الحكومة الإيرانية الجديدة، لن تحصل على اتفاق نووي أفضل، ولن تنال تنازلات أخرى، بمحاولة إعادة التفاوض على التفاهمات التي تم التوصل إليها في محادثات فيينا، بشأن الاتفاق مع القوى العالمية.

وشدد المسؤول على أن "نافذة التوصل إلى اتفاق لن تكون مفتوحة لفترة أطول، ويجب على الإيرانيين العودة إلى الطاولة سريعاً". 

وقال المسؤول إنه "قد تكون هناك نقطة في الأشهر القليلة المقبلة، لن يكون من المفيد عندها العودة إلى اتفاق عام 2015، لأن البرنامج النووي الإيراني سيكون قد تقدم إلى درجة أن القيود المحددة بموجب اتفاق عام 2015 لن تنتج (وقت الاختراق) المقصود لمدة عام، لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة".

ومصطلح "وقت الاختراق"، هو مقياس للمدة الزمنية الأدنى التي ستحتاجها إيران لإنتاج 25 كيلوجراماً من اليورانيوم عالي التخصيب، أو ما يكفي لسلاح نووي واحد فقط.

فريق تفاوضي جديد

وبعد 6 جولات من محادثات فيينا التي شهدت جموداً كبيراً، تأجلت الجولة السابعة التي يعتقد أنها ستكون الأخيرة إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد يومين من انتخاب إبراهيم رئيسي، أحد غلاة المحافظين، رئيساً لإيران. 

ومن المقرر أن يستلم رئيسي السلطة رسمياً الأسبوع المقبل، وسط تقارير عن توجهه نحو تعيين الدبلوماسي المحافظ علي باقري في منصب وزير الخراجية. ومن المقرر أن يشكل وزير الخارجية الجديد الفريق التفاوضي الجديد الذي سيشارك في محادثات العودة للاتفاق النووي، وقفاً لـ"أكسيوس".

وبينما يقول أعضاء الحكومة المنتهية ولايتها إنه تم التوصل في مفاوضات فيينا إلى مسودة لإحياء الاتفاق النووي، فإن أعضاء الحكومة الإيرانية الجديدة يزعمون أنه ليس هناك أي اتفاق، وأن التفاهمات التي تم التوصل إليها غير كافية.

ونقل "أكسيوس" عن المسؤول الأميركي إن إدارة الرئيس جون بايدن تراقب الجدل العام في إيران لكنها لم تسمع أي شيء محدد عن موقف الحكومة المقبلة من تفاهمات محادثات فيينا.

وحض المسؤول الإيرانيين على العودة إلى الطاولة "سريعاً"، قائلاً: "نأمل أيضاً ألا يعتقدوا أنهم سيحصلون على أكثر من الحكومة السابقة لأنهم أكثر صرامة".

وأضاف: "لا يتعلق الأمر بأن تكون أكثر صرامة، إنه يتعلق بالتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق النووي لعام 2015. لن يتغير موقف الولايات المتحدة، ولن يتمكن الإيرانيون من إعادة اختراع الاتفاق النووي، أو أن يكونوا في وضع لا يفعلون فيه سوى القليل، ونحن نفعل ذلك أكثر".

خامنئي يلوم واشنطن

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قال في وقت سابق الأربعاء، إن بلاده لن تقبل مواقف واشنطن "العنيدة" في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي، مضيفاً أن الولايات المتحدة لم تقدم أي ضمانات بعدم تخليها عن الاتفاق مرة أخرى.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن خامنئي قوله: "الولايات المتحدة تتعامل بشكل خبيث وبلا مروءة، وهي لا تترفع أبداً عن نقض تعهداتها والتزاماتها كما فعلت بالخروج من الاتفاق النووي".

وأضاف أن "واشنطن انتهكت الاتفاق مرة بخروجها منه دون أن تدفع ثمناً لذلك، وأنها تقول الآن بكل وضوح إنه لا يمكنها تقديم ضمانات بعدم تكرار ذلك".

ويؤيد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي العودة للاتفاق النووي، إلا أن مسؤولين قالوا إن حكومته ربما تنتهج سياسة متشددة.

وخامنئي هو صاحب القول الفصل في أمور الدولة بما فيها السياسة النووية، وليس الرئيس، وفقاً لـ"رويترز".

وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون، إن خلافات واضحة ما زالت تحول دون العودة للاتفاق الذي وافقت إيران بموجبه على تقليص برنامجها النووي، بحيث لا تحصل على مواد تمكّنها من صنع سلاح نووي في مقابل تخفيف العقوبات الصارمة المفروضة عليها. وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك سلاح نووي.